مدن عراقية عانت تحت وطأة داعش لا توجد فيها سوى طبيبة واحدة
شفق نيوز/ أكد قائممقام مدينة القائم أقصى غربي الانبار، أحمد الدليمي يوم الأربعاء أن المدينة وضواحيها آمنة تماما ولا توجد مخاوف من تسلل عناصر تنظيم داعش إليها عبر الحدود مع سوريا بفضل الانتشار العسكري والأمني للقوات العراقية ومواصلة العمليات على نطاق واسع في صحراء المحافظة.
و لا يخفي المسؤول المحلي حاجة المدينة لمزيد من الاهتمام ومشاريع تأهيل المدينة بعد نحو ثلاث سنوات على تحريرها من قبضة "داعش"، حيث نفذ التنظيم خلال مدة سيطرته على المدينة واحدة من ابشع عمليات الإعدام الجماعي بحق عشرات من السكان بفتاوى تكفير مختلفة بحجة تعاونهم مع قوات الامن العراقية أو رفضهم مبايعته.
وتحدث الدليمي الذي تسنم منصبه عام 2018 كقائممقام للمدينة بعد أشهر من تحريرها لوكالة شفق نيوز، عما يصفه بالخدمات المتفاوتة في المدينة أسوة بباقي المدن العراقية بالنسبة للكهرباء والمياه، غير أن حصول خلل فيها يعني استغراق اصلاح ذلك فترة مع صعوبة بالغة بسبب قلة الآليات والكوادر الفنية والهندسية.
واضاف أن الخدمات البلدية سيئة بسبب عدم وجود آليات رفع نفايات كافية ولا توجد سوى خمس سيارات لرفع النفايات موزعة على القائم ونواحيها فضلا عن قضاء الرمانة المجاور الذي كان ناحية تابعة للقائم واستحدثت مؤخرا كقضاء مستقل، كما أنه في مجال اكساء الطرق الحال سيء مقارنة بباقي مدن الانبار.
واكد الدليمي أنه "بالنسبة لمدن القائم والرمانة والكرابلة والعبيدي لا توجد فيها غير طبيبة اختصاص واحدة تعمل لمدة 15 يوما فقط والباقي يضطر الناس الى الانتقال للرمادي التي تبعد عنا 311 كم من اجل العلاج كما وينعدم وجود الأطباء في اختصاصات عدة مثل أطباء الكسور، ومن حسن الحظ أن وباء كورونا بالمدينة ما زال تحت السيطرة، وأما فيما يخص وباء كورونا فالوضع تحت السيطرة".
وحول الملف الأمني بالمدينة أكد الدليمي أن المدينة آمنة وليست هنالك أية مخاوف من عمليات تسلل من قبل تنظيم داعش إذ أن قطاعات حرس الحدود والجيش العراقي مسيطران على الشريط الحدودي مع سوريا بقوة.
وكانت هناك عمليات مشتركة قبل أربعة أيام في صحراء القائم وامتدت إلى مناطق (الكعرة، المديسيس، غابة سلوم وبالقرب من وادي حوران) تم خلالها تدمير عدد من "مضافات داعش" وتمت السيطرة على الوضع الأمني بالكامل، حسب المسؤول المحلي.
وبشأن ملف النازحين من سكان القائم أكد الدليمي أن هذا الملف ينقسم لشقينالأول وهم عوائل لا تستطيع العودة بسبب وجود مؤشرات أمنية عليها، والثاني وهم من لا يرغب بالعودة للقضاء بعدما حصل على فرصة عمل في إقليم كوردستان ومدن أخرى كبغداد، قائلا انه "رغم ذلك سجلنا مؤخراً عودة 83 عائلة بعد إغلاق مخيمات (العامرية والحبانية) ولكن السبب الرئيسي بعدم عودة أغلب العوائل هو عدم صرف التعويضات لإعادة بناء منازلهم المدمرة بفعل الحرب ضد داعش".
وختم المسؤول المحلي تصريحه بالقول "من خلالكم اناشد الحكومة الاتحادية الالتفات إلى القائم بشكل عام فهي تعاني من شحة في مختلف النواحي، ونرجو تزويد المدينة بأجهزة طبية مثل (الرنين والمفراس) وسد النقص الحاد في الكوادر الطبية. ونحن بحاجة ماسة لإعادة تأهيل البنى التحتية في القضاء بالإضافة إلى ضرورة منح الدوائر الخدمية الآليات والإحتياجات التي من شأنها تخفيف العبء عن كاهل المواطنين".
والقائم آخر مدن محافظة الانبار غرب العراق، وتقع على بعد 420 كيلومتراً غربي بغداد، وهي مدخل نهر الفرات المقبل من الأراضي السورية للعراق، وتحتوي على أكبر مناجم للفوسفات في المنطقة، فضلاً عن حقل غاز غير مستثمر.
وسُمّيت المدينة بـ"القائم"، نسبة إلى دير مسيحي موغل في القدم يدعى "دير القائم". ويؤكد المؤرخون أن من كان فيه من رهبان وقساوسة ساعدوا الجيوش العربية الإسلامية الآتية من شبه الجزيرة العربية في عام 633، خلال حملات فتح العراق.
ومطلع نوفمبر عام 2017 نجحت القوات العراقية مدعومة بمظلة جوية من قوات التحالف الدولي في دخول مدينة القائم ودحر مسلحي تنظيم "داعش"، الذين فر من نجا منهم الى داخل الأراضي السورية المجاورة.