منذ الزيارة الرسمية لفخامة رئيس إقليم كوردستان السيد ( نيچيرڤان بارزاني) على رأس وفد حكومي إلى طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يوم الخميس ( 5 آب 2021) للمشاركة في مراسم أداء اليمين للرئيس الإيراني الجديد (إبراهيم رئيسي) خلفًا للرئيس الإيراني السابق (حسن روحاني)،تصاعدت وتيرة خطابات الأحقاد وبث الكراهية ونشر الضغائن في القنوات الفضائية الولائية ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة للولائيين ضد الكورد، حول رفع عَلَم إقليم كوردستان في مطار (مهرآباد) الدولي بطهران .
وقد تألّف الوفد المُرافق لفخامة رئيس إقليم كوردستان من رئيسة پرلمان إقليم كوردستان الدكتورة (ريواز فائق)،ورئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان السيد (فوزي حريري)، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور ( پـشتيوان صادق)،ووزير الثقافة والشباب السيد( محمد سعيد علي)، ووزيرة العمل والشؤون الاجتماعية السيدة ( كويستان محمد).
أظهرت صور ولقطات ڤـيديو توثِّق اللحظات الأولى لاستقبال فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد (نيچيرڤان بارزاني)، عندما كان حرس الشرف الإيراني يحمّل عَلَمي الإيراني وإقليم كوردستان من دون وجود للعَلَم العراقي.
على إثر ذلك غرّد النائب (نعيم العبودي)،عن كتلة (صادقون) الجناح السياسي لـحركة (عصائب أهل الحق) بزعامة قيس الخزعلي، قائلًا:
"رغم ثقتنا بالجمهورية الإسلامية،وبأنها وقعت في خطأ پروتوكولي غير مقصود، لكن المطلوب من خارجيتها توضيح وتفسير رفعها عَلَم إقليم كوردستان بدلًا من العَلَم العراقي أثناء استقبال رئيس إقليم كوردستان، مع الوعد بعدم تكرار هذا الخطأ". وعلى شاكلة هذا الخطاب صرّح السياسي الإيراني( أمير الموسوي) !
وهنا يجب أن نوضح بعض الحقائق التي يجهلها هؤلاء الولائيون الفوضويون الغوغائيون المنفلتون الحاقدون الكذّابون والجاهلون بخصوص رفع عَلَم كوردستان في معقل سادتهم بطهران.
لم يذهب فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد (نيچيرڤان بارزاني) إلى طهران من دون دعوة رسمية، بل كانت هناك دعوة رسمية موجهة له من قبل الرئيس الإيراني الجديد ( إبراهيم رئيسي) ومن المعلوم في الأعراف والتقاليد الدبلوماسية الدولية هناك برامج مسبقة للأعمال كافة تشمل أدق التفاصيل التي تتعلق بزيارة الوفود وعددهم والجداول الزمنية للزيارة والمحطات الأساسية وجدولة أعمالها .
كذلك تتناول تأمين الحماية للوفود الرسمية وترتيبات الإقامة والأكل والشرب والنشيد والعَلَم الوطنيين للبلدين وتوقيت مواعيد الزيارات والمقابلات الرسمية .
وهناك ثلاثة أنواع للزيارات الرسمية بين الدول :
وهي (زيارة الدولة، وزيارة العمل، والزيارة الخاصة ) ،والزيارة التي سنقفُ عندها هي (زيارة الدولة) وهذه الزيارة تعد أعلى مستوى من أنواع الزيارات بين الدول، وتكون هذه الزيارة بدعوة رسمية بين قادة دول ورؤساء وملوك ورؤساء الحكومات وفقًا لقواعد الپروتوكول الدولي .
وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الزيارات تكون على مستوى رئاسة البلدين من حيث أنها تتميّز بالتشدّد في أمرين مهمين وهما :
- التحضير المُحْكم لموضوع الزيارة من خلال التنسيق العالي بين البلدين.
- الدقة في المراسم الپروتوكولية المخصّصة للزيارة، وذلك لإشعار الرئيس الضيف بأهميته ومكانته .
وهذا ما حدث بالضبط مع فخامة الرئيس السيد (نيچيرڤان بارزاني ) ، فكان هناك تنسيق بين ديوان رئيس إقليم كوردستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية من حيث رفع عَلَم إقليم كوردستان أثناء استقبال فخامة الرئيس (نيچيرڤان بارزاني)، والوفد المرافق له في مطار (مهرآباد) الدولي بطهران .
