شفق نيوز / سلط موقع أمريكي، يوم الخميس، الضوء على معاناة المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط، وتحديداً في العراق وسوريا ومصر وفلسطين، مستنداً لكتاب جديد صدر عن الصحفية الأمريكية "جانين دي جيوفاني" التي لفتت النظر فيه إلى المخاطر التي تعرض المسيح وهددت بفنائهم في أرضهم التاريخية.
كتاب جيوفاني
والكتاب الذي يحمل عنوان "التلاشي، الإيمان، الخسارة، وغروب المسيحية في أرض الأنبياء"، هو السابع للصحفية جيوفاني، التي نالت جوائز عديدة وعملت مراسلة حربية في منطقة الشرق الأوسط، وهي باحثة زميلة في معهد جاكسون التابع لجامعة يال الأمريكية.
وصدر كتاب جيوفاني، بعد أربع سنوات من العمل الميداني المكثف و35 عاما كمراسلة حربية في الشرق الأوسط، بما في ذلك العمل كمراسلة لصحيفة "التايمز" اللندنية.
والكتاب الصادر قبل أيام، وفقا لتقرير نشره الموقع الالكتروني لجامعة يال، وترجمته وكالة شفق نيوز، يروي "كيف تحولت أراضي ميلاد المسيحية في الشرق الأوسط، إلى مكان غير قابل لعيش المسيحيين".
ويتناول الكتاب، وفقاً للموقع، بشكل خاص "قضايا الاضطهاد والتهديد بالفناء الذي واجهته المجتمعات المسيحية القديمة في العراق ومصر وسوريا وفلسطين".
ونقل الموقع عن جيوفاني قولها إن "الشرق الأوسط الأرض التي تمشي عليها غنية بثرائها بالاف السنين من الأشخاص الذين ساروا هناك من قبل، وتمكنت المجتمعات المسيحية من التمسك بهويتها لمدة الفي سنة برغم العديد من الجيوش التي حاولت غزوهم والقوانين التي حاولت تقييدهم، وكان ذلك بالنسبة لي أمراً استثنائياً".
وقالت جيوفاني انها التقت للمرة الاولى بمجتمعات مسيحية قديمة في مدينة القدس القديمة مطلع التسعينيات، وهي بدأت العمل مع المسيحيين في مدينة الموصل خلال مرحلة غزو العراق في العام 2003، لكنها أدركت الحاجة الى الكتابة عنهم في العام 2017 ، عندما اصبح من الواضح ان اختفائهم بات وشيكا خلال القرن المقبل".
قصص وروايات
ويوثق كتاب جيوفاني، بحسب جامعة يال الأمريكية، مئات القصص من جميع أنحاء المنطقة، وهي تستعيد زيارتها إلى إقليم كوردستان عندما فر منها العديد من المسيحيين.
وقالت جيوفاني: "لقد كانوا ضائعين ما بين محاولة المغادرة أو البقاء في أراضي أجدادهم اذكر قصص العديد من الناس، صغارا وكبارا، حول كيف ان ايمانهم كان جزءا مهما من هويتهم".
وأضافت بالنسبة إلى هذه المجتمعات، فإن "الايمان يرقى الى اكثر من مجرد الايمان بيسوع المسيح، بل يعني ايضا ايمانا راسخا بانفسهم ومجتمعاتهم وطرق حياتهم القديمة".
وأشارت الصحفية الأمريكية، إلى أن "الخطر الذي تواجهه هذه المجتمعات يهدد النسيج الثقافي والاجتماعي الغني للبلدان التي يعيشون فيها".
ونقل تقرير جامعة يال، عن أنجيلا جرانت، وهي طالبة سابقة لجيوفاني قولها إن "المكان الذي تقيم فيه المجتمعات المسيحية، مهم للغاية، فاذا لم يتمكنوا من البقاء وممارسة عقيدتهم، فسيشعرون بالانفصال الشديد".
وتابعت جرانت: "جيوفاني أدركت أن إيمانهم (المسيحيون) والمكان الذي يمارسون فيه عقيدتهم، لا ينفصلان".
وتدرس جيوفاني في معهد جاكسون، مقررا دراسيا حول النزاعات من منظور حقوق الانسان.
ويقول مدير معهد جاكسون، جيمس ليفينسون، إن جيوفاني لديها القدرة على الجمع بين منظور متعاطف مع الواقعية الواضحة، مشيرا إلى تعاملها مع الجانب الإنساني العميق للنزاع والحرب والأزمات الإنسانية.
فيما قالت شانون غيرا، وهي احدى طالبات جيوفاني، إن استاذتها "تبرز أصوات الضحايا" في كتاباتها.