مشتاق رمضان/ يبدو ان مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم راضي شنيشل بات ملزماً بمواجهة جبهة جديدة فتحت أبوابها عليه مؤخراً، وهي انتقادات وتهجمات من عدد من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، في وقت هو أحوج فيه الى تكاتف الاطراف المعنية معه وشد أزره في مباراة المنتخب المرتقبة امام الامارات.
فالمباراة هي مفترق طرق لكتيبة شنيشل، اما الفوز والاقتراب من منتصف ترتيب فرق المجموعة، او الخسارة وفقدان نسبة كبيرة من حظوظ التأهل الى مونديال روسيا، ولاسيما ان المنتخب يملك ثلاث نقاط فقط من فوز يتيم مقابل ثلاث خسارات.
وفي ظل الاوضاع الراهنة في البلاد والازمة المالية التي ضلابت أطناب الدولة العراقية من مختلف الصعد، لا اعتقد ان اي مدرب لديه الحل السحري في هذا الوقت لضمان التأهل، ولاسيما ان التحضيرات التي تسبق المباريات لا تتناسب مع حجم التحضيرات لباقي المنتخبات التي تواجه فرقا قوية من مختلف القارات، في ظل البحبوحة المالية والادارية التي تتمتع بها، مقارنة بالاوضاع الصعبة التي تمر بها الكرة العراقية، سواء من حيث الادارة او التسويق او العلاقات او التنظيم وغيرها.
فكلما اقترب موعد المباراة تزداد الضغوط على شنيشل بصورة أكبر، خصوصا وانه يواجه تحديات عديدة، منها تجمع اللاعبين والتحاق المحترفين وتأمين الحجوزات والمباريات الودية، التي خضنا مؤخرا اثنتين منها، واحدة امام الاردن والاخرى امام نادي الاهلي القطري، والتي قد تسهم بصورة لابأس بها في توضيح صورة اللاعبين ومستوياتهم، بهدف اختيار الانسب منهم لتمثيل المنتخب العراقي في مباراته امام الامارات.
لذا فمن غير المنطقي ان تُشن على شنيشل هذه الهجمة، وفي هذا الوقت بالذات، صحيح ان للاعلام دور مؤثر في انتقاد وتقويم المنتخب، لكن ليس من حقه ان يحدد من هو الانسب لقيادة المنتخب وما هي الطريقة المثلى لتحديد اسلوب لعب المنتخب ومن هم اللاعبون الذين يستحقون تمثيل الفريق، على اعتبار انها مسائل فنية بحتة، وللمختصين دور كبير في تحديدها، ومهما يكن الاعلام منطقيا ارى ان يترك الامور الفنية لذوي الشأن، وانتظار النتائج المترتبة بعد انتهاء التصفيات، حينها سيكون لكل حادث حديث.
الهجوم على شنيشل لن ينفع رحلة المنتخب الوطني، بقدر ما هو تسقيط لأجندات بداخل نفوس المهاجمين والمتربصين، والذين سيؤثرون سلبا، سواء بقصد لغايات شخصية ومنفعية، او من دون قصد.. اتركوا شنيشل يعمل بهدوء.