الإسباني رودري يتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم
توج رودري لاعب خط وسط إسبانيا ومانشستر سيتي الإنجليزي الاثنين، للمرة الأولى بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وذلك خلال النسخة 68 من حفل الكرة الذهبية في مسرح شاتليه بالعاصمة الفرنسية باريس.
وطغى على الحفل مقاطعة نادي ريال مدريد الاسباني لاقتناعه بعدم فوز مهاجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور بالجائزة المرموقة.
وأحرزت الإسبانية أيتانا بونماتي لاعبة وسط برشلونة ومنتخب إسبانيا، الكرة الذهبية لأفضل لاعبة.
وأحرز رودري الجائزة متفوقاً على البرازيلي فينيسيوس جونيور والإنجليزي جود بلينجهام لاعبي ريال مدريد، ليخلف الأرجنتيني ليونيل ميسي صاحب الرقم القياسي في التتويج بالجائزة (8 مرات).
وصعد رودري الى المنصة لاستلام جائزته على عكازين بعد خضوعه لعملية جراحية في الرباط الصليبي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم الحالي.
https://twitter.com/ballondor/status/1851037625710194911
ولعب رودري، الذي وصفه بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بأنه "أفضل لاعب وسط في العالم"، دوراً محورياً في مساعدة سيتي على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي، كما اختير أفضل لاعب في بطولة أوروبا 2024، بعد مساعدة إسبانيا في تعزيز رقمها القياسي بالفوز باللقب للمرة الرابعة.
وبات رودري ثالث لاعب إسباني يحرز الجائزة المرموقة بعد الفريدي دي ستيفانو (1957 و1959) ولويس سواريس عام 1960.
وشهد الحفل فوز الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، بجائزة أفضل مدرب في العالم، لكنه لم يكن من بين الحضور.
وقاد أنشيلوتي ريال مدريد للفوز بدوري أبطال أوروبا ودوري الدرجة الأولى الإسباني وكأس السوبر الأوروبية.
وتقاسم الإنجليزي هاري كين، لاعب بايرن ميونيخ، والفرنسي كيليان مبابي، لاعب ريال مدريد، جائزة جيرد مولر لأفضل هداف في الموسم السابق، بينما فاز لامين جمال لاعب برشلونة بجائزة كوبا.
وحافظ الأرجنتيني إيمليانو مارتينيز، لاعب أستون فيلا، على جائزة ليف ياشين التي تقدم لأفضل حارس مرمى، بعدما فاز بها العام الماضي.
وتوج جناج برشلونة ومنتخب اسبانيا لامين جمال بجائزة أفضل لاعب واعد (جائزة ريمون كوبا)، ونال ريال مدريد بطل أوروبا واسبانيا جائزة افضل ناد.
وأقيم حفل الكرة الذهبية هذا العام بالشراكة بين مجموعة أموري، المالكة لشركتي فرانس فوتبول وليكيب للإعلام، والاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا)، وفقاً لاتفاقية أعلن عنها اليويفا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وتحتفظ بموجبه المجموعة بالإشراف على نظام التصويت.
ويساهم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في تسويق الحقوق التجارية العالمية وتنظيم حفل توزيع الجوائز السنوي.
وقال الصحفي الرياضي في جريدة الاتحاد الإماراتية مراد المصري في حديث مع بي بي سي: "أثبتت فرانس فوتبول أنها الطرف الأقوى في هذه الجائزة".
وأضاف المصري أن الفيفا اكتشف فعلياً أنه "خارج التغطية" في وقت شراكته مع المجموعة، ليعود لتنظيم جائزته الخاصة.
"الجائزة لا تزال مملوكة لصحيفة فرانس فوتبول ومرتبطة بها دائماً في الأذهان"، وفق المصري.
وهي المرة الثانية تواليا ًالتي تحرز فيها بونماتي هذه الجائزة المرموقة التي استحدثت عام 2018.
وتفوقت بونماتي (26 عاماً) على زميلتيها في برشلونة النرويجية كارولاين غراهام هانسن، ومواطنتها سلما بارالويلو.
وقالت بونماتي بعد التتويج "انا ممتنة جداً لإحراز الكرة الذهبية للمرة الثانية".
وأضافت "كما قلت سابقاً بأن الفوز بهذه الجائزة ليس انجازاً فردياً، فأنا محظوظة جداً لاني محاطة بلاعبات كبيرات يساعدني على تحقيق هذه الإنجازات وأن أكون لاعبة مميزة".
وتوجت بونماتي بكأس العالم مع منتخب بلادها عام 2023، كما ساهمت بفوز ناديها برشلونة دوري أبطال أوروبا 3 مرات في آخر 4 سنوات.
مقاطعة مدريد
وقبل ساعات قليلة من بدية مراسم الحفل، فاجأ ريال مدريد، بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا الجميع بقراره، مقاطعة حفل جوائز الكرة الذهبية وذلك لاقتناعه بعدم حصول نجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور على جائزة أفضل لاعب، في حين نفت اللجنة المنظمة للجائزة معرفة أي نادٍ أو لاعب مسبقا بهوية الفائز بها.
واصدر عملاق العاصمة الاسبانية بيانا الإثنين قال فيه "اذا كانت معايير منح الجائزة لم تقم باختيار فينيسيوس كفائز، فان المعايير ذاتها يجب ان تختار كارفاخال كفائز. بما ان الأمر لم يكن كذلك، من الواضع بان الكرة الذهبية لم تحترم ريال مدريد وريال مدريد لن يكون متواجدا حيث لا يتم احترامه".
