اندلعت مؤخرا انتفاضة مجلجلة في البصرة ومدن الوسط والجنوب الاخرى ، ولم تكن انتفاضة البصرة بنت يومها ، ولكنها جاءت تتويجا للعديد من الاحتجاجات المستمرة منذ سنوات في بغداد والعديد من المحافظات.
ولا حاجة لنا بالحديث عن الفساد والتزوير ونهب المال العام فذاك ما يعرفه حتى الاطفال في الصفوف الاولى الذين لا يجدون مدارس تأويهم ولا صفوفا تحتويهم ولا لوازم مدرسية تفي بحاجتهم ولا كتبا تنفعهم .
اما على مستوى المناصب في الحكومات المتتالية التي تشكلت بعد الانتخابات المتعددة فلم تسلم من تزوير الانتخابات وتزوير الشهادات وغير ذلك من عمليات تزوير ونهب للمال العام حتى اصبح المواطن يشك في المؤسسات المسؤولة عن مكافحة الفساد مثل القضاء وهيئة النزاهة .
ان انفجار الاحداث بعد طول معاناة المواطنين من نقص الكهرباء والماء والخدمات لن يكون الانفجار الاول والاخير ، وانما سيتصاعد ما دامت الرؤوس الفاسدة هي صاحبة اليد الطولى في السلطة الحاكمة التي عرتها الانتخابات الاخيرة والقت بها انتفاضة الجماهير في سلة المهملات ، فلا هيئة المفوضية للانتخابات ادت واجبها على الوجه المطلوب ولا الهيئة التي خلفتها استطاعت حسم المخالفات ونجحت في تقديم صورة صحيحة للعد والفرز الذي اصبح ريشة في مهب الريح يتلاعب بها هذا الحزب وذاك الكيان وهذا المسؤول وذاك الزعطوط ... حتى وصل الامر الى تفجير الصناديق وقتل المسؤولين عن العد والفرز وتهديد من يريد احقاق الحق ويبحث عن النزاهة في العمل ولو بمثقال ذرة .
ان من واجب القوى الوطنية والاحزاب والهيئات التي تجد في نفسها الحرص على مستقبل البلاد مساندة الانتفاضة والمشاركة في الاحتجاجات والعمل على استلام المؤسسات وادارتها من قبل ادارة شعبية نزيهة وكنس الرؤوس الفاسدة العفنة التي تسلطت على مدى خسمة عشر عاما على مقاليد البلاد وادت الى ديون بما يزيد على 100 مليار دولار ونهبت موارد الميزانية التي قاربت الالف مليار دولار وافقرت البلاد والعباد .