صادق الازرقي/ الحوادث المنزلية وحرائق العمارات والأبنية والصعقات الكهربائية وغيرها، تتكاثر في العراق من دون حلول ومعالجات فعلية، ما يسبب خسائر مادية كبيرة وفقدان في الارواح.
وفي احدى الحرائق الكبرى في شهر تشرين الثاني 2022 أعلنت مديرية الدفاع المدني، إخماد حريق في مخازن بمنطقة الوزيرية في بغداد، فيما قالت انها شرعت بعمليات البحث عن المفقودين.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية حصيلة أولية لعدد المفقودين في حريق مبنى الوزيرية التجاري ببغداد، لافتة الى إن الحصيلة الأولية لعدد المفقودين في حريق مبنى الوزيرية وصل إلى 10 أشخاص حتى ساعة اعداد بيانها.
وفي حديثه عن اسباب الحريق قال ضابط إعلام مديرية الدفاع المدني أن المبنى الذي احترق في الوزيرية كان مخالفاً لشروط السلامة ولم يكن يحتوي على أجهزة كشف وإطفاء الحرائق، منوها الى انه كان قد جرى ابلاغ أصحاب ذلك المشروع ومنذ عام 2019 بأن هذا المبنى لا يتوافق مع شروط السلامة، وقد رفعنا دعاوى قضائية بهذا الصدد، بحسب قوله، مشيرا الى أن مديرية الدفاع المدني تجري كشوفات على جميع المشاريع الحكومية أو التابعة للقطاع الخاص، اذ تقوم فرق متخصصة بإجراء الكشف الأولي، وبعد ذلك كشف المتابعة، بحسب تعبيره.
وكانت الاجهزة الامنية قد اوردت ارقاما مهولة عن عدد الحرائق في العراق؛ اذ تحدثت وزارة الداخلية في نهاية شهر ايلول 2022، عن نشوب 80 حريقاً في مدن متفرقة في يوم واحد فقط، أودت بحياة 4 أشخاص كما تسببت بإصابة اثنين آخرين، مبينة أن أهم هذه الحوادث، هي حريق داخل منزل في ناحية بني سعد في ديالى بسبب تماس كهربائي من دون تسجيل إصابات بشرية مع تحجيم الأضرار المادية.
وتابعت أنه بسبب عبث الإطفال، فان فرق الدفاع المدني أخمدت حريقا اندلع بمساحات من القصب والحشائش المتيبسة بالقرب من مركز محافظة الانبار، كما لفتت الى أن فرق الدفاع المدني اضطرت لاستعمال أجهزة القطع والفصل الهيدروليكية لقص حطام المعدن لتنقذ سائق عجلة حوضية حكومي نتيجة انقلاب العجلة في ناحية الخيرات في الانبار.
والمفارقة، ان المراقبين ينوهون، الى ان حوادث الحرائق حدثت في وقت تميز بنهاية موجة الحر فيما لم يدخل الشتاء بعد، ويعبرون عن خشيتهم من ازدياد حوادث الحرائق مع فصل الشتاء؛ لغياب اجراءات السلامة المطلوبة لاسيما في الابنية، وكذلك الشروع في استعمال وسائل التدفئة ومنها المدافىء الكهربائية والنفطية والسخانات.
وفيما يتعلق بالحوادث المنزلية يشير تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أنها يمكن أن تحدث في أي زاوية من المنزل بسبب أي إهمال أو خطأ بسيط وربما يؤدي إلى حوادث مميتة، ولتفادي هذه الحوادث، يؤكد التقرير على أهمية توعية جميع أفراد العائلة على السلوكيات المتبعة للوقاية من الحوادث ومعالجتها في حال حصولها، ويورد عدداً من النصائح والإجراءات الوقائية للحالات الطارئة.
ويجمع الباحثون والمتخصصون على ان اولى مسببات الحوادث تأتي بسبب انقطاع الكهرباء وبخاصة إذا حدث ليلا منوهين الى بعض الطرق للحفاظ على عوامل الأمان في أثناء انقطاع التيار الكهربائي عن المنزل، منها عدم الاشتغال بالكهرباء في الظلام و استعمال الكشافات التي تعمل بالبطارية وتجنب استعمال الشموع و إيقاف تشغيل أو فصل قابس أي جهاز كهربائي كان مستخدماً عند انقطاع التيار الكهربائي و التأكد من أماكن تواجد بقية أفراد الأسرة وتوافر كشاف قريب منهم.
