شفق نيوز / تشهد منطقة ديرك أقصى شمال وشرق سوريا، إقبالاً لافتاً من الرعيان، بسبب القحط والجفاف الذي اصاب المناطق الجنوبية هذا العام ، من الحسكة إلى تل كوجر (اليعربية).
واتجه مربو الأغنام إلى عملية الضمان في المناطق التي تتوفر فيها المراعي، حيث يتم التعاقد مع المزارعين على استئجار الأرض كمرعى لأغنامهم دون السماح لغيرهم من المربين بأن يشاركوا في المرعى طوال فصل الصيف.
ووصل مئات الرعيان مع قطعانهم إلى منطقة ديرك، مع بداية موسم الحصاد لشراء التبن الأبيض ، واراضي الضمان لرعي قطعانهم فيها، وتتراوح تكلفة الضمان لهكتار الواحد من القمح المحصود بين 100 ألف و300 ألف ليرة سورية ،حسب كثافة المحصول.
وعن هذا الأمر، قال خالص محمد، مربي أغنام يملك 500 رأس غنم من تل حميس، لوكالة شفق نيوز، إن "موسم الجفاف الذي شهدته المناطق الجنوبية ، دفعهم بالنزوح إلى منطقة ديرك بحثاً عن مراع لهم لإطعام مواشيهم".
وأضاف محمد، أن "المزارعين في منطقة ديرك استغلوا تنافس المربين ، فرفعوا الأسعار، حيث تم بيعي 20 هكتار من ارض الضمان ب5مليون ليرة، والحال مع عشرات المربين".
وأشار محمد إلى أن "الجفاف أثر بشكل كبير على أثمنة التبن، حيث ارتفع سعره أربعة أضعاف السنة الماضية ليصل طن واحد إلى 500,000 ليرة سورية".
من جانبه، لفت خالد العبيدان، مربي آخر من بلدة جزعة، لوكالة شفق نيوز، إلى "عدم توفر مراع للمواشي هذا العام، نظرا لنقص كميات الأمطار كما في السنوات الماضية، تسبب باعتمادنا على الأعلاف بنسبة كبيرة، وتكبدنا خسائر فادحة، حيث وصل سعر طن واحد للعلف مليون ليرة سورية".
وبين العبيدان، أن "عزوف التجار عن تربية المواشي، سيتسبب بمشاكل مستقبلا ومنها ارتفاع أسعار الحليب على المواطنين وارتفاع أسعار اللحوم"، مطالبا الجهات المختصة في الإدارة الذاتية بـ"دعم مربي المواشي، وتشجيع الثروة الحيوانية بتوفير الأعلاف وتحديد أسعار ثابتة وموحدة للأعلاف والتبن وأراضي الضمان، لمنع التجار والمزاعين من الاحتكار".
ونتيجة للأزمة، وصل سعر كيلوغرام الشعير إلى 1000 ليرة سورية، وكيلوغرام النخالة إلى 1000 ليرة سورية، والتبن إلى 500 ليرة سورية ، فارتفاع أسعار الأعلاف قد يتسبب إلى عزوف العديد من التجار في شمال وشرق سوريا عن تربية المواشي، وهو ما ينذر بارتفاع أسعار اللحوم مجدداً.