شفق نيوز/ كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، يوم الاثنين، ان ليتوانيا دفعت 100 ألف يورو كتعويض لسجين قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية بتعذيبه، بعلم السلطات الليتوانية، قبل نقله الى معتقل غوانتانامو.
وذكرت "الغارديان" في تقرير اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، ان "ليتوانيا دفعت 100 ألف يورو لأبو زبيدة المعتقل في غوانتنامو، والمعروف باسم (السجين الأبدي)، تعويضاً عن السماح لوكالة الاستخبارات الأمريكية باحتجازه في موقع سري خارج العاصمة الليتوانية فيلنيوس، حيث تعرّض لأشكال من التعذيب".
وأوضحت أن "التعويض جاء بعد أكثر من ثلاث سنوات من حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الذى قضى بمطالبة حكومة ليتوانيا بدفع التعويض لانتهاكها القوانين الأوروبية التي تحظر استخدام التعذيب".
ولفتت إلى أنَّ "الحكم يمثل تحولاً كبيراً في معاملة أبو زبيدة الذي اعتقلته الولايات المتحدة الأمريكية من دون تهمة لأكثر من 20 عاماً".
واشارت الصحيفة الى انه "تم القبض على أبو زبيدة في باكستان بعد ستة أشهر من أحداث أيلول/ سبتمبر 2001، وحاولت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وإدارة الرئيس الاسبق جورج بوش، تبرير تعذيبه بالزعم أنه كان شخصية بارزة في القاعدة، ولكن تبيّن أنه لم يكن عضواً في التنظيم، ولم يُتهم بأي تهمة مرتبطة بهجمات أيلول/ سبتمبر الإرهابية".
ومنذ اعتقاله، "أمضى أبو زبيدة أغلب الوقت محتجزاً بمعزل عن العالم الخارجي، بإصرار من الاستخبارات الامريكية، في إطار جهوده لمنع الكشف عن تفاصيل تعذيبه"، وفق الصحيفة.
ويعتقد محامو أبو زبيدة أنّ "من غير المرجح بشكل كبير أن تكون ليتوانيا دفعت التعويض من دون موافقة واشنطن".
وقال أحد أعضاء فريق الدفاع القانوني عن أبي زبيدة، في تصريح لـ"الغارديان"، إنَّ "الوضع يصبح أقل عزلة عندما تدفع 100 ألف يورو لشخص، والعالم كله يعرف بشأن الأمر"، مشيراً إلى أن "الخطوة تتسق مع فكرة أن الولايات المتحدة تخفف موقفها إزاء احتجاز السجناء الأبديين".
وهذه الخطوة، وفقاً للصحيفة، "تتماشى مع فكرة أن الولايات المتحدة تخفف من موقفها من اعتقال السجناء إلى الأبد"، موضحةً "كان بإمكان الولايات المتحدة منع ليتوانيا من تسليم هذه الأموال، والسؤال هو: لماذا لم يفعلوا ذلك؟".
وتأتي أنباء الدفع الليتواني قبل أيام فقط من الذكرى العشرين للسجن العسكري في غوانتنامو، والذي استقبل أول معتقليه في 11 كانون الثاني/ يناير 2002.
وفي الأشهر الأخيرة، بحسب الصحيفة البريطانية، "كانت هناك مؤشرات أخرى على تحول الموقف تجاه أبو زبيدة والتعذيب الذي تعرض له من قبل وكلاء وكالة المخابرات المركزية والمقاولين".
وقالت الصحيفة "أبو زبيدة تعرض للغرق المنظم 83 مرة على الأقل في آب/ أغسطس 2002، إضافة إلى وضعه في صندوق بحجم نعش لعدة أيام متتالية".
وبينت "سمع القضاة الأوروبيون أنَّ من غير المحتمل أن يكون أبو زبيدة قد عانى من أقسى أشكال التعذيب أثناء وجوده في ليتوانيا، لكنه تعرض لأساليب تصل إلى حد التعذيب، كما جادل محامون، بما في ذلك الحرمان من الحواس والنوم، والحبس الانفرادي، والضوضاء الصاخبة، والضوء القاسي".
واشارت الصحيفة الى ان "الأموال التي حولتها ليتوانيا موجودة الآن في حساب مصرفي، ولكن أبو زبيدة غير قادر على استلام المبلغ، نظراً إلى احتجازه في غوانتنامو، ولأن وزارة المالية الأميركية جمدت أصوله".