مع دخول الصيف.. رواج صناعة الفخار في العراق بحثاً عن مياه الشرب النظيفة (صور)
شفق نيوز/ اعتاد علي أبو حسين (49 عاماً) منذ أكثر من عقدين على صناعة حِب الفخار المعدّ من الطين المحروق المنقى من الشوائب، الذي يستخدم لحفظ مياه الشرب، لأنه يحافظ على برودتها، وأكثر قدرة على تنقيتها من أجهزة الحفظ الكهربائية، وغيرها من الفوائد الأخرى.
وتعد صناعة الفخار من أقدم وأهم الحرف التقليدية التراثية في العراق والمستمرة حتى يومنا هذا، ويعود تاريخها إلى الحضارة السومرية، كما بيّنته أعمال التنقيب عن الآثار في حضارة وادي الرافدين، نتيجة توفر مادتها الأولية وهي الطين الخالي من الأملاح.
ويطلق على عامل الفخار في العراق "الكوّاز"، وصناعة الفخار هي من المهن اليدوية البسيطة التي لا تعتمد على المكائن، وعادت هذه الصناعة العتيقة للانتعاش مجدداً بعد فترة من التراجع باعتبارها أكثر أماناً من الناحية البيئية والصحية من القناني والأواني البلاستيكية والمعدنية.
في العاصمة بغداد، يمتهن علي أبو حسين الكوّاز صناعة حِب الفخار التي ورثها عن الآباء والأجداد، ويقول لوكالة شفق نيوز، إنه "يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 20 عاماً، بعد أن ورثها من والده الذي امتهنها لأكثر من 50 عاماً بعدما ورثها من أجداده أيضاً".
وفي ظل تزايد معدلات تلوث مياه الشرب في المدن العراقية خلال الفترة الأخيرة، عاد الاهتمام بالحِب مجدداً، و"يباع حِب الفخار بأسعار تتراوح بين 4000 - 8000 دينار حسب حجمه، فالكبير بـ8000، والوسط بـ7000، والصغير بـ4000"، بحسب "أبو حسين".
صناعة الفخار
ينتج أبو حسين برفقة أربعة عمال يعملون معه في المصنع "من 30 - 40 حِباً يومياً"، وتمر عملية صناعة الفخار بعدة مراحل تبدأ بخلط الطين ثم التجويف عبر تشكيل عمق الأواني الفخارية مروراً بمرحلة الصب في قوالب مصنوعة من الجبس، وأخيراً مرحلة الحرق لتجفيفه، ومن ثم يصبح الفخار معداً للاستخدام. ويشير أبو حسين إلى "وضع 200 حِب مرة واحدة داخل الفرن للحرق"، وبينما أوضح أن "موسم البيع يبدأ من نيسان / أبريل وينتهي في أيلول / سبتمبر"، كاشفا عن "تسويق نحو 500 حِب شهرياً إلى المحافظات الشمالية والجنوبية".
فوائد الشرب من الفخار
يقول خبراء إن الفخار ينطوي على العديد من الفوائد على الصعيدين الصحي والبيئي، وهذا هو السبب في استمرار العديد من الأسر استخدام وعاء الفخار للكثير من الأغراض لفوائده العلاجية العديدة.
كما وينصح الخبراء باختيار أواني الفخار المصنوعة يدوياً، خاصة التي تحتوي على جزئيات الميكا، وهي مادة تعمل كعازل للحرارة، وهذا يفسر سبب تبريدها للمياه.
ومن فوائد أواني الفخار، أن الطين المصنوعة منه ذو طبيعة قلوية، مما يجعله يتفاعل مع الماء الحمضي وبالتالي يخلق توازناً في درجة الحموضة، وبسبب ذلك يتم تخفيف الحموضة الناتجة من الطعام بشرب الماء المخزن في أوعية الفخار.
وفي هذا السياق يقول طبيب الأسرة علي أبو طحين، إن "هناك نظريات تتحدث عن جوانب صحية من شرب المياه من الفخار أفضل من القناني البلاستيكية، كون الأخيرة تسبب مشاكل صحية وبيئية كبيرة".
ويضيف لوكالة شفق نيوز، أن "الأواني الفخارية أكثر أماناً من البلاستيكية، فهي بديل صحي نظيف وآمن، وكذلك فيما يخص تصفية المياه وتبريدها بدرجة لا تضر بصحة الإنسان، كما أن الفخار يحتوي على مواد عضوية ذات طبيعة قلوية قد تحافظ على المياه، ورغم ذلك لا توجد دلائل علمية مثبتة على صالحية الأواني الفخارية وعدم تلوثها".