اقليم كوردستان يتحرك لتطوير موارد غازية عملاقة

اقليم كوردستان يتحرك لتطوير موارد غازية عملاقة
2020-12-30T20:39:54+00:00

شفق نيوز/ يتجه العراق البلد النفطي الرائد إلى إنتاج سبعة ملايين برميل يومياً من النفط في العام 2025، في وقت يعمل فيه على إيقاف عمليات حرق الغاز المصاحب للنفط في العام المذكور، بما معناه وقف استيراد الوقود من إيران حينها، وتوفير مليارات الدولارات.

وذكر تقرير لموقع "أويل برايس" البريطاني المتخصص بأخبار الطاقة والنفط، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن هذه الخطوات العراقية ستكون متلائمة مع تبني العراق في أيار/مايو 2017 لهدف "صفر انبعاثات غازية" الذي اعتمدته الأمم المتحدة والبنك الدولي الذي يستهدف إنهاء حرق الغازات المنبعثة بحلول العام 2030، وهي تنسجم أيضاً مع تعهد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن لتقليل اعتماد بغداد على طهران.

واشار الى انه منذ اعلان الالتزام بتخفيض انبعاثات الغاز قبل نحو ثلاثة أعوام، فإن قليلاً من التقدم قد سجل في مناطق جنوب العراق، لكن هناك أسباب تدعو الى التفاؤل مردها الحتمية الاقتصادية بالاضافة الى التقدم الأخير الذي تحقق في اقليم كوردستان.

ويعتبر قطاع الغاز في العراق عموما بمثابة "فرصة ضائعة" اذ يقدر رسميا ان الاحتياطات المؤكدة من الغاز الطبيعي تصل الى 3.5 تريليون متر مكعب، او حوالى 1.5% من الإجمالي العالمي، ما يضع العراق في المرتبة الى 13 عالميا في احتياطي الغاز.

وعلى الرغم من التعهد بتخفيض حرق الغازات المصاحبة، فان العراق ما زال يحتل المرتبة الثانية الأكثر سوءا في انتهاك هذا المعيار العالمي بعد روسيا، حيث حرق نحو 18 مليار متر مكعب من الغاز في العام 2019 وحده، بعدما كان حرق 16 مليار متر مكعب في العام الذي سبقه.

ويعني ذلك ان العراق يتكبد اقتصاديا مليارات الدولارات من الموارد المالية الضائعة، وهي مشكلة ساهمت أيضا في استمرار انقطاع التيار الكهربائي خاصة خلال فصل الصيف، وهو وضع يتناقض مع حقيقة أن العراق إحدى الدول الرئيسية في قطاع النفط والغاز على المستوى العالمي.

تقدم ملموس لكوردستان

وبحسب الموقع المتخصص، فإن تقدما ملموسا تحقق في اقليم كوردستان خلال الشهور الماضية.

واشار التقرير الى ان شركة "دانا للغاز" التي تتخذ من الإمارات مقرا لها، أعادت العمل في مشروع توسعي في الإقليم بعدما وصل الانتاج فيه الى 430 مليون قدم مكعب يوميا وهو مستوى قياسي في حقل خور مور.

واستنادا الى الشركة، فانها تتطلع الى زيادة قدرتها الانتاجية بـ250 مليون قدم مكعب يوميا بحلول الربع الاول من العام 2023، لتحقيق الرقم المستهدف في الربع الاول من العام 2022 والذي تعثر بسبب تداعيات جائحة كورونا.

وستكون المرحلة الثانية من التوسع في حقل "خور مور" هدفها زيادة الإنتاج من 650 مليون قدم مكعب يوميا الى 900 مليون قدم مكعب يوميا، ومن المرجح ان ينجز في الربع الاخير من العام 2025، وفقا لتصريح المدير التنفيذي، باتريك آلمان وورد.

ويأتي هذا التقدم في اقليم كوردستان بعد تأخر من جانب عدد كبير آخر من المستثمرين في القطاع في المنطقة خلال السنوات الاخيرة بالرغم من الموارد الغازية الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة.

وتقدر وزارة الموارد الطبيعية في اقليم كوردستان ان هناك 25 تريليون قدم مكعب من الاحتياطات الغازية المؤكدة، ونحو 198 تريليون قدم مكعب من الموارد الغازية غير المؤكدة، وهو ما يشكل نحو 3% من الاحتياطات المقدرة عالميا.

واعتبر الموقع التخصصي ان هذه الارقام تبدو منطقية، اخذا بعين الاعتبار ان هيئة المسح الجيولوجي الاميركي تعتقد ان الموارد غير المكتشفة في ما يسمى حزام زاغروس في العراق، والذي يقع جزء كبير منه في اقليم كوردستان، تصل الى نحو 54 تريليون قدم مكعب من الغاز.

وأشار تحديدا الى حقول منتجة مثل بينا باوي، وخورمالة، وميران، وجمجمال، بالاضافة الى خور مور.

ولفت الى وجود مبادرات تجري على الطريق في مناطق الجنوب، لكن بسبب بيئة الفساد المستحكمة، سيتحتم الانتظار لمعرفة ما اذا شيئا ذو جدوى سيظهر.

وذكر الموقع أن الإعلان الأخير الرئيسي ظهر في أغسطس/آب الماضي عندما اعلن وزير النفط احسان اسماعيل ان مشروع ارطاوي المعطل لفترة طويلة، سيعاد تفعيله، وسينتج مبدئيا 300 مليون متر مكعب يوميا، قبل ان تتم زيادة الإنتاج عبر شركة "هوني ويل" الى مليار قدم مكعب يوميا، ما سيسهم في انتاج 1.2 غيغاوات من الكهرباء.

وبحسب الموقع فإن هذا الاتفاق الاولي مع "هوني ويل" ابرم في نفس الفترة عندما أبرم رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مجموعة من الاتفاقات الاولية بين العراق والولايات المتحدة خلال فترة زيارته الى واشنطن.

وبشكل محدد، فان الشركات شيفرون، وجنرال الكتريك، وبيكر هاغس، وستيلر اينرجي، وقعت اتفاقات مع الحكومة العراقية لتنفيذ مشاريع هدفها تعزيز استقلالية العراق في مجال الطاقة عن إيران، وهي بقيمة 8 مليارات دولار.

ويعتبر الاتفاق مع شيفرون الأكثر أهمية، اذ انه يستهدف استكشاف حقل الناصرية المهمل منذ فترة طويلة، والذي يعتقد انه يضم 4.4 مليار برميل من النفط.

أما "جنرال الكتريك" فقد اعلنت انها وقعت اتفاقيتين مع وزارة الكهرباء العراقية قيمتهما أكثر من 1.2 مليار دولار لتنفيذ مشروعات تصليح في محطات الطاقة الرئيسية في العراق وتحسين الشبكة الكهربائية. 

واشارت الى ان مشروع "هوني ويل" قد يتضمن مشاركة السعودية في حقل نفطي لا يبعد سوى 100 كيلومتر عن الحدود الايرانية، وهو قد يكون سببا كافيا لعدم المضي قدما فيه، ومصير كل هذه الاتفاقيات ليس واضحا اخذا بالاعتبار ان العراق وقع الاتفاق الطويل الامد مع إيران، بعيد زيارة الكاظمي الى واشنطن، من أجل استيراد الكهرباء والغاز من جارته.

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon