شفق نيوز / جائحة كورونا وفوضى السلاح المنفلت وقلة توفير الحماية جعل الملاكات الصحية والمراجعين في خطر، وسط مخاوف باتت تهدد المراجعين وخاصة ردهات الطوارئ، أطفال يخشى ذووهم أخذهم إلى المستشفيات جراء تلك الفوضى التي تحدث بين حين وآخر، لتدفع وكالة شفق نيوز نحو تسليط الضوء على أهم ما يحدث في القطاع الصحي من مشكلات وأزمات.

 

افتقار للحقوق

نقيب الأطباء العراقيين، الدكتور جاسم العزاوي، أوضح لوكالة شفق نيوز، أن "الطبيب دائماً يكون الضحية وهي أن المواطن يظن أن الطيب هو المسؤول عن توفير الأوكسجين والعديد من الاحتياجات الصحية  وبالتالي يصب جل غضبه على الطبيب".

ولفت العزاوي، إلى أن "الطبيب أكثر شخص متضرر من نقص الخدمات الصحية وهنا يتألم على المريض ويتحمل المسؤولية وأحياناً تصل إلى الضرب"، مؤكداً أن أن "85 بالمئة من الأطباء يتعرضون يومياً إلى الإساءة اللفظية والبعض يتعرضون للضرب".

وأضاف أن "حالياً هناك نقص كبير في الأطباء لأربعة أضعاف، ولا يوجد أي شخص يقدر ذلك وأن الحكومة أيضاً لا تقدر ذلك لذا يفتقر الطبيب إلى الحماية والاحترام والتكريم وتوفير كوادر طبية، وهناك استهانة في الأطباء حيث الضرائب الكل يعفى منها بنسبة 50 بالمئة إلا الأطباء لم يتم إعفائهم من الضرائب رغم أنهم أبطال الجائحة"، على حد قوله.

وأكد الغزاوي، أن "أهم مشكلات الأطباء يكمن في نقص الكوادر ونقص الفكر، وفوضى السلاح المنفلت، وعدم توفير حماية أمنية في المستشفيات".

 

فوضى خلاقة

بدورهم، لم يخف مواطنون خشيتهم الذهاب للمستشفيات جراء فوضى السلاح المنفلت، إذ قال المواطن هلال صادق، إنه رأى في أحد الأيام داخل أحد المستشفيات، مشاجرة كبيرة وصلت إلى الأسلحة وكان مصطحباً معه ابنته الصغيرة التي كانت تعاني من مغص شديد حيث صالة الطوارئ في هذه الأثناء أغمي على طفلتي بسبب الرعب والخوف الذي حدث أمامها، وأخبرته بعد أن أفاقت بضرورة عدم الذهاب مجدداً إلى المستشفى".

 

تهديد الأطباء

من جانبه، أكد الدكتور عباس الطعان (طبيب مقيم) وجود "مشكلة كبيرة تواجه الأطباء، خاصةً الحالات التي تحدث عند وفاة أحد المرضى وخصوصاً بعض الحالات تأتي إلى الطوارئ مثلا المريض كان متوفي في المنزل ويأتي إلى الطوارئ ويتوفى وبعض التدخلات الجراحية، هكذا أمور تبدأ لفظية وتنتهي عشائرية".

من جهته، قال الدكتور عباس الطعام، لوكالة شفق نيوز، "قبل أكثر من سنة ونصف من الآن كنت في أحد الخفارات الليلية في حدود الساعة الثالثة صباحاً كان عدد المراجعين كبير جداً، كنت أعطي الأولوية الحالات الحرجة، أحد مرافقي المريض الذي كانت حالتة باردة وأعطيت تقييما له، أكملت الحالات الخطرة وإذا أحد ذوي المريض الذي كانت حالتة باردة تهجموا على الأثاث في المستشفى ومجرد أخبرت المعين أن يخرجهم قاموا بضرب المعين وتهجم عليه بعدها انسحبت، وأخبرت أمن المستشفى فحدث ضرب بين ذوي المريض وأمن المستشفى".

وأضاف "اضطررت لاتخاذ الخطوات القانونية بحق المعتدي، لكن في اليوم التالي وعند عودتي إلى المستشفى لأداء عملي قام أشخاص من ذوي الشخص الذي تهجم عليّ وأخبروني أما أن اتنازل عن حقي أو يقتلوني"، وبحسبه "استمر التهديد عليه حتى تم التدخل عشائرياً".

 

تقليل من الأطباء

هذا وتشكو الملاكات الطبية، من تقليل بشأنهم، إذ قالت إحدى الطبيبات التي رفضت الكشف عن اسمها وهي تعمل في ردهة الطوارئ "جاءت امرأة كبيرة في السن وهي مريضة جداً وعندما قمت بفحصها وإذا بأحد ذويها يصرخ بوجهي انت غير قادرة على معالجة أمي اجلبي طبيب كبير يعالج أمي".

وتابعت "بعد أن قمت بتهدئة الأمور وأخبرته جميعنا نفس الخبرة ولا يكون الأمر هكذا ضروري مجرد ارتفاع ضغط وقمت بكتابة العلاج لها وخرجت بسلامة حينها ليقدم بعدها الاعتذار عن ما جرى".