شفق نيوز- خاص من واشنطن
أماطت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الاثنين، اللثام عن إستراتيجية جديدة للمساعدات الإنسانية في الشرق الأوسط، وتحديداً في قطاع غزة والمنطقة الإقليمية، تهدف إلى استغلال أموال المساعدات لإعادة رسم الخريطة التجارية للمنطقة، وإزاحة نفوذ الدول المنافسة للولايات المتحدة عبر "سلاح الغذاء".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر المركز الصحفي الأجنبي التابع لوزارة الخارجية الأميركية في نيويورك، وجمع السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايكل والتز، ووزيرة الزراعة بروك رولينز، ووكيل الوزارة للتجارة لوك ليندبرغ، عقب اجتماعات مع المنظمات الدولية، والذي حضرته وكالة شفق نيوز.
وفي تفاصيل الإستراتيجية تجاه الشرق الأوسط، أشار وكيل وزارة الزراعة الأميركية للتجارة، لوك ليندبرغ، صراحة إلى أن منطقة الشرق الأوسط، وغزة على وجه التحديد، كانت تعتمد تاريخياً في استيراد القمح والحبوب على دول وصفها بـ "الخصوم" (في إشارة ضمنية إلى روسيا أو قوى أخرى)، موضحاً أن الخطة الأميركية تهدف إلى "كسر" هذا الاعتماد.
وقال ليندبرغ: "نحن ننتهز الفرصة الآن، عبر سخاء دافع الضرائب الأميركي، لإعادة هيكلة سلاسل التوريد وتوجيه دولارات الاستثمار لتعزيز السلع الأميركية"، مضيفاً أن الهدف هو "إزاحة انخراط تلك الدول المعادية في المنطقة".
وتستورد العديد من دول المنطقة ملايين الأطنان من القمح سنوياً من دول مثل روسيا وأوكرانيا.
وأوضح ليندبرغ أن الإدارة الأميركية تستهدف استخدام أموال المساعدات لـ"إعادة هيكلة سلاسل التوريد"، بحيث يتم إحلال السلع الأميركية محل سلع تلك الدول.
وقال المسؤول الأميركي إن الهدف هو بناء بنية تحتية تساهم في "تطوير ذائقة المستهلكين للمنتجات الأميركية"، لضمان أن تتحول هذه الشعوب مستقبلاً إلى "زبائن دائمين" يطلبون المنتجات الأميركية تحديداً، وتمهيد الطريق لتحويل هذه المناطق من متلقين للمساعدات إلى شركاء تجاريين لواشنطن في المستقبل.
وتشمل الخطة الاستثمار عبر منظمات مثل "الصندوق الدولي للتنمية الزراعية" في عمليات طحن الحبوب محلياً، لضمان معالجة القمح الأميركي داخل المنطقة.
وأعلنت وزيرة الزراعة بروك رولينز خلال المؤتمر عن نقل إدارة برنامج "الغذاء من أجل السلام" من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي انتقدتها الإدارة بشدة، لتصبح تحت الإشراف الكامل لوزارة الزراعة الأميركية.
وأكدت رولينز أن الشعار الجديد للمرحلة هو "المزارع الأميركي أولاً"، حيث سيتم التركيز على شراء فائض المحاصيل الأميركية وإرسالها كمساعدات عينية بدلاً من المساعدات النقدية، مما يحقق "النزاهة" للبرامج ويدعم الاقتصاد الأميركي في آن واحد.
وربط السفير الأميركي مايكل والتز بين المساعدات لأوكرانيا وخطة الرئيس ترمب للسلام، مؤكداً أن أي حل دائم للحرب يجب أن يضمن "السيادة الاقتصادية" لأوكرانيا.
وحدد والتز ثلاثة شروط حيوية لهذه السيادة: حرية الملاحة في البحر الأسود، وفعالية ميناء أوديسا، والقدرة على استخدام نهر دنيبر لتصدير المحاصيل، مشيراً إلى أن هذه العناصر جزء أساسي من المفاوضات الجارية حالياً.
وأكدت وزيرة الزراعة بروك رولينز والسفير مايكل والتز أن هذه التحركات تندرج تحت مبدأ "أميركا أولاً"، حيث تم نقل صلاحيات برنامج "الغذاء من أجل السلام" إلى وزارة الزراعة لضمان أن تخدم كل شحنة مساعدات المزارع الأميركي وتفتح له أسواقاً جديدة في الشرق الأوسط.
وتسعى واشنطن من خلال هذه الإستراتيجية إلى تحويل المساعدات الإنسانية الحالية في غزة والمنطقة إلى "استثمار طويل الأمد"، يضمن ربط الأمن الغذائي للمنطقة بالمنتجات الأميركية لعقود قادمة، ويقلص من النفوذ التجاري لخصوم واشنطن في هذا الجزء الحيوي من العالم.