قام الولائيون بنشر دعايات كاذبة وملفقة بأن هناك خطأ پروتوكوليًا غير مقصود قد حدث من خلال رفع عَلَم كوردستان من دون العَلَم العراقي بطهران، وأن وزارة الخارجية الإيرانية نشرت بيانيًا بخصوص ذلك الخطأ الپروتوكولي، أين البيان وأين نشر ؟ لا أحد يعرف !
علمًا أن وزارة الخارجية الإيرانية لم تصدر أي بيان رسمي بخصوص الخطأ الپروتوكولي الذي يتحدثون عن رفع عَلَم كوردستان من دون العَلَم العراقي، وإنما الحاقدون يلفقون الكذب وينشرونها عبر القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي نتيجة حقدهم على السياسة الكوردستانية وعلى شخصية فخامة الرئيس (نيچيرڤان بارزاني) الذي يؤدي دورًا كبيرًا في تقدّم السياسة الكوردستانية على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي من خلال علاقاته الدبلوماسية المتينة بدول المنطقة، وبقادة دول العالم .
ومن المضحك أن هناك صفحات روّجت لتلك الأكاذيب الملفقة واعتمدتها بعض القنوات الفضائية كـــــــ ( روسيا اليوم والعربية الحدث وغيرهما ...إلخ ) بناءً على تلك الصفحات غير الرسمية ولجهات غير رسمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فضلًا عن ذلك أن البيان الذي يتحدثون عنه ركيك من حيث الأسلوب والصياغة اللغوية وبعيدة عن الأعراف الدبلوماسية ومطعمة بنكهة الولائيين !
وعلى فرض الخطأ الپروتوكولي الذي صدعوا رؤوسنا به، فكيف رُفِعَ عَلَم كوردستان في الپـرلمان الإيراني مع بقية أعلام الدول التي حضرت أداء مراسم اليمين ؟
إيران تبحث عن مصالحها وتقوية علاقاتها مع إقليم كوردستان ضمن المصالح الاقتصادية المشتركة وتسهيل عمليات التبادل التجاري بين البلدين، ولا يهمها كلام الولائيين؛ لأن ما يهمها مصالحها فحسب .
وعندما استقبل الرئيس(نيچيرڤان بارزاني) هذا الاستقبال المهيب عُومِلَ معاملة رؤساء الدول الكبيرة،كذلك عُومِل إقليم كوردستان كدولة مستقلة عن العراق وككيان دستوري وقانوني مع وجود السجاد الأحمر الإيراني الذي فُرِش لفخامة الرئيس (نيچيرڤان بارزاني) .
ونتيجة جهل الولائيين بالدستور العراقي وعدم الاطلاع على بنوده وفقراته؛ لأن أغلبهم من طبقة الأميين والجهلاء ويتبعون سياسة القطيع، فأنهم لا يعلمون أن العَلَم العراقي غير رسمي وفقًا للمادة (12)أولاً: ينظم بقانونٍ، عَلَم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز إلى مكونات الشعب العراقي.
بناءً على هذه المادة الدستورية يتضح جليًا بأن العَلَم العراقي والنشيد الوطني ليسا رسميان وهذا أكبر دليل وردّ على الولائيين وغيرهم من (الخرنگعية) !
ومن حقنا أن نستدل بالدستور العراقي ونستأنس به للرد على أمثال (نعيم العبودي) عن كتلة
(الصادقون) التابعة لـــــ (عصائب أهل الحق) من خلال المادة (8)"يرعى العراق مبدأ حسن الجوار، ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويسعى لحل النـزاعات بالوسائل السلمية،ويقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل، ويحترم التزاماته الدولية.
فالدستور العراقي كفيل بالرد على تخرصاتكم وأكاذيبكم ،ولا يحق لكم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وأنتم إن تحدثتم أو نهقتم فلا أحد يهتم بكلامكم ولا يسمعكم ولا قيمة لكم عند سادتكم فأنتم عبارة عن عبيد ، ولا رأي لكم وتحاولون أن تقحموا أنفسكم في كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة وتحشروا أنفوكم فيها لكي تثبتوا أنكم عبارة عن حفنة من الخونة و(الخرنگعية).
الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحترم الشخصيات القوية والدول القوية، ولا تحترم الذيول و (الخرنگعية) الذين يبيعون بلادهم بأبخس الأثمان .
والإيرانيون يعلمون جيدًا أن البارزانيين يعملون من أجل مصالح شعب كوردستان ،ولا يهمهم المغريات والأطماع الشخصية فتأريخهم يشهد على ذلك منذ أكثر من مئة وعشرين عامًا من النضال والكفاح المسلح ضد حكومات عراقية متعاقبة ودول إقليمية حاولت النيل منهم ولم يستطيعوا فعل ذلك.
فليكن بِعِلْم الحاقدين والكارهين والانبطاحين أن بسبب حِنْكة فخامة الرئيس(نيچيرڤان بارزاني) السياسية وعلمه بموازين قوى العملية السياسية ولكونه إحدى الشخصيات الكوردستانية القوية على مستوى الشرق الأوسط رُفِعَ عَلَم كوردستان لأول مرة في مطار ( مهرآباد ) الدولي بطهران الذي لم يرفع منذ انهيار جمهورية كوردستان بمهاباد في (17 كانون الأول 1946). على يد النظام الإيراني .
وعندما أُسست تلك الجمهورية أعطى(القاضي محمد) عَلَم كوردستان للجنرال الخالد (مصطفى بارزاني) من أجل المحافظة عليه وظل (البارزاني الخالد) محافظًا عليه إلى أن توفاه الله - سبحانه وتعالى - بعد أن خاض جولات وصولات مع الحكومات العراقية المتعاقبة التي تملّصت عن حقوق الشعب الكوردي وتهرّبت منها واتّبعت سياسة التسويف والمماطلة مما نتجت عن ذلك ثورتا (أيلول وگولان ) التحرريتين ثم أعقبتها انتفاضة (سرهلدان).
وينبغي أن نذكر القرّاء ،ونرجع بعجلة الزمن إلى الوراء لاسيما عندما وجّه المنتدى الاقتصادي في داڤوس بسويسرا دعوة لفخامة رئيس إقليم كوردستان (نيچيرڤان بارزاني) ، واجتمع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد (دونالد ترامپ) بالسيد (نيچيرڤان بارزاني) على هامش المنتدى في يوم الأربعاء(22-كانون الثاني 2020) ، فكانعَلَم كوردستان موجودًا خلف فخامة الرئيس (نيچيرڤان بارزاني) وقد وصف ترامپ في بداية لقائه السيد(نيچيرڤان بارزاني) بـــــــ
( Great Fighter ) المحارب الكبير !
وفي سابقة من نوعها أن قناة (Fox News) الأمريكية نشرت عبر الشريط الإخباري لها:
( TRUMP HOLDS MEETING W/ KURDISTAN PRESIDENT )
ترامپ يجتمع مع رئيس كوردستان !
فهذا هو مهندس السياسة الكوردستانية الذي يحترمه رئيس أقوى دولة في العالم ويصفه بـــــــ
( المحارب الكبير)، ولم يأت ذلك التوصيف من فراغ ،ونتيجة لتلك السياسة الحكيمة والمتوازنة رُفرفَ عَلَم كوردستان في كثير من الدول الإقليمية والأوربية إلا أن الحاقدين الذين لا يتقبلون النجاحات التي حققتها حكومة إقليم كوردستان على الرغم من وجود بعض المعوقات، فالتقدم الحاصل في إقليم كوردستان قد أزعج الولائيين وبعض دول المنطقة.
ويجب أن يعلم هؤلاء الولائيون أن الإيرانيين لا يحترمون (الخرنگعية) ولهذا السبب تجاهل العَلَم العراقي ولعلمهم لا وجود لدولة اسمها (العراق) من خلال تصريحاتهم، وعدم اكتراثهم بساسة العراق وهم كلاعبي السيرك ، وكالقرود التي تقفز على الحبال في الميدان !
وقد صرّح القائد السابق لوحدة المدفعية في القوات البرية للحرس الثوري وقائد وحدة المدفعية في فيلق القدس بسوريا (محمود جهارباغي ) بمناسبة إحياء ذكرى الحرب العراقية-الإيرانية أو ما تطلق عليه إيران ( أسبوع الدفاع المقدس) حرفيًا بأن:" العراق أصبح كمحافظة من محافظاتنا يمكن أن يُلحظ ذلك حين يذهب مواطنونا للزيارة في ذكرى الأربعين ، الرموز والمظاهر التي تشير إلى إيران موجودة في العراق أكثر من إيران نفسها لقد أثاب الله شبابنا الذين قاتلوا ضدّ العراق وعاقب العراق وجعله محافظة من المحافظات الإيرانية هذا من بَرَكة دماء الشهداء".
