شفق نيوز/ سلط موقع "أويل برايس" المتخصص بأخبار الطاقة والنفط الضوء على موقف العراق الأخير بتجميد الصفقة النفطية مع الصين، معتبرا انه محاولة من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي يعتقد من خلالها أنه يمكنه التلاعب بالولايات المتحدة في وجه الصين وروسيا، مثلما يفعل العراق منذ الغزو الاميركي في العام 2003.
الاقتراب من إيران
وفي ظل وجود "الرجل الجديد في البيت الأبيض"، يقول الموقع الاخباري النفطي "اللعبة شديدة البساطة، ومع ذلك فإنها مؤثرة جدا".
ويوضح أن "بغداد ترسل اشارة الى انها قد تقترب أكثر نحو ايران او روسيا والصين من خلال حقول النفط الكثيرة او غيرها من العقود، والولايات المتحدة تشعر انها مضطرة للرد من خلال عرض المزيد من التمويل المباشر او غير المباشر عبر صفقات ضخمة بين الشركات الأميركية والعراقية".
واشار الموقع إلى أن قرار الحكومة العراقية في الأسبوع الماضي تجميد تطبيق الاتفاق الضخم مع شركة النفط الصينية التابعة للحكومة، "يندرج تماما في إطار هذه اللعبة القائمة منذ زمن طويل مع الولايات المتحدة".
وكان وزير النفط العراقي احسان عبدالجبار اعلن ان الحكومة العراقية قررت تجميد اتفاق الدفع المسبق للنفط الخام والذي عرضته شركة "شينهوا أويل كورب الصينية". وبحسب الموقع الاخباري النفطي، فإن الاتفاق المفترض كان أن يمتد لخمسة اعوام، تم الاعلان عنه بكثير من الاهتمام والمغزى في توقيته، بمجرد خسارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية.
استثناءات ترامب
وكان ترامب وفريقه مارسوا لعبتهم المعتادة مع العراق أيضا حيث منحوه استثناءات ليستورد الغاز والكهرباء من ايران عدة مرات رغم العقوبات الاميركية على طهران. وكانت هذه الاستثناءات الطويلة تمنح على أمل استعادة بغداد باتجاه الجانب الأميركي في لعبة الصراع الجيوسياسي القائم مع الصين وروسيا في انحاء الشرق الاوسط، وهي فرصة لاحت أمام واشنطن عندما زار الكاظمي واشنطن في آب/أغسطس الماضي.
ضغوط مالية
وفي ذلك الوقت، كان الكاظمي بحاجة ماسة الى السيولة المالية، وكانت السعودية تحكمت باسعار النفط في الربع الثاني من العام 2020 ما وضع بغداد تحت ضغوط مالية اضافية بعدما تراجعت مداخيلها من مبيعات النفط بنسبة 50% في ذلك الوقت. وتأثرت مالية العراق سلبيا بدرجة اضافية مع تداعيات وباء كورونا، ومع الجدل الذي دار مع حكومة إقليم كوردستان حول تقاسم الميزانية وعوائد النفط.
وأجبرت هذه العوامل العراق على اقتراح تأخير دفعات الديون الخارجية، وطرح استقطاع بالرواتب بنسبة 60% للعديد من موظفي قطاعات الدولة، وتخفيض النفقات غير المهمة.
وبعدما برزت مشكلات في قدرة الحكومة على دفع الرواتب، كان وصول الكاظمي الى واشنطن في الوقت المناسب ليسمع ترامب وفريقه الكلام الذي يرغبون بسماعه حول نواياه بتقليص اعتماده الى إيران بالنسبة إلى الكهرباء وواردات الغاز، وقامت واشنطن فورا بمكافأته على تعهده هذا من خلال الاتفاقات مع خمس شركات اميركية كبرى قيمتها لا تقل عن 8 مليارات دولار.
قابل للتمديد
وكما كان متوقعا، فما ان بدأت الدفعات الاولى من الأموال المرتبطة بهذه الصفقات الاميركية، تدخل الى الحسابات البنكية للحكومة في البنك المركزي، استدارت بغداد واعلنت انها توصلت للتو الى الاتفاق الاطول مع ايران من اجل استيراد الكهرباء والغاز لمدة عامين، قابل للتمديد.
والى جانب ذلك، أشار الموقع الى تواصل الهجمات الصاروخية على مواقع وقوافل اميركية في العراق نفذتها مجموعات مدعومة من إيران.
وتابع انه بعد شهر على زيارة الكاظمي، كان ادارة ترامب قد فقدت صبرها ازاء بغداد، فيما نقلت "أويل برايس" وقتها عن مصدر في البيت الأبيض قوله "كنا على هذا الطريق من قبل مع باكستان حيث تدعي الحكومة أنها تساعد في الحرب ضد تنظيم القاعدة، لكن في الوقت نفسه، فإن المخابرات الداخلية تقدم كل المساعدة الممكنة لاسامة بن لادن، ولن نلعب هذه اللعبة مجددا".
اتفاق صيني ملتهب
وتابع انه مع رحيل ترامب من البيت الابيض، فان بغداد مضت قدما باتفاق ملتهب أكثر مع الشركة الصينية وهو ما يمثل اختبارا للرئيس الجديد جو بايدن.
واعتبر أن "التفسير الرسمي" لتوضيح سبب تجميد صفقة الملياري دولار بالدفع المسبق مع الصين، كان مثيرا للسخرية، حتى وفق المعايير العراقية، في أنه مع ارتفاع أسعار النفط واستقرارها، فلا حاجة للاستمرار بتنفيذها.
لعبة بغداد
ونقل الموقع عن مصدر رفيع المستوى مرتبط بوزارة النفط العراقية قوله ان "يبدو أن بغداد تحاول ان ترى ما اذا كان بامكانها ان تبدأ مجددا بممارسة اللعبة المعتادة مع الادارة الاميركية الجديدة، من خلال توجيه هذه الاشارة بانها منفتحة على عروضات من واشنطن خلال مرحلة تجميد هذه العلاقة مع الصين".
ترجمة: وكالة شفق نيوز