بداية، وعن هذه الملحمة الروائية الناضجة والتحفة الأدبية، التي أنا بصدد الغوص في دلالاتها وأعماق معانيها ورسالاتها وأهدافها، عمدت إلى الامتزاج بين الرؤية الانطباعية والرؤية النقدية، والتي سأتناولها في ثلاث حلقات منفصلة متتالية، عبر هذا العنوان العريض؛ لكونها رواية طويلة الأفكار ومتعدّدة التقنيات وبسيرورة كاملة ومدهشة، ولأنها تستحقّ نقداً تحليلياً مفصّلاً ودقيقاً، فمؤلّفها وبرؤية موضوعية مسؤولة استطاع أن يحاكي واقعاً مؤلماً مطعماً بالخيال وكأنه حقيقة، إذ يحاكي العشق بثقة وصبر، والجنس بألم عميق، والتشرّد بعيون ناظرة لأيّ ذرّة أمل، والحياة بلغة التصوّف الصادق، وأن يوثّق ويخلّد ذاكرة مدينة أقلّ ما يقال عنها بأنها أصيلة بناسِها ولغتها، والتي تعرّضت – كما بقية المدن الكردية ومدن الشرق الأوسط – إلى تغيير ديموغرافي في ذاكرتها الحية وجغرافيتها المترنّحة.

 

بديالوج مترابط، ومونولوج مفعم بدراما اجتماعية ثقافية سياسية عسكرية، لتفصح عن سيكولوجيات شخوصية، تجسّد نتانة الإيديولوجيات الحزبية السياسية، الكردية والعربية والدولية، قادتها رُواة ووصف وزمكانية وصراع وحوار وعقدة وحبكة ومواضيع وأفكار، تندرج جميعها تحت تقنيات الرواية المبهرة الأكاديمية، ينطلق بنا الشاعر والروائي الكردي «جان بابيير» في روايته الجديدة «هيمَن تكنّسين ظلالك»، الصادرة عام 2019م، عن داري نشر، الأول «مقام» العربي المصري، والثاني «آَڨا» الكردي السوري، والتي تتألف من مائة وثلاثة عشر عنوان وفصلاً، وستمائة وخمس وتسعين صفحة.

 

تبدأ الرواية من الفصل الواحد والتسعين «التاريخ يسقط عليّ»، من عمقها، حيث يقول مَانو: «أنا ابن عيشانه، ابن القلق الواضح، وريث سلالة الملاحم البائدة، أنتسب إلى الإمبراطوريّات منذ الأزل، أنا أكبر من عمري الفيزيائيّ، نعم يا ابن عيشانه أنت أطول عمراً من الممالك! كنت سائساً لخيول دياكو وحارساً لميره كور، وأنا مَن وضع النشيد الوطنيّ لمهاباد الذبيحة، وطردت الظلال من ألوان العلم، أنا ظلّ متواصل على مدى عمر الشمس، خانتني الأسئلة وحدها، هيمَن هرولت نحو غروب أيّامي، وها هي دموعي مدجّجة بالخيانة والغدر، مِمّن ولمِن تثأر؟ غداً سيطلبون رأسي المتنازع عليه بين الذاكرة والنسيان، ولن أستطيع أن أدفنني، وماذا لو لم تسمّيني يا مجّو باسم مَانو؟ هل سأكون عندها على غير ما أنا عليه الآن؟ وماذا يعني أن تتنازعك صفتان من سهل سروج، هذا كيتكاني وذاك شيخاني؟ وأنا أتأرجح بينهما، مَن الذي نصّبك وريثاً للأحقاب المنسيّة؟ ومَن الذي وكّلك على ممالك الكرد؟ لتكتب كلّ هذا الهباء والدم، أمامي كلّ هذا الخسوف بعمق الشرخ في داخلي». الصفحة (551). 

