شفق نيوز/ وصف صحافي وكاتب كوردي شهير من تركيا، الأزمة التي تعيشها البلاد على الصعيدين السياسي والاقتصادي بـ"الكبيرة"، مشدداً على أن "أسعار المواد المعيشية الأساسية باتت مرتفعة، إذ لا يتمكن الموظفون من العيش برواتبهم الشهرية فقط، إضافة لوجود آلاف الأشخاص الذين تم طردهم من وظائفهم منذ عام 2016"، في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكشف الصحافي فهيم إشّك، في مقابلة مع "العربية.نت"، عن "ارتفاع نسبة حالات الانتحار نتيجة الظروف الاقتصادية الراهنة في تركيا"، مضيفاً: "أما على الصعيد السياسي، فالديمقراطية كانت محدودة في البلاد، لكن أردوغان قام بتقويضها أكثر وقضى عليها مع تعديل القوانين التركية وتأسيس حكم الرجل الواحد".
وتابع: "في الوقت الراهن، لا يتمكن البرلمانيون من الوقوف في وجه أردوغان وهو يتحكم بكل شيء، دون أن يتمكن أحد من رفض قراراته، وما يعمل عليه كان موجوداً في السابق في العراق أثناء حكم صدام حسين وفي سوريا طيلة سنوات حكم حزب البعث. إن تسيير الأمور بهذا الشكل في تركيا من قبل أردوغان يعمق الأزمة السياسية أكثر، وهي مرتبطة بحكم الرجل الواحد، لذا تتجه تركيا اليوم نحو الفاشية المطلقة عبر الظلم والقتل الذي يمارسه أردوغان".
"أفشلوا محاولات قمعه لهم"
ويواصل الصحافي الشهير عمله اليوم في بروكسل، بعدما أُرغم على مغادرة تركيا قبل 3 أعوام تقريباً. كما عمل في مؤسسة إعلامية في ألمانيا نحو عامين قبل أن ينتقل للعيش في العاصمة البلجيكية منذ 6 أشهر.
وقال إشّك إنه اضطر لمغادرة بلاده بعد الهجوم العسكري للجيش التركي على المناطق الكردية جنوب شرقي البلاد، مضيفاً أن "الكثير من الصحافيين والسياسيين الأكراد والأتراك وغيرهم تعرضوا لضغوط كبيرة واعتقلوا في غضون ذلك بعد إغلاق مؤسسات إعلامية، بينها فضائيات وصحف كنت أعمل بها".
كما أشار إلى أنه "قبل الانتخابات المحلية الأخيرة كان أردوغان يحصل على الأشياء التي يريدها بسهولة، فقد انتصر على جماعة فتح الله غولن وأغلق المؤسسات الإعلامية واعتقل الصحافيين وطردهم خارج البلاد، لكن الأكراد قاوموه رغم كل الضغوطات عليهم وعلى حزب الشعوب الديمقراطي، وأفشلوا محاولات قمعه لهم ونفيهم. لقد قاوم سياسيو الأكراد ومعتقلوهم في وجه أردوغان مع اليساريين الأتراك ولم يتمكن هو من إخماد أصواتهم. لقد كان أثر هؤلاء كبيراً جداً. كما أن المجتمع التركي لم يبق صامتاً".