لست بصدد تمنيات العام الجديد مع اننا نستخدم عبارة التمنيات ممزوجة بالاحلام كل العراقيين حالمون على اختلاف المكونات مثل بقية البشر لكن احلامهم مع ايقاف التنفيذ برغم بساطتها ،قد تبدو للبعض مدعاة للتعجب وللبعض كوميديا سوداء لمن يعيش الواقع العراقي فتذكرني بجملة لاحدى المسلسلات العراقية (عجيب امور ..غريب قضية)،احلامنا بسيطة في مخيلة الطفل والمسن هي ذات الحلم الامان، الاستقراروالانتهاء من داعش وعودة النازحين لمنازلهم بعد ان ذاقوا حر الصيف وبرد الشتاء القارص طيلة سنتين ساكنين الخيام في بلدهم وقد افرزت تلاحم الشعب ومساندة بعضهم واعاد الجيش والحشد الشعبي وقوات البيشمركة هيبة القوات العراقية في تطهير ارضه ، بعد سنوات العجاف التي لاحقت العراقيين والتصقت بحياتهم،وماجرى جراء خلافات الساسة فهم مشغولون بمكتسباتهم وهم في سباق دائم وتفوق ،والمواطن غير موجود في اجندتهم كأنسان له حقوق ،بل في الواجبات فقط،وعليه ان يتحمل اخطائهم ويدفع ثمنها ،قد يكون مااكتب يردده المواطن يوميا في المقهى المتقاعدين والخريجين ،كذلك حديث الشارع في الحافلات التي يقضيها المواطن ساعات وسط زحمة الشوارع اكثر مما يقضيه في المنزل ،والحديث الاجتماعي صار سياسيا حتى لتلميذ بدأ بتعلم الف باء القراءة والكتابة ،حديث البطاقة التموينية والتي تعاني التقشف واقل من اصابع اليد الواحدة هي الاخرى موضوع شائك وغامض لوحده ،وتعيينات الخريجين مرتبطة بالسياسة ،سابقا كانت التعيينات مركزية اي بمجرد انهاء الدراسة يصلك كتاب التعيين ،قد يكون ذلك النظام كان يرى انه لامناص فلا احزاب منافسة لتجذب الشباب ،اما اليوم ،فحدث ولاحرج مع كل الكساد والبطالة فان سوق الاحزاب هو الرائج ،ومعها يضطر الخريج اختيار احدى احزاب السلطة ممن تملك الوزارات ليكون معها بعد ان يقدم مستمسكاته ومعها بطاقة المركزالانتخابي لتضمن صوته وللابد ،فلم يعد ينفع الوعود والقسم ،وما ان تقترب مواعيد الانتخابات حتى تشاهد نجوم السياسة الذين مل منهم المواطن من قنوات الفضائيات المملوكة لاحزابهم ،قد تراهم في زيارة صباحية لمنزلك او بقايا منزل او لساكني عشوائيات ملت وعود تغيير حياتهم البائسة ،ليبتسم بتحية مسمومة وقد يبكي لحالك ويلعن من اوصلك لهذا الحال وهو برئ طبعا ،
ويقول لك بكل ثقة سيتغير حياتك ويرمي حباله نحوك ،ستصدقه لانه احترف عمله واتقنه ،ويوعدك بانه العام الاخير الذي واجهته ،انت تفسر شئ والمعنى في قلب الساحر اقصد الشاعر ،المهم مع كل نهاية عام تمنى واحلم مابدى لك ،فلنتحقق ماتريد ،لانك كاأنسان حالم لاغير ،تريد حقوقك وانت تحلم كيف سيكون 2017 ، انت كيف تريده ان يكون ؟، واجه من يقودك بثقافة معرفة حقوقك لست عبدا لاحد فزمن العبودية انتهى ، فالانسان ثروة قدرها الخالق ونكرها مخلوقات الشرق الادنى وهل يأتي بابا نؤيل هذا العام ليسعد اطفال العراقويمسح دموع اليتامى هو الاخر مل الانتظار وليشارك فرحتهم، فقط انت منتقرر لتستقبله بميري كرسمس حقا ورحمة الله وبركاته.