الشعب الكوردي ثروة العراق والعرب والانسانيّة
فادي الدمشقي
يشهد العالم العربي في أيامنا هذه، أخطر أنواع التحولات في بنيته الجيوسياسيّة والجيواستراتيجيّة، وهي تحولات كان لا بدّ لها أن تحدث بصورة طبيعيّة ومتدرجة، ولكن، ساعدت الظروف التاريخيّة بصورة عامة، وانحسار الوعي العربي ومصالح القوى العظمى بصورة خاصة، على تأجيج الاحتقان الشعبي - الاقتصادي والاجتماعي - بحيث انفجرت الأزمات وفجرّت الأوضاع بتوقيت معيّن، بطريقة لم يكن ممكناً تجنبها، بل لم يكن مرغوباً بتجنبّها من قبل أحد، بعدما تفاقمت العوامل جميعها، لتذكي النار المستعرة، منذ عقود، وآخرها فصول "الربيع أو الخريف العربي" .. وهنا نقول لا قيمة للتسميات - أنّا كانت - أمام هول المشهد، وأمام عمق التحوّلات والنكبات والفرص والزلازل التي ضربت العالم العربي.
أمام هذا المشهد الشرق أوسطي الكبير والجديد، يبرز المشهد الكوردي الدقيق، على أنّه محطّة من محطات الافتقار العربي والتراجع والتقهقر، وهو قول "موضوعي" من ناحية منهجيّة التفكير التي سبقت أحداث العالم العربي في القرن الحالي خصوصاً، وتداعيات العولمة عموماً .. ولكن لا بد من احترام الرأي الآخر الذي يرى صورة معاكسة أو مختلفة، من منظور منفتح جديد.
القوميّة الكورديّة لا تخيفنا
قد يكون كاتب هذه السطور في آخر سطر من قائمة المفكّر ين والعلماء العرب، ولكن في زمن الاقتصاد المعولم المبني على المعرفة، وعلى الأفكار، لا يجب أن نخجل بأفكارنا، وبصورة خاصة إذا اعتمدت منهجيّة التفكير المعاكس Opposite Thinking ، والهندسة المعاكسة، والمنطق الجماعي المتصل، المعاكس للمنطق الفردي أو الفئوي، أو الأناني المنفصل.
من هنا نقول كمفكرين عرب متواضعي المعرفة: "القوميّة الكورديّة لا تخيفنا"، وهي لم تكن ولن تكون في أي يومٍ من الأيام، قوميّة مناقضةً للقوميّة العربيّة، بل على العكس، فالشعب الكوردي العريق والبطل هو فخر العالم العربي، وأصدق أصدقائه، والكورد الميامين هم أنسباؤه وحلفاؤه وخيرة قادته وأدبائه ومفكريه .. ومناصريه.
القوميّات أصلاً فكرة، ضروريّة باعتدال لشد العصب الوطني، ولكن المبالغة في تمجيدها، تنقلب إلى ضدّها، وبدل أن نعلي شأن المساهمة الحضارية لأي شعب، وابداعاته الثقافيّة والفكريّة والأدبيّة والفلسفيّة، لخدمة الانسانيّة والصداقة بين الشعوب، تشدنا القومية المتعصّبة باتجاه الانغلاق والتقوقع والاندثار، في زمن فتحت فيه أبواب التواصل بين أقاصي الأرض جميعها، ولمس المصلحون ودعاة الأخلاق عظمة التواصل الانساني، بلا أيّة عنصريّة عرقيّة أو مذهبيّة أو طبقيّة أو جندريّة، عنصريّة تشدنا إلى عصور الهمجيّة والبربريّة والحروب العبثيّة، التي تخدم القلّة المستبدّة والمستغلّة، وتنهك الانسان والشعوب والأوطان.