وكالعادة وَضَعَ الساسة العراقيون رؤوسهم في التراب مثل النعامة ووضعوا أصابعهم في آذانهم وصموا وعموا عن تلك التصريحات !
ولعلم إيران بأن كثيرًا ممّا يسمون بــ (ساسة العراق) هم عبارة عن مرتزقة، والحكم بيد الولائيين منذ (18)سنة ولم يقدموا شيئًا لجماهيرهم سوى (اللطم والقِيمَة- أكلة في المُحرَّم- )،ولهذا السبب تجاهلوا العَلَم العراقي في طهران والأنكى من ذلك يتحدثون عن الپـروتوكولات!
لا يمكن لدولة مثل إيران أن تقع في هكذا خطأ پـروتوكولي فكما أسلفت هم يحترمون الأقوياء وأصحاب المبادىء ومن يعمل من أجل شعبه،وعندما استقبل الرئيس الإيراني فخامة الرئيس
(نيچيرڤان بارزاني ) وضع العَلَم العراقي بجانب العَلَم العراقي ولم يكن العَلَم العراقي خلف السيد (نيچيرڤان بارزاني) وهذا فيها إشارة واضحة على سيطرتهم في العراق ورسالتهم مفهومة أيضًا، وكذلك لم ننسَ دور إيران السلبي في أحداث (16 تشرين الأول 2017 ) والمعروفة بــ (16 أكتوبر) باحتلال كركوك والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان وإنزال العَلَم الكوردستاني فيها واليوم ترفع طهران العَلَم الكوردستاني فيها ؛لأن في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم،بل هناك مصالح دائمة ، فدولة مثل إيران تبحث عن مصالحها وترغب أن تفتح الباب للأقوياء سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، وفخامة الرئيس (نيچيرڤان بارزاني) هو رجل المرحلتين الحالية و القادمة على مستوى الشرق الأوسط ، ولاعب أساسي في المنطقة، وإقليم كوردستان هي (دولة الأمر الواقع) في المفهوم السياسي كدولة (تايوان) من حيث شبه استقلالها عن (جمهورية الصين الشعبية ) شَاءَ مَنْ شَاءَ وأبى مَنْ أبى، وسياسة إقليم كوردستان معروفة بالتوازن مع جميع الأطراف السياسية ، وكذلك على المستوى الدولي ولا تُنفِّذ الأجندات من خلف الحدود لإرضاء سادة بعض الدول .
إن رفع عَلَم كوردستان في مطار (مهرآباد) الدولي في طهران أدخل الخشية والهلع والرعب في قلوب أعداء القضية الكوردية، على إثر ذلك بدأت المكانة الإعلامية الولائية بذرف دموع التماسيح على خرق غشاء البكارة للسيادة العراقية للضحك على السذج ودغدغة مشاعر الأغبياء منهم وهم يخدمون تلك الجهات المحتلة على أدق وجه .
على الرغم مما ذكرناه من الجانب الإيجابي بخصوص رفع عَلَم كوردستان في طهران إلا أننا يجب ألا ننس الدور الإيراني السلبي تجاه الكورد من خلال محطات تأريخية معاصرة منها :
انهيار جمهورية كوردستان بمهاباد في سنة (1946)، واتفاقية الجزائر السيئة الصيت بين شاه إيران (محمد رضا البهلوي)،و (صدام حسين) للقضاء على الثورة الكوردية في سنة (1975) ، ومحاولة السيطرة على إقليم كوردستان في سنة (1996)، وعرقلة تطبيق المادة (140) من الدستور العراقي من سنة (2005) إلى هذا اليوم ، ومشاركة الحرس الثوري الإيراني في أحداث (16 تشرين الأول 2017) باحتلال كركوك والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان ، والضغط على الجهات الولائية بعدم تطبيق اتفاقية أربيل وبغداد المتعلقة بشنگال ، فضلًا عن الهجمات الصاروخية بين الحين والآخر على مطار أربيل الدولي من خلال أذرع إيران في العراق ، ومحاولة زعزعة الأمن في إقليم كوردستان