تمثل زيارة الرئيس مسعود بارزاني الى العاصمة الاتحادية بغداد بداية حقبة جديدة للعراق الاتحادي عامة ولإقليم كوردستان على وجه الخصوص كونها تأتي لتجديد العلاقة وترسيخها مع الشركاء في العراق الاتحادي. 

من المعلوم ان أولوية إدارة البلاد وضمان استقراره تتمثل في تطوير شراكة بنّاءة ومستقرة بين كافة مكونات المجتمع العراقي على أساس الاحترام المتبادل والتعاون الهادف شرط ان يشمل ذلك فهماً واضحاً لحقوق وواجبات جميع الاطراف والتزامهم بما لهم وما عليهم.

يربط اقليم كوردستان مع بغداد تاريخ مشترك ومجموعة من المصالح المتبادلة لاسيما تلك التي تتصل بالتجارة وأمن الحدود والازدهار الاقتصادي .

و لا يمكن تحقيق هذه المصالح إلا من خلال الشراكة وليس التنافس المستمر. 

ولا يخفى على احد ان هناك مشكلات شائكة تحتاج إلى حلول، و زيارة الرئيس مسعود بارزاني الى بغداد تؤكد حرص إقليم كوردستان على إيجاد سبل جديدة للحوار في سبيل حل المشاكل العالقة وهذا لا يتحقق إلا بتنحية النزاعات الماضية جانباً، مقابل تطوير واستحداث سبل جديدة للتحديات المشتركة ويكون دستور العراق الدائم هو الفيصل في حل الخلافات بين الجانبين و في مقدمة تلك الخلافات يأتي ملف مخصصات اقليم  كوردستان من الموازنة السنوية ومسألة رواتب الموظفين وقانون النفط والغاز وقضية سنجار وتعويض النازحين المتضررين من اجتياح تنظيم داعش الارهابي لمناطقهم هذا الى جانب تطبيق المادة 140 الدستورية، هذه الامور تؤدي حتما الى التزام الاقليم بواجباته في تسوية توزيع الواردات التي تحدد وفق الموازنة السنوية، الامر الذي يضمن تعامل الاقليم مع التوزيع العادل لموارد النفط والغاز، بما يسهم في تحقيق العدالة وتعزز الامكانات التي ستسهم في تعزيز القدرات لمواجهة التهديدات المشتركة وتعزز التعاون السياسي بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة في الاتحادية، وفق مبادئ الشراكة والتوافق والتوازن التي يرتكز عليها دستور العراق الدائم الذي صوت الشعب لاعتماده قانونا يرسم الخطوط العريضة لعراق الحاضر والمستقبل.