كيف نبحث - كمفكرين عرب - في مسألة تنامي القوميّة الكوردية، قبل أن ننظر في التضحيّات التي قدمّها الشعب الكوردي وأصدقاؤه - وما يزال - يوم بالغت القوميّة العربيّة في حساباتها الضيقة، على حساب الحضارة العربيّة نفسها ومكتسبات الاسلام -الذي أكرم العرب أكثر ممّا أكرموه، ونقل حضارتهم إلى العالميّة قبل عشرات القرون قبل العولمة الحديثة - وتالياً، ألا يجب أن ننظر فيما بالغت به وأخطأت هذه القوميّة، أو من عمل باسمها، فأوقعت وأوقعوا الضرر الفادح على الأصدقاء والحلفاء والأقرباء .. وهل يجوز القفز فوق مسألة اصلاح الخلل التاريخي، مهما طال الزمن، لنبني الصفحات الجديدة المشرقة؟ وفي هذا يقول سبحانه تعالى في كتابه العزيز: وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .. (صدق الله العظيم) .. فهل أصلحنا نحن كأنصار للقوميّة العربيّة - مغالون أو غير مغالين - موقفنا مّما أصاب القوميّة الكرديّة من غلوائنا وغلواء القوميّة العربيّة، وكل من بالغ بتمجيدها باطلاً على حساب الانسانيّة الحقّة؟ التي هي جوهر الأخلاق والأديان، بل وجوهر الاسلام؟ وهل ننظر في دعوانا نحن على سايكس بيكو وما تلاها، ولا ننظر في دعاوى من حمّلته تلك الصفقة البربريّة الحمل الأكبر؟ وهو ما جعل الظلم مضاعفاً .. ومتضافراً؟
إن ألمانيا التي أنتجت القوميّة الألمانيّة المتطرفة Nationalsozialismus (3) ، هي نفسها التي قادت أوروبا لبناء الوحدة الأوروبيّة، بالتعاون أولاً مع عدوتها في الحربين العالميتين الأولى والثانيّة أي فرنسا .. أنفقد ذاكرتنا لننساق في ألاعيب تفكيك وتركيب الدول، التي تلعبها الدول العظمى، وننسى أن ما يجمعنا بالحضارة الكورديّة وبالانسانيّة، هو أكبر ألف مرّة ممّا يشتتنا ويفرقنا؟
3) Nazism (or National Socialism; German: Nationalsozialismus) is a set of political beliefs associated with the Nazi Party of Germany. It started in the 1920s. The Party gained power in 1933, starting the Third Reich. They lasted in Germany until 1945, at the end of World War II.
لا نؤمن بصراع القوميّات، ولا حتى بحتميّة صراع الحضارات، التي نظّر لها المفكر الأميركي صموئيل هانتينغتون (5) “The Clash of Civilizations?”، بل نؤمن بأن العولمة حملت بنفسها بذور التعاون الانساني، على عكس ما أراده البعض منها، كأداة سيطرة غير مباشرة على الشعوب - بغض النظر عمّا آلت إليه الأمور حتى الان، في سياق صراع التوازنات المحموم والمستمر - وهنا يقول المفكر اللبناني والعالمي أمين معلوف في كتابه اختلال العالم(4):
4) إن جميع شعوب الأرض في مهب العاصفة بشكلٍ أو بآخر. سواء كنا أغنياء أو فقراء، مستكبرين أو خاضعين، محتلين أو تحت الاحتلال، فنحن جميعاً على متن زورقٍ متصدّع، سائرين إلى الغرق معاً .. لكننا مع ذلك لا نكفّ عن تبادل الشتائم والمشاحنة غير آبهين بتعاظم أمواج البحر. ولعلنا قادرون حتى على الترحيب بالموجة القاتلة إذا ما ابتلعت أعداءنا أولاً إبان صعودها نحونا ... [أمين معلوف- كتاب: اختلال العالم]
5) Samuel Huntington: American political scientists. In 1993, he published a sensational essay in Foreign Affairs called “The Clash of Civilizations?” The essay, which became a book, argued that the post-cold war would be marked by civilizational conflict.
