شفق نيوز/ لم تكن المواطنة عذراء من محافظة كربلاء (33 عاماً)، تعلم أن تناولها حبة التنحيف التي اقتنتها عبر الإنترنت، أن تتسبب لها بآلام شديدة في المعدة، لتتوجه بعدها إلى الطبيب الذي أكد لها أن هذه الأعراض سببها الدواء ويجب إيقاف تناوله فوراً.
حدث هذا قبل سنتين عندما أحسّت عذراء أن لديها وزناً زائداً، وأن المنحف الذي اقتنته عبر الإنترنت سيحقق طموحها الجامح بإنقاصه من 80 كيلوغراماً إلى الوزن الملائم لطولها البالغ 160 سم.
وكانت عذراء، قد اشرت المنحف بعد رؤيتها إعلاناً في موقع التواصل الاجتماعي، عن دواء يعمل على خسارة الوزن خلال فترة قصيرة - ليس باهظ الثمن - وقراءة التعليقات الإيجابية عن المنتج خصوصاً أنه كان مرفقاً بصور تظهر نتائج مذهلة له، لكن هذا ما لم يحدث.
قالت عذراء، لوكالة شفق نيوز: بعد مدة وجيزة من تجربتي للمنتج المنحف، شعرت بآلام في البطن، وتوجهت على إثرها إلى الطبيب وأبلغني بتركه فوراً وعدم استخدامه مرة أخرى، وضرورة مراجعة طبيب مختص بالتغذية لمعالجة السمنة، فضلاً عن ممارسة نشاط رياضي".
ويسعى الكثير من الراغبين بالرشاقة وراء منتجات النحافة، ما جعل تجارتها رائجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، دون معرفة بالأخطار المترتبة على استعمالها دون إشراف طبي، وعدم خضوعها للرقابة الصحية.
أنواع المنحفات
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور عمار حسين أحمد، أخصائي طب الأسرة، إلى وجود نوعين بما يسمى بـ(المنحفات)، حيث هناك علاجات طبية مثبتة على مستوى العراق والعالم، فهي أدوية مرخصة ومدروسة ومجربة ومثبت فعاليتها ومنوه عن تأثيراتها الجانبية في التعليمات، وهذه المواد نوعاً ما آمنة، إذا وصفت عن طريق طبيب وحسب الحالة ودرجة الاستفادة منها.
وأوضح أحمد، لوكالة شفق نيوز، أن "النوع الثاني من المنحفات فهي مجهولة المصدر التي عادة ما تكون بمسميات ومناشئ وشركات غير معروفة".
وأشار إلى أن "المشكلة في هذه المنحفات تكمن في عدم الثقة بالمواد التي تحتويها وضوابط الاستعمال، على خلاف المناشئ المعروفة التي يذكر فيها الفئات التي يتلاءم معها وغير المسموح باستعمالها وتأثيراتها الجانبية".
وأكد أحمد، أن "المنحفات المجهولة تؤدي إلى أضرار صحية حسب المواد المستخدمة فيها، فمنها ما يؤثر على الكبد والآخر على الكلية، وبعضها على الأعصاب، وقسم منها على الأمعاء، وقد ترفع السكر أو الضغط وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة"، مشدداً على أهمية "التوجه إلى الأطباء المختصين بالتغذية والسمنة فهم أكثر دراية بالأدوية وبالنظامين الغذائي والرياضي الصحيحين".
صفحات تحت المجهر
من جانبها، أفادت وزارة الصحة، بأن أي دواء أو مستحضر علاجي يجب أن يخضع للمعايير المعتمدة من قبل وزارة الصحة، سواء كان مصنعاً داخل العراق أو مستورداً.
وذكر المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، في حديث للوكالة، أن "إعطاء الموافقات تكون عبر فحص عينات عشوائية سواء من المحلي أو المستورد - حتى الشركات المعترف بها عالمياً - في مختبر الرقابة المركزي في بغداد، وإذا نجحت تُطلق للصرف".
ونبّه البدر، إلى أن "تداول الأدوية والمستحضرات الطبية من خلال السوشيال ميديا أو غيرها يعد جريمة يحاسب عليها القانون"، لافتاً إلى أن "وزارة الصحة بدورها خاطبت هيئة الإعلام والاتصالات لمتابعة وحجب الصفحات والمواقع التي تروج لأدوية ومستحضرات طبية دون وصفة من طبيب مختص، وعدم خضوعها للمعايير والضوابط، وأي شخص أو جهة تخالف التعليمات يعرضون انفسهم للمساءلة القانونية".