محمد رؤوف/ الازمة السياسية الحالية في العراق وتأخر تشكيل الحكومة لأكثر من ستة أشهر يعود سببه الرئيس الى الخلافات وعدم الاتفاق جبهتين وكتلتين شيعيتين، الجبهة الشيعية الوطنية التي يمثلها ويقودها الصدر والجبهة الماسكة للسلطة منذ خمسة عشر عاما والموالية لايران والتي يقودها ويشرف عليها المالكي وبرعاية ايرانية.

هاتان الجبهتان تخوضان هذه المرة صراعا مستعرا وحربا حاسمة وصلت كما يقال للعظم، الصدر يريد ان يربح رهان المستقبل، من اجل ضمان مرجعيته المذهبية والسياسية للشيعة في العراق لنفسه، والجبهة الاخرى يريدون بأجمعهم ان تمضي هذه المرحلة بسلام ايضا عن طريق مشاركتهم في الحكومة المقبلة بشرط الحصول على منصب سيادي فيها، ومن الواضح ان المالكي يريد هذا المنصب للحصانة وإجهاض اثارة تلك الملفات التي بحوزة الصدر ويريد تحريكها بعد تشكيل الحكومة ويجعل منها عاملا وسببا لاعتقال او طرد او هروب المالكي.

جبهة المالكي بحاجة الى الوقت من اجل الوصول لهدفها ومنصب رئاسة الجمهورية ليس لها اية اهمية بالنسبة لها، ولكن هي فقط لقتل الوقت وتأخير تشكيل الحكومة والغاء الانتخابات، وفي الاخير سيتحمل وزرها الكورد والسياسة الكوردية وعدم الاتفاق على منصب رمزي بروتوكولي ليس له من السلطة الا القليل.

حسنا، الحزبان الكورديان الرئيسان الديمقراطي والاتحاد الوطني على دراية بهذه اللعبة والصراع الشيعي العراقي الايراني، ويعلمون بكل دقائق امورها، اذن فلماذا جعلا من نفسيهما اصحاب القضية ويصبون جام نتائجها على نفسيهما وعلى الكورد بصورة عامة؟!!

اذا لم يتم انتخاب رئيس الجمهورية هذه المرة ولم تدخل الاغلبية قاعة مجلس النواب فان العراق يتعرض لظل الفراغ الحكومي والتشريعي وسيسير الى فوضى المجهول.

وفي هذه الايام التي اصبحت فيها المحكمة الاتحادية حاكما على كوردستان وكل يوم يقومون بجعلها تحرك ملفا ضدها وبامكانها تمرير اي قرار تصدره؛ وليس بامكان الكورد فعل اي شيء لانهم فقدوا معظم مكامن القوة وأوراقها.

وليس من مصلحتهم التصارع لمدة ستة اشهر من اجل منصب رئيس الجمهورية خصوصا الحزب الديمقراطي لان تضرره شامل كون اية ازمة سياسي في العراق تتسبب بازمة اعمق لحكومة اقليم كوردستان، لذلك اعتقد بان الحزب الديمقراطي اذا ما تنازل عن منصب رئيس الجمهورية للاتحاد الوطني ومضى باتفاق لداخل مجلس النواب فإن ذلك سيكون من مصلحة الجانبين ومن مصلحة حكومة الاقليم ايضا..

وفي الختام اقول اذا جعل الكورد انفسهم سببا لاخفاق الانتخابات وتشكيل الحكومة العراقية وان يصبحوا عاملا للصراع بين الجبهتين الشيعيتين المتضادتين، هل بامكان اي عقل سياسي ان يقبل هذه السياسة الكوردية؟ اليس الشيعة أذكى؟ ألم يفشل الكورد هذه المرة ايضا؟