 

«مَانو»، روائي وشاعر، يمتلك ثقافة فلسفية – لغوية عميقة. من مواليد 1971م. «آَفْ – AV» هو لقبه من عشيقته «آخْ – AX». من أسرة فلاحية، سُمّي على اسم النبي الزرادشتي «مَاني»، الذي أصبح مؤسّساً للديانة الزرادشتية في القرن الثالث عشر، له أمّان غير أمّه عيشانه، وهما «إيمو وخجِه»، والده «محمد طاهر»، الذي توفي بجلطة قلبية. يكمن في روح مَانو تثاقل عميق ممزوج بالفيزيولوجيا والسيكولوجية. شخصية جريئة شجاعة ذكية حكيمة ومرحة، حيث يختلي بنفسه في كلّ زاوية ومكان من الرواية، ففي زاوية ما من مقصف كوباني يطلب من «نَبو» أن يحجز له طاولة منعزلة قرب النافورة، وعلى وقع أغاني «عدنان شانسيس» التركي، فيسأل نبو:

  • هل تعلم ما هو الخمر؟
  • لا ماموستا! أعلم أنّه مصنوع من العنب.
  • نبو، نبو!! قلتها بتثاقل.

نظر إليّ ببرود، ثم حدق بالشوكة وهو يودعها داخل الصحن: 

  • الخمر دموع العناقيد وأنين الكروم وروح اليانسون ونكهة الكحول، قاتل الألم، محفّز الذاكرة، إنّه عاطفة مختلفة يا صديقي!

نظر إلّي بدهشة، فقلتُ: 

  • العنب فاكهة الآلهة وروحها عرق الربّ! الصفحة (77).

 

«هيمَن»، صحافية وأديبة، تتقن كتابة القصة الشعرية والرواية، تجيد العزف والغناء، تنطلق من محلّيتها، ومتأثّرة بالغرب، ابنة «أحمو كنك» و «بريشان»، ولدت عام 1990م، بتشوّه خلقي، أيّ بستة أصابع في قدمها الأيسر. راديكالية ثورية في مفاهيمها، هادئة متمرّدة، صلبة ومرنة. على حرب دائمة مع جملة (لا يهم)، التي تنطقها حبيبها «مَانو» في كل زمان ومكان. شخصية مركّبة. ظهر الجانب السلبي من شخصيتها عندما تفجع بمجزرة كوباني، ومشاهد الدماء المتدفّقة من الرقاب والأكتاف والبطون والأفواه. مهزومة من الداخل، كحبيبها مَانو الذي عشقته عن قناعة فكرية، بعد أن التقوا صدفة في إحدى الملتقيات الأدبية.

 

للرواية خصوصية المكان (مدينة كوباني)، وخصوصية أهلها، سواء بالعادات والتقاليد أو الاندماج والامتزاج ببقية المجتمعات المجاورة، يصحب ذلك ضوابط محدّدة في العلاقة بين الرجل والمرأة والتربية الاجتماعية والعائلية، فتظهر فيها أن المجتمع الكوباني وريفه لا يخترقه إلا حضور السلطة السياسية والاختناقات الحزبية واحتضانها لكل المناسبات الأليمة، ليوضح أن واقع الثورة السورية كان بالنسبة إلى المدينة حدث مفصلي وتاريخي، بحيث توقّف الجميع على حقيقة إدراك مضمون الحرّية التي طالب بها الثوّار عامةً والكرد على وجه الخصوص.

 

حاول جان أن يستخدم من السخرية والفكاهة إلى لون من الكوميديا السوداء، التي تحاول بدورها أن تتجاوز الاستسلام إلى سطوة الاستبداد والتسلّط السياسي، من خلال لون من الفكاهة الناعمة، التي تحرّض المتلقّي على كسر حاجز الخوف والصمت تجاه مظاهر الهيمنة الاجتماعية والعنف السياسي والعسكري، ومواجهتها بشجاعة أو على الأقل الاستهانة بها، إذ يستحضر قصصاً فكاهية ساخرة من الزمن الجميل، زمن المظاهرات في كوباني، أثناء اندلاع الثورة السورية، حيث يقول في الصفحة (138) من فصل «انشطرت كتفاحة إلى نصفين!»:

