من المعلوم أن النظام العالمي يمر بمتغيرات كثيرة وبروز دول قوية وهبوط أخرى نتيجة لأسباب وعوامل عدة ضمن مفهوم العلاقات الدولية الناشئ على التعاون والصراع والمنافسة، وعلى أساسها تحاول الدول بناء علاقات متينة وتحقيق مصالح قومية ضمن محددات تبين قوة الدولة ومدى تأثيرها إقليميا ودوليا،صحيح أن العامل العسكري والأقتصادي إضافة الى التكنولوجي هام جدا لإبراز هيبة الدولة ولكن كل هذه الأمور تحتاج الى إرادة وطنية لكي تتحقق.
إحدى الأسباب التي تؤدي الى طمس الولاء الوطني هو الولاء للأحزاب ،صحيح أنها تعتبر حرية شخصية ،لكننا نجد في المجتمعات الشرقية أن الولاء للوطن يعني أن تكون حزبيا ،إن بقينا على هذه العقلية المتخلفة فسوف يكون التحرر من الأنظمة المستبدة شيء محال.
أن ضعف الإنتماء ولاسيما بمنطقة الشرق الأوسط يعود لأسباب شتى منها النظام السياسي،مستوى الثفافة ووعي الشعوب ،لذلك نجد أن الفرد لا يبالي ولا يسعى لترسيخ مفهوم الولاء للوطن والذود عنه بل يحاول جهد إمكانه تحقيق مصالحه الشخصية، يرى الكاتب الدكتور علي الوردي (بأن الانسان ليس أنانيا وإنما أنوي الذي يسعى لأشباع غرائزه على حساب الأخرين).
وموضوع الإستفتاء وإستقلال كوردستان من القضايا الحيوية في المنطقة ولا سيما بعد إبداء معارضة شديدة ،من قبل الدول الإقليمية بالأخص،لتأتي مرحلة المفاوضات مع العراق بورقة ضغط قوية وهو صوت الشعب الشرعي، الأمة الكوردية مقبلة على مرحلة قبل إعلان الدولة سواء بشكل مستقل أو دولة كونفدرالية ولا بد من إستغلال هذه المرحلة من قبل مختلف شرائح المجتمع وحل الخلافات بمنظور عقلاني وعميق ،والسعي لتأصيل الهوية الكوردية التي ومع الأسف أحيانا يصيبها الفتور نتيجة لأفعال السياسيين،والذي بدوره يعكس صورة سلبية لدى الشعب،وتستطيع المؤسسات الحكومية السعي من أجل التذكير والتوضيح على مفهوم الوطن من خلال مؤسساتها التعليمية وبناء أسس ومفاهيم صحيحة بعيدة عن الواقع المرير التي يعيشها دول الجوار لتكون كوردستان دولة يحتذى بها من بين الدول.
إذا تمعنا في مشاكل وأزمات المنطقة وتفككها المجتمعي ، نجد أن الكورد يمتلكون نسيجا إجتماعيا رصينا،لزاما علينا أن نستثمر هذه الثروة ضمن إطار المساواة والعدالة الإجتماعية.
ومن الأسباب التي تؤدي الى توطيد العلاقة بين المواطن والحكومة هو التقارب والتواصل معهم عن قرب من أجل توضيح عمل الحكومة وإدارتها والعقبات التي تواجهها فالتصريحات المتلفزة لا تكفي ،والسعي من خلال معرفة مطاليب الشعب والاخذ بآراء مختلف الشرائح لتثبيت النظام الديمقراطي وإنجاحها وديمومتها ولاسيما في الآونة الأخيرة والمشاكل السياسية أثبتت بأن المصالح الحزبية أعلى من مصالح الأمة الرابط المشترك هو أننا نعيش على أرض واحده ولغة مشتركة ولا بد من توحيد الكلمة وأن لا ننسى بالصوت الحر والعزيمة الصادقة نصل الى المبتغى ونقضي على براثن الشر والفساد وأن الحكومات زائلة والأوطان باقية.