لا يخفى على أحد من أن الولايات المتحده الامريكيه تحاول دائماً بناء تحالفات متينه في الشرق الاوسط وذلك لعده إعتبارات إقتصاديه وجغرافيه وما تمتلكه هذه الدول من ثروات كبيره غير موظفه بشكل يحسّن من قدرات تلك الدول والتي من المفروض أن تكون عامل قوه بدل عامل ضعف وعامل مؤثر مستقر لا متزعزع ،في السابق كانت الانظمه محكومه بمجموعه من الحكام الذين أخفقوا في خلق وبناء أنموذج ديمقراطي حقيقي مستقر،ولم يستطيعوا تحسين رفاهيه المجتمع،بأستثناء بعض الدول الخليجيه والتي إستطاعت والى حد ما من توفير وتحسين مستوى الفرد بنسبه معينه.

 

وإذا أخذنا العراق كأنموذج،عراق ما بعد 2003 والى الآن أكثر من عقد لم تُفلح الحكومات في شيء بل كانت سبباً في عدم إستقرار الأمن فيها أيضاً، وإذا أخذنا بالإعتبار(أنك من جماعه فلان والآخر تابع لدوله علان)فالمحصلة كانت مأساة.

 

فالمسأله ليست كما تصورهُ البعض بأن رحيل الولايات المتحده الامريكيه سوف يجعل الأوضاع تتحسن وتستقر،بل هناك حقيقه يجب أن نسلّم بها، وهي بأن دول الشرق الاوسط أغلبها لا تستطيع الصمود بلا رعايه أمريكيه ،أما مسأله هيبه الدوله وسيادتها وقراراتها فهذا الموضوع عفى عليه الدهر،ربّ سائل يقول إذا كانت أمريكا هي الآمر الناهي طيب ما العمل ؟ هنا ندخل في موضوع الهيمنه ومصير الدول(الشرق الاوسط)وكيف يتم الأنسلاخ منها والذي يحتاج لسنوات طويله وعمل مضني،لا نقول التخلص النهائي من الهيمنه ولكن نوعاً ما الأعتماد على الذات تدريجياً،صحيح أنها مقيده بسلاسل وأشواك تعرقل خطواتها لكن الرضى بعيشٍ مذل هو عمل الفاشلين،يقول الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو

(من هو الثوري رجلٌ يقول لا)،قول لا لواقع مرير ،لوجوهٍ(السياسيين) لا تملك لا الأمانة ولا الرؤيه الصحيحه ، أصبح التغيير هنا شَيْءٍ حتمي لا بد منه.

 

أما رؤيه الولايات المتحده تجاه العراق فتكون عبر ماذا تُريدهُ أمريكا من العراق فأنها لا تخرج عن إطار تحقيق مصلحتها دون الأكتراث لوضع العراق،المطلوب من العراق كوجهه نظر أن تفعل كخطوه مؤقته من أجل تعزيز وثبات أمن وإستقرار الدوله داخلياً ومن التدخلات الاقليميه،لانه لا يمكن التهرب من مخالب ترامب، أن تفعل مثلما فعلت السعوديه تدفع مقابل إستقرارها إنطلاقاً من (بعض الشر أهون)،وإستغلال هذه الرعايه لبناء الداخل وردم الفجوات والقضاء على المشاكل الداخليه بقوه القانون نعلم بأن هذه الخطوات صعبه لكنها ليست محاله،وأن الانتخابات لن تكون الفيصل في حل وضع العراق ما لم تبارك أمريكا وتتدخل بصوره أو بأخرى،لان الجميع يعلم ما يحدث وراء الكواليس من تزوير ومراوغة.

 

 

 

القرار الاخير لدونالد ترامب حول الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، إن كانت أمريكا جاده فعلاً في كبح جماح إيران من خلال عقوبات عسكرية أولاً وإقتصاديه،نستطيع القول بأن هذا يَصْب لصالح وضع وإستقرار العراق ودوّل المنطقه بشكل أعم.

 

الأيام أثبتت بأن أمريكا لا تزال الأولى رغم البروز الروسي،لانه من الصعب مقارنتها بالإمكانيات الأمريكيه ألتي تمتلك كل مقومات ألقوه بشكل يضمن بقاء القواعد العسكريه وبقاء القواعد يعني أنا مهيمن ، لذلك تسعى لإدامه مصالحها الإقتصاديه عبر وسائل وآليات عده ومن قبل الشركات المتعدده الجنسيه بالشكل الذي يُبين لنا بأن لا قوه من دون القدره وأمريكا تسعى جاهده لأستمرار وتوظيف ذلك أشدّ وأحسن توظيف.