شفق نيوز/ يعاني سكان قضاء حديثة غربي محافظة الأنبار، العديد من المشاكل الخدمية والامنية التي بدأت تهدد حياتهم، مطالبين بإجراءات فعلية سريعة، تنجيهم مما يعانون منه.
وكالة شفق نيوز تقصت حياة السكان هناك والبالغ عددهم نحو 120 ألف نسمة، واطلعت على أبرز معاناتهم، وأجرت مقابلة صحفية مع قائممقام القضاء، مبروك الجغيفي، لنقل معاناة اهالي حديثة، وإمكانية معالجتها.
إجراءات احتياطية لتفادي خطر محدق
يقول الجغيفي "منذ تحرير محافظة الانبار من تنظيم داعش، قبل قرابة الخمس سنوات، عملنا على تأهيل وإعمار البنى التحتية التي دمرتها الحرب، وتم التركيز على الخدمات الاساسية، ونستطيع أن نصف الانجاز الذي تمكنا من تحقيقه بالجيد، مقارنة بحجم الدمار الذي طال حديثة".
وحول امكانية تكرار المشاكل التي تتعرض لها الشبكة الكهربائية وشبكات الصرف الصحي في حديثة، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار، قال الجغيفي "تم تشكيل لجان من قبل ديوان محافظة الانبار ورؤساء الوحدات الادارية، وتم اتخاذ عدد من الإجراءات الاحتياطية، بالتعاون مع الدوائر الخدمية".
طبيب واحد لسد احتياجات الآلاف
يتم العمل على إنجاز إنشاء مستشفى جديدة في حديثة، بسعة 240 سرير، ولم يتبقى سوى ستة اشهر او اقل، على إنجاز المشروع، ومن ثم سيتم العمل على تجهيزه بالأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة، وغيرها من احتياجات المستشفى، بهدف تقديم أفضل خدمة صحية لسكان حديثة وعموم المناطق الغربية من الانبار.
وبين الجغيفي، أن "مستشفى حديثة العام، تعاني من نقص كبير في الكوادر الطبية، خاصة اطباء الباطنية، حيث لا يوجد سوى طبيب واحد اختصاص باطنية، في عموم القضاء، ولن يكون قادرا على سد احتياجات آلاف المرضى لوحده".
20 عاماً من العمل على إنشاء جسر
ويقول الجغيفي، إن "من اكبر معاناة سكان المناطق الغربية، وخاصة قضاء حديثة، تتعلق بالطرق والجسور، حيث أن الطريق الرابط بين قضاءيّ حديثة وهيت، كثيراً ما يشهد وقوع حوادث مرورية أدت بحياة الكثيرين، ولم يتم المباشرة بالعمل على تأهيله وتوسعته حتى الآن".
ويضيف "المشكلة التي يعاني منها سكان حديثة منذ 20 عاماً، هي؛ جسر حديثة المدمر، حيث تم المباشرة بإنشائه منذ عام 2002 ، ولكن العمل يسير ببطء شديد، ولا أعلم اذا كنا سنشهد انجازه في يوم من الايام ام لا".
وبين الجغيفي، أن "المشروع محال من قبل وزارة الاسكان والاعمار والبلديات، ومقاول المشروع متلكئ وغير جدي، ورغم مخاطبتنا للوزارة عدة مرات، إلا أنها لم تتخذ اي إجراء بحقه".
وأشار إلى "تشكيل لجنة من قبل ديوان محافظة الانبار، لتقييم العمل بمقتربات الجسر وحتى الان لم يتم التقييم، كون هناك منازل متجاوزة على الأرض المخصصة للجسر".
خروق أمنية
و بشأن الواقع الامني في حديثة، والخروق الامنية التي حدثت في المناطق الصحراوية في الفترة الماضية، قال الجغيفي "غالبية تلك الخروق كانت حدثت في المناطق الصحراوية الشاسعة المحيطة بالقضاء، وليست داخل حدود حديثة".
وبين أن "المناطق الصحراوية تبدأ من حديثة وصولا الى الحدود السورية والاردنية والسعودية، وذلك من جهة الغرب، ومن الجهة الاخرى تمتد الى محافظة نينوى، أي أن هذه المساحات الكبيرة تحتاج إلى جهد أمني واستخباري كبير ومشدد".
الموت يطارد الحديثيين
وأكد الجغيفي، أنه "بعد خمس سنوات على تحرير حديثة من داعش، ما تزال معاناة الالغام والمخلفات الحربية تطارد السكان، خاصة في مناطق اطراف القضاء".
واشار إلى أن "هناك معاناة كبيرة بهذا الجانب، إلا أن شركة NBA تعمل على ازالتها بشكل مستمر، ولكننا بحاجة الى جهد اكبر، وتمت المطالبة المعنيين بذلك، وننتظر استجابتهم".
ثروات على حافة الاندثار
وتعد مدينة حديثة، واحدة من اهم المناطق الزراعية في الانبار، كما انها تتمتع بثروة حيوانية اكثر من غيرها في المحافظة، إلا أن المزارعين ومربي الاغنام والدواجن، يشكون من انعدام الدعم الحكومي لهم، وهو ما أكده قائممقام قضاء حديثة.
وأوضح أن "معاناة ممتهنيّ الزراعة وتربية الاغنام والدواجن، شديدة جداً، حيث أن المواد الكيماوية والاسمدة تشهد ارتفاعا كبيرا بالاسعار، وقد وصلت الى اكثر من مليون ونصف المليون دينار للطن الواحد، ولا يمكن للفلاح أو المزارع شراءها، رغم أهميتها الكبيرة، كما أن الاسعار الخيالية للبذور أجبرت العديد من الفلاحين على ترك المهنة".
وتساءل الجغيفي "أين دعم الفلاح والزراعة؟، غالبية سكان حديثة من الطبقة الفلاحية، وهم بحاجة الى التفات الحكومة لهم"، مبيناً أن "الفلاح يسلم الدولة طن الحنطة بـ560 ألف دينار، وعدد كبير من الفلاحين لم يستلموا شيء من مستحقاتهم حتى الان".
وحول ما أفاد به عدد من تجار الاغنام والدواجن، حول قيام بعض النقاط الامنية في حديثة، بفرض "الاتاوات" عليهم، قال الجغيفي "تمت معالجة هذه المشكلة من قبل ديوان المحافظة، وهم الان يتنقلون بصورة طبيعية".
مصفى حديثة
وحول إمكانية تنفيذ خطط ومشاريع استثمارية في حديثة ضمن موازنة 2022، قال الجغيفي "كثر الحديث والمطالبات بتوسعة مصفى حديثة، من أجل رفع قدرته الانتاجية الى 700 الف برميل يومياً، لكن لا يوجد شيء على ارض الواقع حتى الآن".
وأكد أنه "تم تحديد المكان والمساحات الكافية لتوسعة المصفى، وتمت مخاطبة الشركات المعنية للمباشرة، ولكن لا نعلم إلى أين وصل الملف كونه عائد الى وزارة النفط، ولم تطلعنا على احداثيات الملف".