"الخمسة الكبار" الذين أطاحوا بصدام حسين
شفق نيوز/ استعرض تقرير نشره موقع إخباري أميركي متخصص بالشؤون العسكرية، الاسلحة الخمسة الرئيسية التي حققت للولايات المتحدة انتصارها في حرب "عاصفة الصحراء" لإخراج الرئيس العراقي السابق صدام حسين من الكويت العام 1991، ثم إسقاطه في العام 2003، وهي اسلحة منحت واشنطن تفوقها العسكري ميدانيا في القرن الحادي والعشرين لاحقا.
وأطلق موقع "SOFREP" العسكري في تقريره وترجمته وكالة شفق نيوز، على مجموعة الأسلحة هذه اسم "الخمسة الكبار" وهي كما أشار صنعت وامتلكها الجيش الاميركي من اجل مواجهة السوفييت، لكنها برهنت على فعاليتها الميدانية في الشرق الاوسط وتحديدا خلال "عاصفة الصحراء"، وكان دورها حاسما في إخراج القوات العراقية من الكويت.
وأولى هذه الأسلحة هي دبابات "ام 1 إبرامز" القتالية، وهي بحسب الموقع الاميركي بالنسبة الى الجيش كـ"الايقونة" تماما كما هي الحال بالنسبة إلى طائرة ال"اف 15" في سلاح الجو.
ومنذ أن تخلت قوات مشاة البحرية (المارينز) عن دباباتهم، فان الجيش هو الجهة العسكرية الاميركية الوحيدة التي تستخدم دبابات "ابرامز". وقد صنعت هذه الدبابة من اجل منافسة دبابات "تي-72" و"تي-80" السوفياتية، ودخلت الخدمة في العام 1980 لتحل مكان دبابات "باتون ام 60".
وتمكنت ال "ابرامز" من التفوق بسهولة على الدبابات العراقية من طراز "تي-55" و"تي-62" و"تي-72". ومن أصل الدبابات التسع التي دمرت خلال "عاصفة الصحراء"، سبع منها دمرت ب"نيران صديقة"، اما الاثنتان الأخريان، فقد تم اتلافهما لمنع وقوعها في قبضة العراقيين، بعد اصابتهما بأضرار.
واستخدمت دبابات "ابرامز" في حرب الخليج حيث شاركت بأدوار عسكرية أكبر في مناطق مدنية دعما للجنود في اشتباكات وفي عمليات المداهمة والتفتيش.
السلاح الثاني المندرج ضمن "الخمسة الكبار"، هي عربة "ام 2 برادلي" القتالية المدرعة. وقد واجهت العربة في بداية تصعنيها العديد من المشكلات، وهي صممت أساسا لتكون في مواجهة العربة السوفياتية المدرعة "بي ام بي" القتالية التي قامت بدورين، كحاملة للجنود، ومدمرة للدبابات.
وكانت العربة "ام 113" المدرعة تفتقر الى القدرات الهجومية وبطيئة، ولم تتمكن من مجاراة ال"ابرامز ام-1". اما ال"برادلي" فقد تم تزويدها بمدفع أساسي أوتوماتيكي من طراز "ام 242"، بالاضافة إلى القدرة على اطلاق صاروخ "تاو" المضاد للدبابات، كما جرى تعزيز تدريعها الحديدي، ولكن من اجل جعلها اكثر قدرة تدميرية وتسليحا، فان الجيش اضطر الى التضحية بمساحات مخصصة لنقل الجنود وتقلصت الى مساحة لنقل 6 جنود فقط الى جانب طاقمها المؤلف من ثلاثة. ومع ذلك فانها كانت تتميز بقدرتها على الاستطلاع والقتال خلال "عاصفة الصحراء".
وخلال 100 ساعة من النشاط الحربي، فان ال"برادلي" تمكن من تدمير عربات عراقية مدرعة اكثر مما فعلت ال"ابرامز". وخلال تلك الحرب، جرى تدمير 20 مدرعة "برادلي"، ثلاث منها بنيران عدوة، و17 بنيران صديقة.
لكن خلال حرب العراق، تبين ان ال"برادلي" اكثر ضعفا امام هجمات العبوات المتفجرة وصواريخ ال"أر بي جي"، ولهذا جرى تعزيز تدريعها. وبرغم تزايد الخسائر في هذه المدرعات نفسها، الا ان الاصابات ضمن ركابها، ظلت نسبيا محدودة.
وثالث الاسلحة ضمن "الخمسة الكبار"، هي طوافات "اباتشي ايه اتش-64" الهجومية.