في المقابل، أكد منظمو الكرة الذهبية بأن "أي لاعب أو نادٍ" لا يعرف هوية الفائز بالجائزة وقال مصدر في اللجنة المنظمة لوكالة فرانس برس "جميع الاندية واللاعبين في القارب ذاته" مشيرا الى القواعد السرية الصارمة للغاية المقررة لنسخة 2024.
حاضران برغم الغياب
وعند إعلان قائمة المرشحين التي تضم 30 لاعباً، تصدّر غياب اللاعبين الأكثر تتويجاً بالجائزة؛ الأرجنتيني ليونيل ميسي (8 ألقاب) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (5 ألقاب)، وهي المرة الأولى التي يغيب فيها النجمان سوياً عن الحفل منذ 21 عاماً.
وهذه المرة الثانية منذ 2005 التي يغيب فيها ميسي (37 عاماً) والحائز على الكرة الذهبية العام الماضي للمرة الثامنة، عن الترشيحات الرسمية التي هيمن عليها لاعبو منتخب إسبانيا المتوج بكأس الأمم الأوروبية، وريال مدريد الفائز بدوري أبطال أوروبا.
وغاب رونالدو (39 عاماً) الذي يلعب لفريق النصر السعودي منذ 2023، عن اللائحة للعام الثاني على التوالي.
وسيطر ميسي ورونالدو على الجائزة المرموقة على مدى السنوات الـ16 الماضية، حيث فازا بها 13 مرة مُجتمِعَين.
وتمكن لاعبان فقط من اختراق سيطرة ميسي ورونالدو منذ 2008، حين نالها الكرواتي لوكا مودريتش في 2018 والفرنسي كريم بنزيمة في 2023.
وبعد وصول اللاعِبَين إلى هذه السن المتقدم بالنسبة للاعب كرة قدم، يرى الصحفي مراد المصري أن الحل لعودة ميسي أو رونالدو للفوز بالجائزة هو الفوز بلقب كأس العالم 2026.
https://twitter.com/ballondor/status/1831404785029017904
كيف يُحدد الفائز بالكرة الذهبية؟
تُمنح الكرة الذهبية بناءً على ثلاثة معايير رئيسية:
- العروض الفردية والشخصية الحاسمة والمثيرة للإعجاب
- أداء الفريق وإنجازاته
- اللعب النظيف
تتكون لجنة التحكيم من صحفيين مختصين ينتمون لأفضل 100 بلد في أحدث تصنيفات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قبل نشر قوائم المرشحين للرجال، أما في فئة النساء تتكون اللجنة من 50 صحفياً.
ويختار كل صحفي عشرة لاعبين بترتيب تنازلي من قائمة تضم 30 لاعباً مرشحاً وضعها طاقم تحرير مجلة فرانس فوتبول وصحيفة ليكيب.
ويختار كل صحفي عشرة لاعبين بترتيب تنازلي من قائمة تضم 30 لاعباً مرشحاً وضعها طاقم تحرير مجلة فرانس فوتبول وصحيفة ليكيب، ويُمنح اللاعبون العشرة النقاط بالشكل التالي: 15 - 12 - 10 - 8 - 7 - 5 - 4 - 3 -2 ونقطة واحدة على التوالي.
وفي النهاية، تمنح الكرة الذهبية للاعب صاحب أكبر عدد من النقاط. وفي حالة التعادل، يكون اللجوء للاعب الذي حصل على أعلى أصوات مخصصة للمركز الأول، وإذا استمر التعادل يكون اللجوء لعدد أصوات المركز الثاني، وما إلى ذلك.
في 2022، أعلنت مجلة "فرانس فوتبول" المختصة بشؤون كرة القدم العالمية، تغييرات عدة على نظام تقييم اللاعبين منها منح الجائزة بناء على مواعيد الموسم الكروي في أوروبا، أي أنها أصبحت تمنح "ضمن موسم كرة القدم التقليدي، أغسطس/آب إلى يوليو/تموز".
وغالباً، ما يُصاحب منح الجائزة جدلاً كبيراً.
ويرى المصري أن الجائزة ستبقى جدلية دائماً طالما أنها تمنح بالتصويت وليست بالاستناد إلى الإحصائيات.
ويضيف: "في نهاية كل عام قد نصل إلى لاعبين أو ثلاثة لاعبين للمفاضلة بينهم، ولا يمكن أن ترضي الجائزة كل الجماهير".
محطات في تاريخ الجائزة
مُنحت الجائزة للمرة الأولى في 1956 للإنجليزي ستانلي ماتيوس، حين كانت تعطى لأفضل لاعب أوروبي في أوروبا واستمرت على هذا المنوال حتى 1994.
وفي 1995، أصبحت الجائزة تعطى لأفضل لاعب في أوروبا بغض النظر عن جنسيته، وكان نجم ميلان الليبيري جورج ويا أول لاعب غير أوروبي يحرز "البالون دور".
وابتداء من 2007، أصبحت الجائزة تعطى لأفضل لاعب في العالم.
وبين عامي 2010 و2015، دمجت جائزة الكرة الذهبية من "فرانس فوتبول" مع جائزة أفضل لاعب في العالم التي يمنحها سنوياً الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قبل أن يحصل الفصل بينهما بدءاً من 2016.
في 1989، حصل الإسباني ألفريدو دي ستيفانو على جائزة سوبر بالون دور والتي منحت في مناسبة واحدة فقط.
وحصل دييغو مارادونا وبيليه على جائزتي كرة ذهبية عن مسيرتهما.
وفي 2020، ألغيت النسخة بسبب تداعيات فيروس كورونا، بالرغم من أن الفيفا منح جائزته المسماة "الأفضل" في العام ذاته التي كانت من نصيب البولندي روبرت ليفاندوفيسكي.