العولمة بجانبها المضيء، فتحت الأبواب المغلقة بين الشعوب، وبدأت منظمات ومؤسسات وشركات دوليّة عدّة، تنجح في كسر احتكار الدول والمنظمات الأيديولوجية والسياسيّة والأحزاب، لدفة تسيير الرأي العام، والعلاقات بين المجموعات الحضاريّة، فأصبح المعنى الجديد للحضارة - أي حضارة - هو في قدرتها على خدمة الانسان والانسانيّة جمعاء، وفي الحفاظ على الحياة على الكوكب وعلى الأرض والبيئة، وفي قدرتها على خدمة الحضارات الأخرى التي تخدمها بدورها، وربما أكثر، وفي مساهمتها للوصول إلى عالم أكثر سلاماً وعدلاً ورفاهيّة، وأقل بربريّة وظلماً وحروباً ..
وعليه، فمن حق الشعب الكوردي كأي شعب، أن يعيش ويختبر، ويتفاعل مع قراراته بتقرير المصير، اليوم وغداً وبعد غد، لتنضج علاقاته الجديدة، بعدما يشفي نفسه من جراح طال أمدها، وتسبب بها تقاطع المصالح الدوليّة والحسابات النفطيّة، وتوازنات القوى المحليّة والدوليّة، على مر العقود، على حسابه وعلى حساب حقّه، بالتعبير عمّا يراه مناسباً وعادلاً لتطلعاته وآماله وتوصيفه الثقافي والحضاري، وتموضعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والدولي.
الشعب الكوردي ثروة العراق والعرب والانسانيّة
الموضوعيّة التاريخيّة، تجبرنا على أن ننظر إلى حريّة الشعب الكوردي كجزءٍ لا يتجزأ من حريّة الشعوب العربيّة، وشعوب العالم، وليس- مطلقاً - كشأن يتناقض، مع مصلحة العراق وسائر الدول العربيّة والاسلاميّة المجاورة إلا بالمنظور الضيّق للأمور .. فحريّة كوردستان التي قال عنها ذات يوم الملا مصطفى البرزاني: "قد لا أراها ولكنّكم سترونها"، هي واجب عربي واسلامي قبل أن تكون واجباً كورديّاً .. فكيف يمكن لأي شعبٍ أن ينعم بحريّته، ما دام أخوه أو جاره بعيداً عن هذه الحريّة؟ والملا مصطفى البرزاني الذي حجز مقعده على منابر التاريخ، بين قادة حركات التحرر العالميّة إلى جانب غاندي ومانديلا وأقرانهم، لم يكن بهذا المعنى قائداً كوردياً فحسب، بل مناضلاً عربياً واسلامياً، وأحد صنّاع حقوق الانسان في عصرنا الحاضر، فهو قاد أهله وأخوانه لمواجهة الظلم، والظلم فقط، دون ترسبات عنصريّة ومذهبيّة وطائفيّة، وهو ما جعل كوردستان العراق اليوم، واحة تآخ واحترام للآخر المختلف، وجنّة لمختلف الوافدين، بلا تمييز عرقي أو مذهبيّ أو طائفي، وسط منطقة عربيّة تغلي كالبركان بالحمّى الطائفيّة والمذهبيّة.
إن أخلاق المقاتلين والبشمركة الكوردستانيّة، وأخلاق الشعب الكوردي عموماً، وقدرتهم على التسامح والنظر بحكمة إلى مختلف القضايا، هي أهم ألف مرّة من نفط الشمال، من هنا فنحن ننظر إلى هذه الأخلاق - التي هي سمة المقاتلين غير المتورطين بالتجارة المعولمة - وإلى الحس الحضاري والانساني، الذي تلمسه من السليمانيّة إلى جم جمال إلى كركوك وأربيل وصولاً إلى دهوك وأتروش، من هنا نرى: أن الشعب الكوردي هو ثروة للعراق الجريح، مهما كانت الخيارات السياسيّة، بل عنصر توازن في المعادلة العراقيّة، التي تم تفجيرها من الداخل، كما تم تفجير المنطقة العربيّة من أقصاها إلى أقصاها.