«ونحمل جهاز الصوت في سيّارة أبو شلاش، وهو رجل نبيل وطنيّ ذو بشرة سمراء، طويل القامة، لا يتردّد في خدمة أيّ شخص، حينها كتب أحد الكتّاب مقالة ساخرة عن سيارته توربيدو (أبو شلاش لا بياخد بالدين ولا كاش، كلّ خدماته بلاش)، وحينما اُعتقل هو الآخر على الحدود العراقيّة، جلبوه إلى فرع التحقيق والتعذيب في حلب، البلاء الأعظم كان تلك المقالة إذ كان يقول له المحقّق: (أنت من الرموز الذين تحرّكون المظاهرات ضدّنا، وإلّا لماذا يكتبون عنك؟)، وبعد كلّ وجبة تعذيب يخرج منها كان يقول بينه وبين نفسه: (إيري بالكاتب وأم الثورة وبالمقالة وقلمه وبتوربيدو وبأبي شلاش)».

 

ومن زوايا شديدة الخصوبة يطرح آراء ومواقف سياسية، مدافعاً بذلك عن شعبه وقضيته الكردستانية بعيداً عن الإيديولوجية، حين يمازح «كارو»، التي أرادت أن تزورهم، فيقول جان في الصفحة (66):

«لتكن خطواتكم خضراء، سوف أذبح على أقدامكم كلّ أزقّة حيّ الجمارك زقاقاً زقاقاً، وأفرش لكم العَلَم التركيّ سجّادة للمرور عليه».

هنا هو لا يظهر حقده أو مشاعره الناقمة على دولة تحتلّ أكثر من (250) كم من المساحة الجغرافية، أي يسيطر على قرار أكثر من (30) مليون كردي، بل إنه يشير إلى الكم الهائل من الأزمنة والممارسات اللا إنسانية، التي ارتكبها ضد هذا الجزء الجغرافي من كردستان.

 

يتميّز أسلوب الرواية بصفات عديدة، إذ يستند كاتبها على زمكانية محلّية أصيلة ولكن بتقنيات الرواية العالمية، حيث الدقة والوضوح في القول والكتابة، فالوضوح «صفة عقلية قبل أن يكون خاصة تعبيرية»، فما كان واضحاً في عقل الكاتب جاء واضحاً في تعابيره، وما كان محدداً دقيقاً ومرتباً في العقل جاء كذلك في الورق والكتابة، وما كان مشوشاً مضطرباً وغامضاً في النفس جاء كذلك في القول وفي الكتاب على السواء، فعملية «الاختيار والتركيب» للألفاظ والأفكار دور أساسي في دقة المعنى ووضوح الأسلوب لدى جان، حيث ابتعد عن الألفاظ الغربية والوحشية،  واختار اللغة التي تناسب المقام وتناسب المخاطب.

 

إن ما كتبه جان في روايته ليس موجّهاً إلى شريحة معيّنة؛ هو يكتب للذين يستطيعون إدراك ما يكتبه، دون أن يخضع في كتاباته لأيّ مذهب أدبي محدّد، كلّ همّه ألا يحاول المتلقي – القارئ إسقاط قناعاته وثقافته على كتاباته، وأن يسقطها على ذهنه ومشاعره بالدرجة الأولى، فاللغة التي تهيمن على النصّ، هي لغة شاعرية فلسفية ساحرة، من خلال غزارة الصور البيانية بكناياتها واستعاراتها وتشابيهها، فهي تهب المعاني والتراكيب قوّة وحيوية تفتقر إليها الكتابة الخالية من الصور والأخيلة، وكذلك استخدامه التراكيب البلاغية والإفادة من خصائصها، كتقديم كلمة أو تأخيرها، وأساليب القصر، وأساليب التوكيد، والمحسّنات البديعية، وغير ذلك ممّا تقدّم لنا البلاغة.

