العراق علىٰ خط أزمة جديدة أو تجديد الأزمة

العراق علىٰ خط أزمة جديدة أو تجديد الأزمة

محمد رؤوف محمد

2020-11-09T15:16:29+00:00

في الوقت الراهن علينا جميعاً أن نفكر بذهنية وعقلية (ماذا نفعل) بعيداً عن التحزب، فالاشهر المقبلة أيّ أشهر ماقبل الانتخابات المرتقبة، سيمرّ العالم بمرحلة جديدة، حيث الوضع السائد في أمريكا يتعلق بأمور العالم نسبياً كتعلق الدولار وتأثيره على الاقتصاد العالمي، فأمريكا مابعد ترمب برئيسه الجديد ومن معه ومن حوله من الحزب والساسة والخبراء يشغلهم ارساء سياسة جديدة وبرنامج واجندة جديدة، ومنها الوضع الداخلي وتحديد وعلاج كورونا والاقتصاد الداخلي وترميم العلاقات الخارجية التي كدّرها ترمب بسياساته الأُحادية، فهذا العمل الشاق يحتاج الى وقت، وفي هذا الوقت تبدأ الدول علىٰ مستوى العالم عموماً وعلى مستوى الشرق الاوسط خصوصاً وعلى مستوى هذه المنطقة بشكلٍ أخص بالتحركات السياسية والامنية والدبلوماسية السرية والعلنية للتأثير على دول المنطقة وبثّ النفوذ حفاظاً على مالهم من نفوذ ومصالح سابقة هنا، وهنا نركِّز على العراق وما سيجري، وما سيبدأ من الآن، فعلى هذا الاساس وبتأثير من الجارة إيران ستظهر على الساحة بعض من القادة السياسيين.

والاحزاب التي إختفوا لفترةٍ زمنية وتحملوا مشاق الاختفاء وتهديدات المستقبل عليهم باسم الانتخابات الحرة الدائرية التي نُسِجت من أجل الاطاحة بهم وبسياساتهم الفاشلة في الفترات الماضية، فمن جديد سوف نرى ونسمع مشاريع الاطاحة برئيس الوزراء الكاظمي والضغط على رئيس البرلمان الحلبوسي، ورئيس الجمهورية لتحييدهما، أو لتحييد السُّنة والكورد بغية عدم الدفاع عن الكاظمي، فإن كانت الاطاحة برئيس الوزراء أو تنحيه أو إستقالته لم يكن بالامكان بسهولة لأيّ سببٍ داخليّ أو خارجي، فسوف تلجأ هؤلاء القادة والأحزاب الىٰ تأجيل الانتخابات في الوقت المقرّر مع تغيير آلية الانتخابات، وبذلك تدخل العراق في صراعٍ وأزماتٍ جديدة، فهذا العراق الجديد عراق ما بعد الاحتلال سوف لا نراها لها مرّةً ثانية لا نظاماً مركزياّ للحكم ولا ديمقراطياً من أيّ نوع ولا حكومة وسلطة مدنية صاحب القرار فيها المواطن، بل سوف نرى فيها ولأمدٍ بعيد صراع الاجندات الداخلية في ظلّ الاجندات الاقليمية والدولية، فالعراق مبتليةٌ بدائين خطيرين أحدهما يكتمل الآخر أمّا الأول فهو داءُ الفساد المتجذِّر والمستشري من الرأس الى أخمص القدمين في كافة مرافق الدولة، وأما الدّاء الثاني فهو تأثير الأجندات والسياسات الاقليمية والخارجية على العراق سياسةً وإدارةً وحكماً، اذاً فالعراق يحتاج الى رؤية جديدة للخروج من دوّامة الأزمات والصراعات العقيمة وهذه الرؤية شأن المكونات الأساسية أن تفكر فيها وتحسم أمرها.


Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon