بريت ماكغورك 1973 الذي يعتبر من الوجوه البارزة في الادارة الامريكية بالعاصمة واشنطن و مسؤول قيادي في البيت الأبيض للإشراف على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و في مجلس الأمن القومي الأمريكي ، قبلها المبعوث للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لحرب تنظيم داعش ، وأشرف ماكغورك عام 2015 على تشكيل التحالف العسكري الدولي ضد داعش، في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، واستمر في منصبه في ظل إدارة ترمب إلى أن استقال نهاية عام 2018، محتجاً على قرار الأخير المفاجئ سحب القوات الأمريكية من سوريا ، ما مهد لعملية عسكرية تركية ضد الكورد. هذا الرجل بعد غياب فترة عن الساحة عاد مرة أخرى الى منطقة الشرق الاوسط حاملا معه رسائل كثيرة
فيما يعلق بمشاكل في المنطقة . أن هذه العودة سريعة السياسي الامريكي التي تأتي في ظل ظروف غير عادية تمر بها المنطقة خاصة مع عودة تدريجيا لمنظمة لداعش في ازدياد عمليات في مناطق ذات نفوذها في السابق ،و أصوات متطرفة تصل إلى حد اطلاق الصواريخ لاستهداف التواجد العسكري والتواجد الدبلوماسي الغربي كذلك مشاهد الفوضى في المنطقة وسط ظروف غير عادية تمر بها المنطقة غرب اسيا بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام ، فالمنطقة تمر بمرحلة في غاية الصعوبة والسخونة السياسية والأمنية حيث الإرهاب يضرب في أكثر من منطقة ولم تسلم منه دولة ، بل أن المنطقة تحولت إلى أخطر منطقة من حيث تواجد الجماعات الإرهابية المتتطرفة من مختلف المشارب الآيديولوجية يمينا و يسارا ، والبعض يرى من عودة ماكغورك لأنه يعيد إلى الأذهان "المندوب السامي البريطاني" إبان الانتداب البريطاني في المنطقة ، والتعريف ( المندوب السامي) وهو وصف والتوصيف الوظيفي الذي كان يطلق على موظف بدرجة وزير منتدب من قبل الحكومات الاستعمارية لإدارة أراضي ومجتمعات وضعتها عصبة الأمم تحت إدارة أحد الدول الأعضاء في هذه المنظمة .. وكان يطلق على قرار عصبة الأمم قرار انتداب وهو يصدر بعد طلب إحدى الدول العظمى لتنظيم شؤون أراضي ومجتمعات لا تتبع أي نظام معترف به من عصبة الأمم وغالباً ما كان يبرر قرار الانتداب بأسباب امنية خاصة في منطقة الشرق الأوسط .
لهذا نرى عودة المندوب ماكغورك الى المنطقة لها دلالات واضحة على أرض الواقع وهو الأمر الذى يستدعى إسناد سياسي ودبلوماسي او غيرها من الامور حتى العسكرية منها ، هناك حذر مستمر من أن المنطقة تقف على حافة حرب إقليمية في ظل تبادل الاتهامات بين كافة الفصائل الموالية لدول او فصائل اخرى. سيبقى هناك سؤال جوهري هل ينجح المندوب القديم الجديد الأمريكي بريت ماكغورك في ايجاد حل للازمة في المنطقة ، او العكس صحيح ، هذا مانرى في عودة تلك الديبلوماسي الغامض نوعا ما في سلوكه تجاه الجميع .