شفق نيوز/ أبدى مواطنون ومختصون في ديالى، اليوم السبت، تخوفهم من عودة مسلسل "الاغتيالات الغامضة" في قضاء المقدادية، شمال شرقي بعقوبة، وفيما تنوعت تفسيراتهم لدوافع هذه العمليات بين "الجنائية والارهابية"، طالبت جهات سياسية بزيادة التمثيل المكوناتي لحفظ الأمن .
وقال المواطن أبو مراد المهداوي (55 عاماً) لوكالة شفق نيوز إن "حوادث الاغتيالات في قلب المقدادية وبوجود كم هائل من الاجهزة الامنية ونقاط التفتيش تثير علامات الاستفهام وتهز ثقة المواطن بقدرات قوات الأمن ودورها في الحفاظ على أمن وأرواح المواطنين".
وأشار المهداوي إلى "وجود جهات وجماعات تمتلك سطوة أكبر من القانون والضوابط الامنية والاجتماعية وتعدت كل هذه الخطوط دون أي علاجات امنية تذكر" معتبرا "الاغتيالات بلاء غامض يثير الرعب في نفوس المواطنين وحتى البسطاء والبعيدين عن الجهات الحزبية والحكومية".
ورأى المواطن أن "غالبية عمليات الاغتيال في المقدادية تندرج ضمن تصفية حسابات شخصية و ثأرية تحت ذرائع الطائفية او تهم الارتباط والصلة بجماعات ارهابية سابقا" داعيا الى "تشكيل فرق امنية خاصة لحماية الأمن الاجتماعي وإشراك المواطن بدور استخباري ومعلومات للحد من الاغتيالات المجهولة لتفادي نزوح جديد يطال المقدادية يعيد سيناريوهات تنظيم القاعدة وتهديداته الطائفية قبيل عام 2008".
من جهته رفض الناشط السياسي جعفر ماهر التميمي "ربط الاغتيالات بجهات متنفذة أو جماعات مرتبطة بالأحزاب" مؤكدا ان "معالم جميع الاغتيالات جنائية تعود لمشاكل الثأر ومشاكل حياتية أخرى".
واستبعد التميمي في حديث لوكالة شفق نيوز "وجود أي دوافع طائفية تقف وراء الاغتيالات المجهولة والغامضة لا من قريب ولا من بعيد"، معتبرا أن "ملف الطائفية ذهب الى غير رجعة وودعه قضاء المقدادية منذ أكثر من 12 عاماً".
بدورها اشارت النائبة عن ديالى ناهدة الدايني الى "وجود ضعف أمني في المقدادية بوجود جماعات وجهات تمتلك اسلحة وامكانات خارج سلطة وقدرة الدولة وتستخدمها لتنفيذ أهداف سياسية وحزبية ,ضحيتها الاساسية الأمن المجتمعي والمواطن".
ودعت الدايني في حديث لوكالة شفق نيوز إلى "ضرورة تحقيق توازن أمني في ديالى وإشراك جميع الطوائف في حفظ الأمن والاستقرار لتكون رسالة اطمئنان وثقة للمواطن وإبعاد هواجس الرعب والقلق الأمني المزمنة في المقدادية او أي مناطق أخرى".
وتساءلت الدايني عن "أسباب الاغتيالات المنظمة التي تطال اغلبها اناس بسطاء وبعيدين عن الاجهزة الامنية أو الانتماءات الحزبية وغياب الحلول الامنية منذ اكثر من 15 عاماً ما تسبب بتشريد ونزوح عشرات الأسر الى خارج المقدادية حفاظا على ارواح وارواح عوائلهم".
ويشهد قضاء المقدادية باستمرار عمليات اغتيال من قبل جهات مجهولة تطال شرائح اجتماعية مختلفة وسط ضعف أمني وغياب المعالجات للحوادث او كشف أسبابها ودوافعها أمام الرأي العام.