وقد تم تصنيع هذه الطوافات لتحل مكان طوافات "كوبرا ايه اتش-1" التي تعود الى حقبة حرب فيتنام، ودخلت الخدمة العسكرية في العام1986، وهي مسلحة بأنواع عدة من الصواريخ التدميرية واعدت اساسا من اجل ان تتصدى وتدمر الدبابات السوفياتية. لكن استخدامها الاول كان خلال حرب غزو بنما، وتمت الاشادة بها لقدرتها على توجيه اصابات دقيقة. وقال جنرال اميركي شارك في الحرب "بإمكانك ان تطلق صاروخ هيل فاير من خلال نافذة من على بعد اربعة اميال ليلا".
وكانت "الاباتشي" اول من وجه الطلقات الاولى خلال "عاصفة الصحراء". وفي 17 يناير/كانون الثاني 1991، حلقت ثماني طوافات "اباتشي" فوق الصحراء على ارتفاع منخفض ودمت احدى محطات الرادار العراقية، وأدى هذا الهجوم إلى فتح ثغرة في شبكات الرادار العراقية ما سمح بتوجيه الضربات الجوية الاولى لقوات التحالف بشن هجوم مفاجئ.
وشاركت في الحرب 277 طوافة "اباتشي" ودمرت 287 دبابة بالاضافة الى عدد كبير من العربات العسكرية العراقية. وأسقطت طوافة "اباتشي" واحدة بقذيفة "ار بي جي" لكن طاقهما نجا من الموت.
وشكلت رمال الصحراء الخطر الأكبر على ال"اباتشي"، اذ ان الطوافة صنعت للقتال في ظروف الاجواء الاوروبية. ومن خلال تزويدها بانظمة تصوير متطورة وانظمة اطلاق صواريخ حديثة، اصبحت "الاباتشي" اكثر اسلحة القرن الواحد والعشرين فتكا في ساحات المعارك.
رابعا، طوافات "بلاك هوك يو اتش-60" التي دخلت الخدمة في العام 1979 لتحل مكان طوافات "ايروكيوس يو اتش-1" من حقبة الحرب الفيتنامية، لتؤدي مهمات نقل الجنود وعمليات الإنزال.
وكان اول استخدام لهذا الطراز من طوافات نقل الجنود خلال غزو غرينادا في العام 1983، ثم مجددا في غزو بنما العام 1989. لكنها خلال "عاصفة الصحراء"، كان دورها محوريا في اكبر عملية نقل جنود بتاريخ الجيش الاميركي حيث شاركت 300 طوافة في نقل الجنود.
وخلال الحرب، تم اسقاط طوافتين في 27 شباط 1991، خلال مهمة بحث وانقاذ. ومنذ ذلك الوقت، جرى تحديث "البلاك هوك" بأجهزة الكترونية لحمايتها وانظمة بحث. اما النسخة الاكثر تطورا منها، والقادرة على اخفائها عن الرادارات، فان طوافتين منها شاركت في عملية نقل جنود من وحدات البحرية الخاصة لاغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في العام 2011.
ويعتبر نظام "باتريوت" الصاروخي السلاح الخامس ضمن "الخمسة الكبار".
وحل نظام "باتريوت ام اي ام-104" ارض – جو، مكان نظام "نايك هيريكيلوس ام اي ام-14" المتوسط والبعيد المدى، ومكان "هووك ام اي ام-23" المتوسط المدى، للدفاع الجوي.
وبرغم دخول "الباتريوت" الخدمة في العام 1981 الا انه عند نشره في الشرق الاوسط في العام 1990، لم يكن قد تم تجريبه في ساحات المعارك. والى جانب قدرته على التصدي للطائرات، فان "الباتريوت" استخدم ايضا في التصدي لصواريخ "سكود" التي كان صدام حسين يطلقها. وحاول نظام "باتريوت" بشكل عام التصدي ل40 صاروخا عراقيا خلال الحرب.
وفي شباط 1991، قام الرئيس الاميركي وقتها رونالد ريغن بزيارة مصنع "رايثون" الذي ينتج "الباتريوت" واشاد بنجاح النظام خلال استخدامه في الشرق الاوسط، مشيرا الى أن نسبة نجاحه تبلغ 97%، لكن التحقيقات التي جرت حول فعالية النظام شككت بذلك، خاصة في ظل فشل النظام في التصدي لصاروخ سكود عراقي قتل 28 جنديا اميركيا في احدى الهجمات.
ومع ذلك، فإن "الباتريوت" يظل النظام المضاد للصواريخ الأساسي الذي تعتمد عليه الولايات المتحدة وحلفائها، ومن المتوقع ان يظل في الخدمة حتى العام 2040.