شفق نيوز/ رغم التأكيدات الغربية بنجاح العقوبات الهائلة التي فرضت على روسيا منذ انطلاق غزوها لأوكرانيا، فإن الواقع على الأرض مغاير على ما يبدو.
فقد تمكنت موسكو من استغلال الثغرات في تلك العقوبات، من أجل شراء كميات هائلة من التكنولوجيا الغربية التي استخدمتها ولا تزال في خوض معاركها على الأراضي الأوكرانية.
إذ أظهرت المعلومات أن أكثر من 60% من المكونات الأساسية المستوردة لرفد تصنيع الأسلحة الروسية، تأتي من شركات أميركية.
فقد استطاعت روسيا استيراد نحو 20.3 مليار دولار من الغرب، مكونات مرتبطة بالمعدات العسكرية، ما بين مارس وديسمبر من العام الماضي (2022)، وفقًا لتحليل أجراه معهد KSE، وهو مركز أبحاث في كلية كييف للاقتصاد.
ويمثل هذا الرقم انخفاضًا بنسبة 15% فقط عن العام السابق للغزو الروسي في فبراير 2022، حسب ما نقلت مجلة "نيوزويك."
وأنتجت الشركات الموجودة في الولايات المتحدة 64% من تلك السلع ذات الاستخدام المزدوج (أي مكونات يمكن استخدامها لأغراض عسكرية، وكذلك لمنتجات استهلاكية عادية مثل السيارات والأجهزة المنزلية بين مارس وديسمبر الماضيين، وفقا لأرقام التجارة الروسية).
59 شركة أميركية
فيما أظهرت بيانات منفصلة جمعتها السلطات الأوكرانية، أن 66% من المكونات الأجنبية الحيوية الموجودة في أنظمة الأسلحة التي استخدمها الجيش الروسي تم تصنيعها من قبل شركات مقرها الولايات المتحدة.
كما بينت أن من بين 155 شركة أجنبية عثر على مكوناتها الأساسية في معدات عسكرية روسية، 59 منها مقرها الولايات المتحدة.
فقد عثرت كييف على رقاقات وأجهزة إرسال واستقبال وترانزستورات ومحولات وغيرها من الأجهزة والقطع المستوردة في أربعة أنواع من صواريخ كروز الروسية الصنع Kh-59 وKh-101 وKalibr وIskander-K.
كما وجدت تكنولوجيا أجنبية مماثلة في سبعة أنواع من المركبات المدرعة ووحدات المدفعية الروسية، بما في ذلك Tor-M، ونظام صواريخ دفاع جوي قصير المدى، ودبابة قتال T-72.
كذلك اكتشفت مكونات مستوردة في سبعة أنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار، من بينها طراز Orlan-10 الروسي وطرازان إيرانيان، شاهد 131 و136.
كيف تنقل؟
أما طريقة النقل، فتتم عبر القوقاز وأجزاء من آسيا الوسطى والشرق الأوسط. لكن البيانات التجارية تظهر أن الصين هي إلى حد بعيد أكبر ناقل للرقائق الدقيقة والتكنولوجيا الأخرى إلى روسيا.
فبين أكتوبر وديسمبر الماضيين، استوردت موسكو 87% من "رقاقاتها الدقيقة" أو ما يعرف بـ"مايكرو شيبس" من بائعين في الصين، على الرغم من أن 40% فقط تم تصنيعها على الأراضي الصينية.
يشار إلى أن الولايات المتحدة ودولا أخرى في مجموعة الدول السبع كانت أقرت الشهر الماضي (مايو 2023) عقوبات جديدة للحد من وصول روسيا إلى السلع ذات الاستخدام المزدوج.
جاء ذلك بعد ثلاثة أشهر من إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قواعد جديدة لتقييد تجارة التكنولوجيا بين موسكو وواشنطن.
لكن حلفاء كييف ما زالوا يواجهون عقبات كبيرة في تعزيز تلك العقوبات وفرضها على القطاع الخاص!