محمد رؤوف محمد/ مرض النقص واللا كمال له جذور في العقلية والثقافة الكوردية والأسباب الرئيسة في ذلك هي:

الأول: الاضطهاد لعدة قرون سابقة لظهور الإسلام خلق مجموعة من الأزمات الوجودية والعميقة المتوارثة.

الثاني: عندما بدأ الفتح الإسلامي لم يتم التعامل مع الكورد كقومية مستقلة بل كان يتم استغلالهم، ولأنّ السلطة الاسلامية تم تناقلها ما بين العرب والفرس والترك ، فقد كان الكورد يُستخدمون داخل جغرافيتهم المحاصرة من ثلاث قوميات متعادية ويتم اشغالهم بالقتل الجماعي والترحيل والتجنيد الإلزامي، كلما استطاع الكورد فعله هو ألّا يتم محوهم من الوجود.

الثالث: الكورد في أفضل حالاتهم كانوا يعلمونهم علم (التدين) دون أن يسمحوا لهم ان يتعلموا التمدن، لانه كان الاخ الاصغر او الهامشي ولم يعبروا قط مرحلة الإمارة الى مرحلة الحكومة والدولة، لذلك لا يعرفوا لحد الان ادارة الحكم والدولة، وليس لهم اي ارشيف او ارث وثقافة إدارة الدولة.

الرابع: ظهر من بينهم علماء كبار وبارعون ولكن كانت آفاق أفكارهم ونظرتهم للحياة محكومة بالنقاط السابقة وإذا وجد قديما او حديثا فرد متميز اما يُقتل او يُبعد او يخلقون له تعقيدات داخلية تحت مسميات وغطاءات مختلفة.

الخامس: في القرنين العشرين والحادي والعشرين، أُتيحت للكورد ثلاث فرص مصيرية، وتمت التضحية بهذه الفرص الثلاث لمعادلة النفط بين روسيا وإيران في كوردستان الشرقية.

وضحى البريطانيون بكوردستان العراق قربانا لنفط كركوك وضموها إلى العراق، وتمت التضحية بشمال كوردستان إرضاء لأتاتورك بقيام تركيا جديدة.

في العراق الجديد رضينا نحن بالفيدرالية وهم لم ينفذوا بنود الدستور وأُجبرنا على إجراء استفتاء في غير أوانه وغير مكتمل، وخسرنا حتى الفيدرالية، واليوم نحن راضون بأن نسلم كل شيء من أجل ضمان الرواتب، وليس من المستبعد ان نواجه ازمات اخرى لان العراق لن يستمر في ارسال الرواتب لمليون و200 الف موظف بشكل دائم.

الخامس: ازدواجية الإدارة وازدواجية الارادة وازدواجية اشياء اخرى مع معارضة متشرذمة لا استراتيجية لها والتدخل الخارجي الدائم العربي والتركي والفارسي جعل من الكورد لا يستفيدون من 31 سنة من الفرصة لبناء الذات.

الحلول:

1- أن نجعل من موضوع الامة والوطن مركزا واستراتيجية لا أن يطوّب باسم اي شخص او حزب.

2- جعل مركزية الإنسان كأساس للتربية والانضاج.

3- كتابة دستور واحترام الدستور والدين والقوانين وترك الصراع الحزبي والأيديولوجي.

4- جعل الايرادات والمصروفات شفافة وتساوي فرص العمل وجعل المواطنة اساسا.

5- جعل الخبرة والكفاءة شرطا ومعيارا للحكومة والبرلمان والقضاء وترك جميع ما سواها من المعايير.

6- تحريم وتجريم الفساد بكل انواعه لكل الاشخاص والاحزاب.

7- جعل التربية والعلم استراتيجية وإعداد جيل جديد لمستقبل جديد بعيدا عن جميع العصبيات والايديولوجيات.

8- تأجيل اي صراع او ازمة او توتر مع العراق ودول الجوار الى امد بعيد.

9- العمل الجدي والاستراتيجي على إيجاد البدائل للنفط ومشتقاته.

وهذا سهل جدا لكوردستان هادئة مثل:

خطط عميقة واستراتيجية للسياحة تستهدف استقدام 20 مليون عراقي واجنبي.

إعداد خطط استراتيجية للزراعة والري والثروة الحيوانية ومن الممكن جعل كوردستان السلة الغذائية لعشرين مليون عراقي.

إعداد خطة استراتيجية للغاز:

من الممكن بكل يُسر إيصال الغاز الطبيعي الموجود في كوردستان عبر الانابيب الى جميع المنازل والمدن والقرى وإنهاء أزمات الوقود والكهرباء.

وضع خطة استراتيجية للقطاع الخاص وإنعاش الأسواق وخلق بيئة مناسبة للازدهار وانضاج القطاع الخاص الوطني والتخفيف عن كاهلهم وإنهاء جميع انواع الاحتكار.

اتخاذ خطوات دقيقة ومتينة لخلق بنى تحتية صناعية صغيرة للسلع الأساسية.