أي تضحيّة عراقيّة أو عربيّة تبذل في سبيل المحافظة على روابط القربى والإخاء والتعاون مع الشعب الكوردي، هي تضحيات رخيصة جداً، قياساً مع صمود الكورد في وجه شلال المؤمرات المنهمر على المنطقة، وقياساً مع الظلم التاريخي الذي لحق بهم، بحكم الظروف الدوليّة التي تضع الأخوة في مواجهة بعضهم البعض، لتدور رحى النزاعات، والصفقات الدوليّة، ولتحقق رفاهيّة الدول الكبرى، على حساب آلام الدول أو شبه الدول، والشعوب المستضعفة.
رهاننا يجب أن يكون على اكتساب الكورد، وتحقيق شخصيتهم الثقافيّة والحضاريّة على الساحة العراقيّة والعربيّة والعالميّة، وهي شخصيّة أثبتت صداقتها رغم المحن، فلماذا نقامر بدفعها إلى ما لا تحب باستمرار التفكير الضيّق الذي لا يغني ولا يسمن، والذي سقط مع سقوط الأنظمة "العادلة كلامياً"، والفارغة من المضمون الاقتصادي والاجتماعي العادل لشعوبها؟ .. دعونا نراهن على الدور الانساني للشعب الكوردي، وعلى مساهمته في تطوير العراق، والمنطقة العربيّة والاسلاميّة، والتنمية الانسانيّة بفعل معاناة هذا الشعب وصموده، وبفعل المرارة التي يرفض أن يتجرّعها غيره، كما تجرّعها هو ذات يوم بل ذات عقودٍ من الزمن .. وهذا ما جعل رهاننا على مقولتنا الواضحة: "الشعب الكوردي هو ثروة العراق والعرب والانسانيّة".
وكالة إنماء كوردستان
وكي لا يبق كلامنا، شبيهاً بأدبيّات العصور البائدة، فلقد قدّمت مؤسساتنا المنضوية تحت لواء "مشروع بنك لبنان الدولي"، بتاريخ 27/05/2013، مشروعاً إنمائياً عربياً، إلى حكومة اقليم كوردستان، للتعاون على تأسيس ودعم وتطوير "وكالة إنماء كوردستان"، التي هي تغطية ذهبيّة، لقراءتنا الجيواستراتيجيّة، وللحاجات الانمائيّة في المنطقة، وإجابة عصريّة على وسائل دفع الاقتصاد نحو الاستثمار المتوازن في التنميّة، الذي هو مكمل أساسي للاستثمار الحر، أو للاستثمار المتحرر من التزامات التنمية، والضوابط الموجبة لها أقليمياً ووطنياً وقوميّاً .. بل وإنسانيّاً ودوليّاً؟
الوكالة العتيدة تتيح إمكانيّة تنسيق عمل شركات عدَّة في مجال التنمية الذكيَّة، وحسن استثمار الكوادر المدربة في المراحل الأولى، لخلق المناخ الاستثماري والانمائي المتقدم وتشجيع المواطنين على الأعمال والوظائف الجديدة والعصريّة، وايجاد هذه الوظائف، التي تتطلب درجة احتراف عالية، وعمل تحت ضغوط المنافسة الدوليّة القاسية.
توجد الوكالة أيضاً، أداة مناسبة لاقتصاد إقليم كوردستان، وبالتالي لكل العراق، لمعالجة الملفات المعقدة والتي تتطلب حلولاً استثنائية لمشاكل استثنائية، وبصورة خاصة البحث عن المصادر الجديدة والمتجدّدة للثروة، ورفع مستوى الأداء الحكومي والخاص، وتحقيق وفر أكبر في الموازنات، وانتاجية أكبر للمؤسسات الخاصة الأهلية والعامة، وتستفيد من كافة أبحاث التنمية العائدة للمؤسسّات المنخرطة في المشروع الأم بنك لبنان الدولي World Bank of Lebanon – Project ، ليس فحسب لصالح أقليم كوردستان، بل لمصلحة كل المؤسسات العراقيّة والعربيّة، المتعاونة مع الوكالة لتطوير تجارتها وتعاملاتها مع الاقليم الفتي والواعد.
