کامران رحیمی/ كاتب السطور، ومن دون مدح ولا نقد، يعتبر فرهاد بركان الشعر الكوردي الجنوبي (الفيلي). شاعر ذو شعر خيالي وأسطوري، يستمده من أعماق تاريخ إيلام القديم بعد قرون، ويجعل الجمهور يذوب ويتحير من طبيعة فنه المتعددة الأبعاد.
ومن يعرف كاتب السطور يعلم جيدا أنني لم أكتب قط كلمة أو عبارة ليس لها عبرة أو ناتجة عن الإلحاح. لا شك أن فرهاد شاه مراديان هو من الشعراء التقليديين من حيث النوعية والكمية، فهو مؤشر وخالد للأدب الكوردي الذي يغلي من الداخل كالبركان الهائج ويخفي عنا في أي مدرسة درس و ما هو نوع الفكر والأستاذ الذي يدين له. الا انه يمكننا أن نذكر عشرة مزايا لشعر شاه مراديان بإيجاز من أجل التوضيح:
1- أن اشعاره تضم مجموعة واسعة من المفردات ممزوجة بالأصالة والبلاغة.
2-استخدام قواعد اللغة الكوردية والتركيبات اللغوية الفريدة.
3- الحركة في الشعر والصور الديناميكية والكوردية.
4- تجنب الحشو والإيجاز في التعبير.
5-استخدام الأوزان الشعرية وبحور الشعر الكوردي الذي يستخدم نظام المقاطع العددية.
6- استخدام القوافي الداخلية ذات الجرس الموسيقي التي تثير الدهشة.
7- الشجاعة في التعبير واكتشاف مساحات جديدة وأصيلة.
8- التلاعب بالكلمات والتعابير المستقلة.
9- إحياء القوالب الكوردية القديمة والعريقة المسماة "توره".
10- الكم المعتدل ومستوى الجودة الممتاز.
لا شك أنه لو ركز فرهاد على اللغة الكوردية المعيارية (السوراني) الرسمي، لكان يضاهي، في تاريخ الأدب الكوردي، نالي ومحوي وملاي جزيري، ، ولكانت شهرته في نطاق أكبر. ولا حدود لها، ولكان قد اماط الستار عن قصائد غنائية جميلة تضاهي ما كتبه حافظ ومولوي وتأملات بابا طاهر النارية.
وبكل هذه القدرات وبالاشارة الى كل هذا التدفق في الامكانيات والذوق الرباني والطبع الوقاد والشخصية والذكاء كان يمكن ان يعد فرهاد شاهمراديان "كنزا للشعب" نظرا للقدرات والامكانات الثقافية والادبية للهجة ايلام بمقابل اللهجات الكوردية الاخرى التي لها الكثير من المخاطبين، وبالاستناد الى التحولات الاجتماعية والرغبة الجماعية كان يتوجب ان الالتفات الى القوالب الجديدة لكي يضفي بروحه الخلاقة وفنه المتعدد الابعاد روحا جديدة على الجسد الهزيل لهذه الصيغ ويجعل الادب الكوردي اكثر حداثة واستدامة، ومن جهة اخرى متابعة ودراسة الأدب والأدب الكوردي، ليس من أجل التقليد، بل ان غرض البحث يعتبر من المقاييس الأساسية له ولغيره من المبدعين الأدبيين المعاصرين.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أهم جدل رائج في الأوساط الأدبية العيلامية، وهو التناقض بين اللهجة القياسية واللهجات الجغرافية. والحقيقة أن مسألة اللغة المعيارية ونمو اللهجات المحلية الأخرى أصبحت صعبة ومقاومة بسبب عدم وجود تفسيرات مناسبة وخبيرة وغياب المناقشات النظرية للمتعلمين، في حين أن حل هذه المشكلة هو واضح جدًا، لأنه في جميع أنحاء العالم، المتحدثون بنفس اللغة، اللهجة المستخدمة على نطاق واسع، كلهم يختارون اللغة المفهومة والعالمية كلغة وسيطة.
إن اللغة الرسمية والمعيارية المبنية على النظريات العلمية السوسيولوجية واللغويين بشكل عام تتمتع بسمات مثل النقاء المعجمي وعدد كبير من الروائع الأدبية والنصية، والتحديث اللغوي والمفردات حديثة البناء، وهي دائما تحت رعاية واهتمام الأكاديميات، فالقضية ليست قضية جديدة، كمثال "مولوي الكورد" الذي كان هو نفسه متحدثاً باللهجة السورانية، وهو زعيم الشعر الكوردي الكوراني (هورامي) في القرن الثالث عشر. كما أن "عبدالله كوران" هو مؤسس شعره السوراني من المتكلمين باللهجة الهورامية، وقد تشابهت الحال في تاريخ أدب إيلام على طريقة "غلام علي باوانه ملكشاهي" من شعراء المفلق وشعرائه المعاصرين "غلام رضا خان أركوازي" و"شاكه وخان منصور". "من منطقة إيوان كلهور تجاهلوا لهجتهم الأم وكتبوا الشعر باللغة الأدبية في ذلك الوقت، وهي اللهجة الكوردية الكورانية.
ولد فرهاد شاهمراديان عام 1979 في أركواز-ملكشاهي وحصل على درجة الماجستير في اللغة الفارسية وآدابها من جامعة بهشتي في طهران وفي عام 1998 بدأ نشاطه الأدبي في جمعيات الفن والثقافة والإرشاد الإسلامي وجمعية "مانشيت" الكوردية. التابعة لجامعة إيلام، وكان أيضاً عضواً في المجلس المركزي لمجلس "هانا" المعنية بالمجال الفني ويشغل حالياً منصب مسؤول جمعية بيان الشعرية التابعة لأمانة إيلام الكوردية.
ترجمة: ماجد سوره ميري