شفق نيوز/ أطلق مسؤولون ومختصون في قضاء المقدادية بديالى، نداءات ومناشدات لصيانة وحماية المنازل التراثية التي كانت تعود لليهود العراقيين، المهددة بالاندثار.
وكان مركز مدينة المقدادية (شهربان سابقاً) في بداية أربعينيات القرن الماضي يتألف من 100 منزل، 60 منها لمسلمين و40 ليهود، وما زالت بقايا الكنيس اليهودي ماثلة في "دربونة التوراة" حتى الآن ولم يشغلها أحد.
ويقول قائممقام المقدادية السابق، زيد ابراهيم العزاوي، لوكالة شفق نيوز، إن "نحو 40 منزلاً تراثياً بين آيل للسقوط وصامد حتى الآن، كما أن هناك منازل اندثرت في حي العروبة بمدينة المقدادية القديمة ويسمى (حي التوراة)".
ويبين أن "المنازل ذات بناء بسيط وما مهجورة منذ رحيل السكان اليهود منها بعد عام 1948 وخمسينيات القرن الماضي"، مشيراً إلى أن "سكان المقدادية شغلوها مرات متتالية وتركوها على مر العقود الماضية".
بدوره يوضح رئيس مجلس المقدادية السابق، عدنان حسين، لوكالة شفق نيوز، أن "منازل اليهود باتت بالية، وقد شغلها الكثير من الأهالي وتركوها وأصبحت مهملة وعبارة عن سراديب ومدرجات".
ويتابع حديثه "المنازل تحوي تضم شناشيلاً وتعد معلماً تراثياً مهماً بحاجة إلى التفاتة من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث"، مؤكداً أن "مجلس المقدادية وإدارتها خاطبا مرات عدة الجهات الرسمية لإدراج منازل اليهود ضمن المعالم التراثية المحمية".
ويؤكد حسين أن "التصميم الأساسي لمدينة المقدادية وضع حي التوراة (منازل اليهود) كمعلم أثري لا يمكن التجاوز عليه ما يتطلب حملة ووقفة حازمة لإحياء هذا المعلم التراثي وحمايته".
مسؤول شعبة التراث في مفتشية آثار ديالى، سعد إبراهيم، يؤكد لوكالة شفق نيوز، تسجيل قسماً من منازل اليهود "حي التوراة" ضمن المعالم التراثية والأعمال جارية لتسجيلها حسب مسوحات وقرارات الهيئة العامة للآثار.
ويوضح إبراهيم أن "المنازل التراثية غير المتضررة بشكل كامل تم تسجيلها وبانتظار المسوحات لتسجيل المنازل المتبقية"، مبيناً أن إدراجها وتسجيلها "يتطلب موافقات من الجهات العليا المعنية"، في إشارة إلى الهيئة العامة للآثار والتراث.
والمقدادية (واسمها الأصلي شهربان بالكوردية والفارسية) مدينة عراقية تقع ضمن محافظة ديالى، وثاني أكبر قضاء في ديالى بعد مركز المحافظة.
وسميت المقدادية نسبة إلى الشيخ المقداد بن محمد بن الحسن بن يوسف الحسيني الرفاعي، أحد تلاميذ الإمام أحمد الرفاعي، والمقداد مدفون في محيط القضاء.
وتبعد المدينة نحو 80كم إلى الشمال الشرقي من مدينة بغداد و40 كم شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى.
وأصبحت المدينة رسمياً بمستوى ناحية عام 1920، ثم تحولت بإرادة ملكية عام 1950 لتصبح قضاء باسم قضاء المقدادية، وكان يُطلق عليها سابق اسم "الغابة الحمراء"، لكونها تُعد أكبر غابة لفاكهة الرمان في الشرق الأوسط.