 

تقول الروائية والكاتبة الكويتية «بثينة العيسى» أن «نجاحُ الحوار قد يأخذ الرواية إلى الخلود، بإمكان سطرٍ حواريّ أن يعبر الزمن ليصير جزءاً من وجداننا الجمعي وتكويننا الثقافي. جميعُنا نحفظ، مثلاً، لغسّان كنفاني: الوطن يا صفية... هو ألا يحدث ذلك كلّه. حتى الذين لم يقرؤوا الرواية يعرفونَ هذه العبارة». إن هذا الكلام ينطبق بشكل كبير على حوارات جان بابيير، حيث يسرد في الفصل التاسع عشر على سبيل الذكر، حواراً شيقاً جريئاً خيالياً، حواراً تراجيدياً مترابطاً عاطفياً وفكرياً واجتماعياً، بين بطلي الرواية، ليفصح بذلك عن أسرار شخصيته، من خيال عاقر وغير عاقر وفكر جريء وماكر، وفي المحصّلة هي حالة طبيعية أو خيال طبيعي، حيث البطلان يعيشان في مدينة واحدة، لكن الحدود والأسلاك الاجتماعية والعشائرية السائدة في المجتمع، بل الطاغية على العقليات هي مَن تحدّ من اتحادهما معاً، سواء في الشارع أو على السرير، وما استخدامه للاسمين أو اللقبين (آخْ وآفْ)؛ إلا للتأكيد على عظمة وتلاحمية آدم وحواء.

 

لقد تحمّل جان في عمله الناضج هذا مشقّة كبيرة طيلة ثلاث سنوات ونصف من الكتابة، حسب ما أتيحت له الظروف والوقت المناسب، حيث لعب دور الباحث التاريخي – التوثيقي، إذ وثّق أحداث مجزرة – مذبحة كوباني، ودخل إلى تفاصيل كواليسها، والتي جرت بتاريخ 25 تموز 2015م، وراح ضحيتها قرابة ألف شهيد، من خلال أنه وجّه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى المعارضة السورية المسلّحة المتأسلمة – جبهة النصرة وتنظيم داعش – وبمساعدة لوجستية استخباراتية من أنظمة إقليمية تحارب الكرد وقضيتهم في سوريا، حيث يسرد جان القصّة بتسلّل عناصر من داعش إلى المدينة قادمين من شمالها، وهم يرتدون زيّ وحدات حماية الشعب، فتوزّعوا بين الشوارع والحارات، ودخلوا البيوت، ولم ينجوا كلّ مَن صادفهم من الرصاص والذبح والخنق، حيث الرصاص يملأ الأجساد والسيوف والسكاكين تبعثر الخرائط على أعناقهم وصدورهم وظهورهم، إلى درجة أنه شبّه كلّ تلك الدماء التي هدرت بدماء العادة الشهرية، وهي أن كوباني وعامة كردستان تهدر الدماء كلّ فترة زمنية، إذ جاء في الصفحة (347) من فصل «أكثر من رؤية»:

 

«عندما اقتربنا أكثر كان الجيش التركي قلقاً، في حالة من التأهّب، لكن الغريب في الأمر أنّنا لمحنا من بعيد سيّارة تحمل شبّاناً يرتدون زيّ وحدات حماية الشعب، وآخرون لحاهم طويلة من البادي أنّهم أفراد من داعش، لقد أثار هذا الأمر حيرتنا، فما الذي تفعله وحدات حماية الشعب هنا؟ والغريب أكثر أنّهم هنا في الجانب التركيّ، وما الذي يفعلونه مع عناصر داعش؟ كلّ هذا أضاعنا أنا وهيمَن وشتّت تفكيرنا، أهي مؤامرة مشتركة قد يشترك فيها جانب كرديّ بالاتّفاق مع داعش والحكومة التركيّة أم أنّ هذه المجموعة تتنكّر عن قصد بزيّ الوحدات الكرديّة؟ كلّ تلك التساؤلات تنهش بي وتأكلني من الداخل، لكن الشيء الوحيد الذي كنت واثقاً منه هو أنّ المؤامرة سيدفع ثمنها الشعب وحده، وكنت أخشى في أن يكون قد دفعه قبل أن أصل».

