شفق نيوز/ حذر المرجع الديني آية الله العظمى محمد تقي المدرسي، يوم الثلاثاء، من انزلاق العراق في هوّة الحرب الأهلية.
وقال المدرسي في بيان صادر عن مكتبه اليوم، "إن على كل المسؤولين الإلتزام بأقصى درجات ضبط النفس، والبحث الجاد عن سبل لنزع فتيل المناوشات غير المقصودة".
ونوّه إلى أن طريق تجاوز الأزمة لا يكون إلا عبر الحوارات الجادّة مع نكران الذات والتنازل عن بعض المصالح الضيقة، وقال: "إننا في سفينة واحدة لو غرقت لم ينج احدٌ منا من الهلاك".
من جهته قال الأمين العام للحزب الاسلامي العراقي رشيد العزاوي في بيان إن "ما يحصل اليوم من تصاعد وتيرة العنف والصدامات واستخدام السلاح بين العراقيين ينذر بخطر كبير ويمّهد لفوضى عارمة ونار يصل شررها إلى كل أبناء الوطن".
وأردف بالقول "لذلك، وانطلاقاً من استشعار المسؤولية الوطنية والشرعية، يدعو الحزب الاسلامي العراقي المراجع الدينية الكبرى في البلد ومن كل المذاهب والطوائف إلى تجديد إعلان فتاواها السابقة بتحريم حمل السلاح والإقتتال بين العراقيين، وضرورة إعلان هذه الفتاوى عبر بيانات رسمية صريحة وواضحة والتأكيد على الأحكام الشرعية الخاصة بهذا الامر الخطير والجلل".
كما دعا الحزب قيادات الوطن السياسية والاجتماعية إلى النزول الى الشارع بأنفسهم ومنع اتباعهم وابنائهم ومن يحترم كلمتهم بشكل مباشر وفوري درءاً للفتنة وحقناً للدماء".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد اعلن أمس الاثنين اعتزاله العمل السياسي على خلفية ترك المرجع الديني اية الله كاظم الحائري المقيم في إيران هذا المنصب الديني وتنازله الى المرشد الإيراني آية الله علي الخامنئي.
ويقلد اتباع التيار الصدري الحائري بوصية من مرجعهم السابق الراحل اية الله محمد محمد صادق الصدر والد الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر غير أن الأخير شكك في بيان اصدره بقرار الحائري وانه قد مورست ضغوط عليه من قبل السلطات الإيرانية للتخلي عن منصب المرجعية في محاولة للتأثير على موقف التيار الصدري المعادي للقوى السياسية العراقية الموالية لإيران.
ويقول مراقبون ان الصدر لما شعر بمحاولة إيران التدخل في شؤونه، وثنيه عن قراراته التصعيدية إزاء العملية السياسية في العراق قرر اعتزال العمل السياسي مما دفع إلى توجه المزيد من مؤيديه الغاضبين إلى المنطقة الخضراء المحصنة.
وعصر أمس ومع ذهاب زمر من انصار التيار الصدري إلى جسر القادسية قرب المنطقة الخضراء الذي يعتصم بها مؤيدون للإطار التنسيقي قال المحتجون الصدريون انهم تعرضوا الى اطلاق نار من قبل أمن الحشد ليسقط على إثره ضحايا ومصابون.
ولكن سرعان ما اتت تعزيزات من الجناح العسكري للتيار الصدري ما تُعرف بـ"سرايا السلام" واقتحمت المنطقة الخضراء لتخوض معارك وصداما عنيفا مع قوات مسلحة تابعة للفصائل.
يشار إلى أن السلطات العراقية قد فرضت حظراً شاملاً للتجوال في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب ما عدا إقليم كوردستان إضافة إلى تعطيل الدوام الرسمي في دوائر ومؤسسات الدولة اليوم الثلاثاء وحتى إشعار آخر.
وفي المحافظات الجنوبية التي تضم غالبيتها انصار التيار الصدري شهدت توترات ادت في بعض الأحيان إلى حصول صدامات متفرقة مع انصار الفصائل المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي غير أنها لم تتطور فيها الأوضاع مثلما يحدث في بغداد وتحديدا المنطقة الخضراء لسطوة التيار فيها.