لا يوجد ملف شائك ومقلق يشغل بال وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية واتحاد القدم والاندية والفرق الكروية والاعلام الرياضي، من غير وضع حد له في العراق، أكثر من ملف أرضيات الملاعب، والتي تؤرق الجميع وتنقل صورة بائسة في اغلب الأحيان عن مبارياتنا، بل وتقلل من نسب المشاهدة والاقبال لدى الجماهير.
فمهما كان مستوى الفريق وما يضمه من لاعبين مميزين، الا ان الأرضية السيئة بطبيعة الحال تؤثر كثيراً على مستويات الفرق وأداء اللاعبين على المستطيل "الأصفر"، الذي غالبا ما يظهر لدينا في العراق بلون شاحب يميل بشدة الى الاصفرار، رغم تعدد الأسباب والتبريرات، وغياب الحلول منذ عقود.
هذه الأرضيات الشاحبة الوعرة أسهمت باصابة عدد غير قليل من اللاعبين، بل انها منعت الكثير منهم في تقديم ما يمتازون به من قدرات فنية ومهارية، وحدت من خطورتهم أمام الشباك، ما أدى بالمجمل الى التأثير على نتائج الاندية المتبارية فيما بينها، مع الاخذ بالحسبان تردد العديد من اللاعبين في التصريح لوسائل الاعلام بمعاناتهم من أرضيات الملاعب، خوفا من ردود افعال الجماهير، المتأهبة لاطلاق العنان للمثل الشعبي "ما يعرف يركص يكول الكاع عوجة"، ولكي لا يُتَّهم اللاعبون بالتقصير في أداءهم يلجأون الى السكوت عن هذه الأرضيات ورمي الكرة في ملعب "غياب التوفيق".
ولا نعلم ان كان "توفيق" سيبقى غائباً عن لاعبينا وأنديتنا، أم أن الاحرى وضع حد لهذه المهزلة "المخضرمة" منذ بدايات ممارسة كرة القدم في العراق، عبر قرار من الوزارات والمؤسسات الحكومية يلزم الاندية التابعة لها بتأهيل أرضيات مناسبة للملاعب والخلاص من هذه الظاهرة السلبية الى الأبد، والتي من شأنها أن تغير نظرة دول العالم الى دورينا الذي يضم مواهب عديدة، الا انها مقيدة بعدة قيود، لعل أبرزها سوء أرضيات الملاعب.
فبدلا من صرف العقود على اللاعبين المحترفين، والذين أجزم أن أغلبهم لم يحققوا الفائدة الفنية المنشودة للدوري العراقي، باستثناء قلة قليلة منهم، ينبغي صرفها على أرضيات الملاعب، حيث يملك العراق مختصين بزراعة الثيل الطبيعي والاعتناء به بعد زراعته بصورة دائمية، فمبالغ عقود ثلاثة لاعبين أفارقة أو لاتينيين ممكن ان تغير أرضية ملعب وتظهره بصورة لائقة، وبالتالي اظهار دورينا بحُلة جميلة تتناسب مع عشق الجماهير للمستديرة، فملعب يشع اخضراراً خير من استقدام محترفين غير نافعين.