السليمانية.. "الانتيكات" والبحث عن الراحة في ذكريات الماضي

شفق نيوز/ يعد الملك البابلى "نابونيد" في القرن السادس قبل الميلاد أول من اهتم بجمع الآثار والتحف القديمة، ويأتى ذكر للمعالم الأثرية في الملحمتين الخالدتين "الإلياذة والأوديسة" للشاعر الإغريقي "هوميروس" والتي تعد بداية الاهتمام بالآثار لدى المؤرخين. 

ويعد القيصر "يوليوس" الذي وصفه المؤرخون بحبه الشديد لجمع التحف القديمة بأنه أول من أنشأ متحفاً للهندسة المعمارية ومتحفاً للنحت. 

وعرف العرب قبل الإسلام تقدير التحف الثمينة وحفظها وأهدوها لبعضهم، كما حرص المسلمون على اقتناء التحف الثمينة، كذلك نالت الآثار اهتماما في أوروبا ولاسيما في عصر النهضة في القرنين 9:10هـ / 15:16م.

والآثار أو الانتيكات و (بالإنجليزية: Antique) (بالاتنية antiquus اي "القديمة"، "الأثرية") وهو جمع الشيء أو العنصر القديم. 

وهذة الاشياء يتم جمعها أما مرغوبا فيه نظرا للتقادم الزمني، الجمال، الندرة، حالتها وفائدتها، وصلتها العاطفية الشخصية، أو لمزاياها الفريدة الأخرى. وهي عبارة عن الكائن الذي يمثل حقبة أو فترة زمنية سابقة في المجتمع البشري. ومن التعريف الشائع للشيء الاثري أو "العتيق" أنه يمثل الأشياء التي لا يقل عمرها عن 100 عاما؛ وهي البقايا والمخلفات المادية للإنسان من عمائر ومشغولات ذهبية ومعدنية وخشبية وغيرها، وترجع أهمية علم الآثار في كونها تتيح للدارسين والمهتمين بالآثار إلى معرفة تاريخ وأصل وماهية القطعة أو التحفة المرادة، كذلك فإنه يكشف النقاب عن تاريخ حضارات مندثرة كانت في طي النسيان ظهرت مرة أخرى للنور.

والعالم الحديث بات يبحث عن الماضي ليجد منه فسحة استراحة بعيدا عن ضوضاء المدينة وفوضى التكنلوجيا، الانتيكات القديمة هي ملاذ الوحيد للرجوع الى الماضي الجميل .

متاجر بيع الانتيكات في اقليم كوردستان تشهد حركة تجارية في الاونة الاخيرة، وهي في الوقت نفسه ظاهرة حضارية تاريخية وثقافية وتجارية.

شوان محمود صاحب محال بيع الانتيكات والتحف القديمة في شارع مولوي في مدينة السليمانية يقول لوكالة شفق نيوز "في بادئ الامر كنت اعمل في بيع اللوحات الزيتية والاعمال اليدوية، تغيرت مهنتي بعد ان سافرت الى خارج البلاد ووجدت متاجر بيع الانتيكات في مدن عدة تعكس تاريخ ذلك البلد".

ويضيف شوان محمود "فكرت بعد عودتي ان ابدء تحويل متجري الى بيع الانتيكات والتحف وبدأت الرحلة منذ عشر سنوات؛ وانا الان سعيد بان اخلد تلك التحف والادوات القديمة في دكاني".

ويشير إلى أن "الناس الان تبحث عن الماضي ليكون في زاوية ما في ركن منزله ليتنفس بعض الاجواء الهادئة في الماضي البعيد".

وعما اذا كات هواية او مشروع تجارة يضيف "كانت هوايتي منذ البداية وحفزني بعد ان زرت مدن اجنبية فوجدت تاريخ تلك المدن في التحف المعروضة في المتاجر، وهي مهمة لمعرفة السياح تاريخ المدينة التي يزورونها، وانا لم اترك هذه المهنة رغم الصعوبات المالية".

ويقول محمود إن "حبي لمهنتي اعطتني الصبر لاستمر".

وعن الدعم الحكومي او المؤسسات الثقافية، يقول بحسرة "لم تزرني اي مؤسسة ثقافية او حكومية رغم وجود دائرة التراث والمتاحف، فالاهمال وعدم الاهتمام هو السائد الآن".