منذ أن أجرى إقليم كوردستان استفتاءه الخاص بالتصويت على حق تقرير المصير في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، والحكومة العراقية تفرض عقاباً جماعيا على الشعب الكوردي بشكل منافي للقوانين العراقية ومنافي للعرف والاخلاق الانسانية، يأتي هذا العقاب يأتي مكملا لقرار قطع رواتب االموطفين ونسبة الـ 17% من الموازنة الذي فرضه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي...
كأنما رئيس الوزراء اتى لينفذ منهجا متفقا عليه لمعاقبة الكورد في حزب الدعوة الاسلامي الذي ينتمي اليه كل من العبادي والمالكي.
الغريب في العقوبات العراقية انها شملت حتى من عارض الاستفتاء ومن وساعد القوات العراقية في احتلال مدينة كركوك في ليلة السادس عشر من اكتوبر عام 2017 وكأنما المقصود به هو الكورد عامة بغض النظر عن ذريعة الاستفتاء.
حسب اطلاعي البسيط على تاريخ المنطقة، فإن هذا العقاب الجماعي الممنهج من قبل حزب الدعوة (الاسلامي) على شعب كوردستان لم أجد له مثيلا في تاريخ الشرق الأوسط ، بل هذا ما لم تفعله اسرائيل ايضا مع الفلسطينيين !!! .
يبدو ان حكومتنا المنبثقة من احزاب دينية اسلامية بحاجة الى دورات في حقوق الانسان وفي الاحكام الشرعية والا عليها رفع صفة الاسلامية عن نفسها.
من جانب آخر رئيس الوزراء العراقي الذي يعتبر بمثابة اب لكل العراقيين دون استثناء نجده مستمرا في تعنته وفي خرقه للقانون والدستور العراقي وسط صمت حزبه وصمت المرجعية ، رغم جميع المطالبات الدولية الداعية الى رفع العقوبات لانتفاء السبب...!!!
هذا التعنت يذكرني بالمثل العراقي وبالسؤال المحير الذي طالما كنا نبحث عن جواب له : الى متى يبقى البعیر علی التل؟.
وكان الجواب : يبقى البعير على التل الى المساء.
نعم يبقى البعير على التل الى المساء ومهما طال الوقت حتما سيأتي المساء فالتعنت لم يفيد حزب البعث لكي يفيد غيره من الاحزاب...كما ان التعنت قاد صدام حسين ومعاونيه الى حبل المشنقة والتعنت قاد هتلر الى الانتحار.
فإذا الشعب اراد الحياة لابد ان يستجيب القدر ، ان لم يكن اليوم سيكون غدا حتى لو استجاب القدر بعد مائة عام ولايكون مصير المحتلين الا في مزبلة التأريخ...
ولكن ما يُعيبنا هو تفرقنا وتشرذمنا الذي لولاه لما حدث ما حدث... وخلاصنا لن يكون الا بوحدة صفنا وبالقضاء على الفساد الذي افسد حلمنا في الحرية والاستقلال والشعب الكوردي قادر على النهوض من جديد فهو شعب حي قادر على خوض الصعاب .