نستفيد من هذه المناسبة لدعوة كل الحكومات والمصارف والمؤسّسات العربيّة، إلى إثبات صداقتها وحسن إدارتها لمصالحها القوميّة والوطنيّة والثقافيّة، مع أهلنا في كوردستان الشقيق، عبر العمل على أرض الواقع لتدريب آلاف الشباب والسيدات، وايجاد الوظائف العصريّة لهم، بالترافق مع تطوير المصارف والمؤسسات والمرافق في أقليم كوردستان، بعيداً عن حسابات الربح والخسارة قصيرة الأجل، والتي لم تنجح سوى بابعاد الشعب الكوردي، عن الثقة بالعالم العربي، الذي لم يقم بدوره المطلوب تجاه معاناة الكورد طيلة قرنٍ من الزمن، دون اعتراضٍ منهم أو تذمّر أو عنصريّة.
نحب بالمقابل، أن نتمنى على الأخوة الكورد بأنّ يتنبّهوا، إلى أنّ العراق هو سوق كوردستان الأولى، وفرصته الأكبر، وامتدادها الجغرافي الطبيعي الأوّل، مثلما هي كوردستان سوق العراق الأوّلى وامتداده الجغرافي الطبيعي، والعراق بأمس الحاجة للمساهمة الكورديّة في إعماره، ونهوضه، وإعادة بنائه على أسس جديدة تناسب مصالح تاريخ العراق وتطلعات أبنائه، ومقتضيات العولمة الاقتصاديّة والسياسيّة والثقافيّة، والظروف الدوليّة المتناميّة تعقيداً وخطورةً.
إن وحدة العراق تبينها الإرادات الخيّرة وحسن التعامل وحسن الجوار والحوار، بين كل الأطياف، ووحدة مصالح أبناء العراق، وتكاتفهم، ونجاحهم بإقامة النظام العادل فيما بينهم، نظاماً يستقطب الأقربين والأبعدين، لتكون الوحدة نابعةً، من مصالح كل الفئات وكل الأفراد وكل المكوّنات، وليس فحسب سنداً إلى تقليدٍ أعمى لمسار تاريخي، أصابته ديناميكيّة تغييريّة عالميّة، انفجرت من أرضه وتشظّت على العالم العربي، بل وعلى العالم بأسره .. ما يدعو نا إلى التأمّل في ولادة نهج جديد وجدّي ومتجدّد، في بناء الوحدة والتعاون، على أسس قادرة على الحياة، وعلى ضمان استقرار العراق وحياة وأمن كافة العراقيين ورفاههم.
***
ولعلّنا في الختام نستفيد من مناسبة أعياد النوروز الحاضرة اليوم بأذهاننا، ونستعيد كلام المفكّر الصديق هاشم الأتروشي: "نوروز .. في الأصل عيد للتجدد في الطبيعة والفكر والنفس و التطلعات .. عيد التحرر من الظلم والاستبداد والقهر والتعسف .. نوروز احتفال بالمحبة والتعايش وخلق الفرح والسعادة"، لنتمنّى لجميع أخواننا الكورد أعياداً مباركة، وتجدداً حقيقيّاً، بل لنتمنّى لكل الشعب العراقي الصامد والبطل والأمثولة، قراءة جديدة وتجدّداً حقيقيّاً من أجل أن تكتب "أوراق العراق" الجديدة، بما يليق بهذا الشعب الكبير، وبما يحافظ على "بغداد الأسطورة" التي دغدغت أحلام العالم بأسره على مر العصور، صانعةً الحضارة لكل العالم العربي وللعالم أجمع.