شفق نيوز/ أكد وزير الخارجية الإيراني عباس
عراقجي، يوم الأربعاء، أن التواصل بين طهران وواشنطن مستمر عبر قنوات "غير مباشرة"،
وذلك بعد أسبوع من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال عراقجي على هامش الاجتماع الأسبوعي
للحكومة الإيرانية، إن "قنوات التواصل بيننا وبين الأميركيين ما زالت قائمة، ويجب
أن نعمل على إدارة الخلافات بين إيران وأميركا لتقليل تكاليفها وآثارها السلبية"،
بحسب وكالة "تسنيم" للأنباء.
وأضاف "أحياناً تكون الخلافات مع أميركا
عميقة وأساسية، وربما يصعب حلها. لكن من الضروري إدارة هذه الخلافات بما يساهم في
تخفيف حدة التوتر وتقليل التكاليف الناجمة عنها".
وأشار إلى زيارة المدير العام للوكالة
الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى طهران قائلاً "لقد كان تعاوننا مع
الوكالة تعاوناً طويل الأمد وبدأ منذ زمن بعيد. بالطبع، كانت هناك مشاكل واختلافات
في وجهات النظر حول كيفية التعاون مع الوكالة".
وتابع عراقجي "تم التخطيط لهذه الزيارة
منذ فترة، ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاقات حول بعض الخلافات الموجودة وطريقة
التعاون في المستقبل".
وأكد أن "معنويات غروسي كانت إيجابية
في المحادثات التي أجراها أصدقاؤنا في فيينا معه، ونحن أيضاً نأمل أن نستطيع من
خلال هذه الروح الإيجابية فتح مسار جديد للتعاون مع الوكالة".
وبين عراقجي إلى بشأن مشاركته في قمة الرياض
قائلاً "كان اجتماع منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً جيداً للغاية، واتخذ
القادة مواقف قوية. وقد تم في هذا الاجتماع اعتماد قرار حازم في 38 بنداً، يحمل
لهجة قوية ضد الكيان الصهيوني ويدين تصرفاته في كل مكان".
وتأتي تصريحات عراقجي في سياق مواقف
انفتاحية أطلقها أخيراً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
والثلاثاء قال بزشكيان المعروف بتأييده
الحوار مع الدول الغربية بالرغم من الخلافات القائمة لا سيما في ما يخصّ البرنامج
النووي "شئنا أم أبينا، الولايات المتحدة بلد ينبغي لنا التعامل معه على
الساحة الإقليمية والدولية".
وفي العام 1980، قطعت الولايات المتحدة
وإيران العلاقات الدبلوماسية التي كانت قائمة بينهما كحليفين كبيرين، في أعقاب
الثورة الإسلامية التي أطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من واشنطن.
غير أن الاتصالات استمرت بين الدولتين عبر
وسطاء، لا سيّما السفارة السويسرية في طهران التي تمثّل المصالح الأميركية وسلطنة
عمان التي غالبا ما تتولّى الوساطة بين الطرفين.
وقد اتّبع دونالد ترامب خلال ولايته الأولى
من 2017 إلى 2021 نهجاً عُرف بـ"الضغوطات القصوى" ضدّ إيران معيدا العمل
بالعقوبات الشديدة.
وفي العام 2015، أبرمت إيران اتفاقاً مع
الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، لتخفيف العقوبات المفروضة عليها في
مقابل ضمانات على عدم سعيها إلى امتلاك السلاح الذرّي.
غير أن دونالد ترامب سحب بلده من الاتفاق في
2018 وأعاد العمل بالعقوبات.
وفي المقابل، خفّضت إيران بشدّة زيارات
مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرّية لمنشآتها النووية اعتبارا من 2021.
وزاد البلد بشدّة احتياطي المواد المخصّبة
بنسبة 60%، مقترباً من العتبة اللازمة لصناعة السلاح الذرّي بمقدار 90%، وفق
الوكالة الدولية للطاقة الذرّية.
وكان الاتفاق المبرم يحصر هذه النسبة بـ3,65%.
ويزور رئيس الوكالة الدولية رافاييل غروسي
طهران اليوم الأربعاء لإجراء محادثات حاسمة بهذا الشأن.