ويوردون تسرب الغاز الطبيعي كسبب رئيس للحرائق ما يؤدي إلى انتشار أول أكسيد الكربون في الجو، ويمكن أن يتسبب استنشاقه بحالة عدم قدرة لأعضاء الجسم على الحصول على الأوكسجين المطلوب، وبالنتيجة تبدأ حالات إعياء شديد، تصل إلى حد فقدان الوعي و الوفيات، بحسب وصفهم.
وينصح المتخصصون بالقول انه في هذه الحالات يجب على الفور مغادرة جميع الأفراد للمنزل والاتصال بالإسعاف، وللوقاية من المشكلات المتفاقمة يجب الحرص على القيام باقتناء كاشف لأول أكسيد الكربون، و تفقد الأجهزة التي تعمل بالغاز بصورة دورية و التأكد من توافر مخارج تهوية جيدة لأفران الغاز وسخانات المياه والدفايات و الامتناع عن تشغيل أو إيقاف تشغيل أي أجهزة كهربائية في اثناء التسرب.
و فيما يتعلق بحريق المطبخ يدعون الى إيقاف تشغيل الموقد على الفور، وبالنسبة لحريق الفرن، يجب ترك باب الفرن مغلقًا وعدم فتحه في اثناء الحريق ووقف تشغيله، و إذا استمر الحريق ولم يمكن السيطرة عليه سريعا بهذه الوسائل أو أداة إطفاء الحريق، يجب على الفور إخلاء جميع المتواجدين في داخل المنزل وإغلاق الباب ثم الاتصال بخدمة طوارئ خدمات المطافئ بعد الابتعاد عن موقع الحريق لمسافة آمنة، كما ينصحون بعدم ملامسة أي مياه متدفقة فقد يكون فيها تيار كهربائي.
وفي حالة تكسر الزجاج يجري جمع القطع المكسورة الكبيرة أولا باستعمال ورق مقوى أو بارتداء قفازات؛ واستعمال شريط لاصق، لالتقاط الجزيئات الزجاجية الصغيرة، ومسح المنطقة جيدًا باستعمال مناديل مبللة أو مناشف ورقية مجمعة مع ارتداء قفزات في الوقت نفسه.
ويلفت المتخصصون والفنيون الى انه في حالة الاضطرار الى استعمال التدفئة شتاء يتوجب استعمال مدفأة صغيرة أو سخان كهربائي لتدفئة إحدى الغرف مع توخي إحكام إغلاقها وعدم النوم في هذه الأثناء للتأكد من عدم وجود أي مشكلات، و التأكد من إحكام إغلاق الستائر وتوافر أغطية ثقيلة فوق الأسرة وسد الفتحات تحت الأبواب، كما يشددون على ضرورة توافر أجهزة إنذار الدخان وجهاز كشف تسرب أول أكسيد الكربون، كما ينصحون بمراعاة تغيير أجهزة إنذار الدخان مرة كل 10 سنوات.
وتنصح مديريات الدفاع المدني السكان بالاحتفاظ بأرقام الهواتف الخاصة بخدمات الطوارئ لمكافحة السموم والإسعاف والمطافئ في متناول اليد وتسجيلها على الهاتف؛ كما يدعون الى الحرص على توافر حقائب الاسعافات الاولية في المنازل والبنايات و بطاريات اضاءة إضافية، والانتباه الى شواحن الهواتف وغلق مفاتيح محابس الغاز و الماء وتوفر احذية بلاستيكية مانعة لتسرب الماء وضد الصعق الكهربي.
وكانت مديرية الدفاع المدني العراقي، قد ذكرت في شهر تموز 2022 أنها لم تسجل أي حادث بسبب ارتفاع درجات الحرارة في اشهر الصيف "حزيران وتموز وآب"، فيما رصدت استجابة كبيرة من دوائر الدولة والسكان لإرشاداتها الوقائية من الحرائق، بحسب مدير إعلام الدفاع المدني.
وأوضح أن "حوادث الحريق قلت بعد إزالة الأبنية المستخدمة بالسندويج بنل والأليكوبوند، ومن المؤمل إزالتها من جميع الأبنية أو استخدام أصباغ حرارية متطورة عازلة يمكنها منع انتشار الحريق لمدة ساعة وهو وقت كافٍ لوصول فرق الدفاع المدني والسيطرة على الحادث"، على حد وصفه.