 

تعتبر «هيمَن تكنّسين ظلالك» رواية شعرية فلسفية سريالية توثيقية تاريخية، استخدمت فيها مفردات كردية اجتماعية محلّية مترابطة مع روحها ومعانيها، فهي مواجهة حقيقية في وجه الأدب الهابط وإيروتيكيته التي تحاكي السطحية الفكرية، واسترجاع ذاكرة جيل كامل بعثرته حرب قذرة وثورة ملعونة، فلم يتخلّى جان عن أسلوبه الروائي – الشعري، ولم يهمل تقنيات الكتابة، بل كان أسير النستولوجيا، بذاكرة جميلة شجاعة جريئة خالدة، وحميمية.

 

في النهاية، أختم قراءتي الأولية ببعض الأقوال التي جاءت في الرواية، والتي تشكّل حضوراً فكرياً في استخدامات حياتنا اليومية، والتي من شأنها قد تغيّر بعض من قناعات القارئ – المتلقي:

  • هو قدر شعب أن ينقسم بين دولتين وعَلَمين. لم يقل له أحد أن تسكن شمال سكّة الحديد والآخر جنوبها حين اُقتسمت عباءة آل عثمان وإرثهم الرثّ؛ هكذا ألحقت كوباني بأطلس عاهر، هذه الحدود الهشّة رغيف من خبز الشعير، كيف صمدت ولعبت بالأقدار؟ الصفحة (251).
  • منذ نشأتها كوباني كانت ابنة لقيطة من أمّ عاهرة تُسمّى الجغرافية وأبٍ داعر يُسمّى التاريخ. الصفحة (252).
  • في هذه المقبرة اتّحدت أجزاء كردستان الأربعة؛ هنا موسى من شرق كردستان، وعكيد من الشمال، وسامان من الجنوب، وأبناء كلّ مدن غرب كردستان وآخرون، قبور لا تحصى كما النجوم، الكلّ هنا لماذا أشعر بالوحدة؟ الصفحة (280).
  • حبيبتي أنا مصاب بتسمّم نسائيّ، كلّ ما أحتاجه هو إصبعك الصغير في حلقي لأستفرغهنّ جميعاً. الصفحة (285).
  • أنا حبلى بك في موسمي الوحيد، مَن قال: إنّ الولادة لا تكون إلّا من الرحم؟ مَن قال ليس للرجل رحم؟ أيّها الحمقى! الولادة تكون من رحم الحبّ وحده! الصفحة (300).
  • التجلّي هو هذيان الوقت وماؤه. الصفحة (309).
  • اللهاث ثورة الجسد المدروسة بشهية الأنياب. الصفحة (309).
  • هل أحدّثه عن تاريخ الكرد الدامي؟ أو أخبره أن الموت كسرة خبز يقتاد بها الكرد على الدوام، وكأس ماء يروون عطشهم من نفي الخرائط والجغرافية لهم؟ الصفحة (398).
  • كان الموت في حيّ الجمارك يتحدّث بلغة القرآن. الصفحة (430).
  • إنّها عزلة الروح التي تستند على العجز والفضيلة المنقرضة تحت حراب الحرب التي اسمها حماية حدود الظلّ من زمن غابر لسلفٍ يؤمنون بضرب الأعناق وسبي النساء. الصفحة (444).
  • نحن أبناء الحجر والدم، اعتدنا تناول الفجيعة على موائدنا الصباحية، اعتدنا الفقد، واعتدنا الولادة من جديد. الصفحة (448).
  • عندما تخطئ المدن، وتحبل في سنّ اليأس، تنجب أبناء عاقّين ومنبوذين. الصفحة (461).
  • هنا أيضاً لا قطار ألعن من ذلك القطار في كوباني، الذي يحاذي الجهة الشمالية للعنة الجغرافية، هنا محطّات لا تثير فيّ شهوة احتضان هذه المدينة الغريبة، وأنت هناك تسألين عن عنوان وجهك وملامح اسمك، ما هي الأسماء؟ ما أمطارها؟ أين يكمن غيثها؟ الصفحة (497).
  • مخيّمات لا تحتوي إلا الهواء والخواء. الصفحة (647).

 

جان بابيير، شاعر وروائي ومخرج سينمائي كردي، مواليد آذار 1970م، من مدينة كوباني الكردية – السورية. صدر له حتى الآن سبعة دواوين شعرية باللغتين العربية والكردية، وخمس روايات شعرية.