شفق نيوز/ قال "معهد صوفان" الأمريكي، إن الولايات المتحدة تحاول تجنب ما اسمته "السيناريو الأسوأ" المتمثل بجر العراق الى "عين العاصفة الاقليمية"، بما يجعل "حليفا" واشنطن، العراق واسرائيل، في صراع مباشر.
واوضح التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "المسؤولين الامريكيين، سواء في ادارة الرئيس جو بايدن المنتهية ولايته، او الذين سيتولون مناصب عليا في ادارة الرئيس المقبل دونالد ترامب الثانية، يواجهن "أسوأ سيناريو" محتمل، في اشارة الى تزايد توتر حليفين رئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة، هما اسرائيل والعراق".
واعتبر التقرير انه "من المحتمل ان يتورط العراق في الحرب التي تجتاح المنطقة في ظل عدم قدرة الحكومة العراقية على وضع الجماعات المسلحة المدعومة بشكل مباشر، من "فيلق القدس" الايراني، تحت سيطرتها".
تهديد من العراق
واشار التقرير الى انه "بينما تخوض اسرائيل معركة مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، وهما عضوان اساسيان في "محور المقاومة" الايراني، فانها بدأت تشعر بقلق متزايد ازاء التهديد الذي تشكله الجماعات العراقية المسلحة المدعومة من ايران، حيث شهدت الشهور الاخيرة تصاعدا في الهجمات على اسرائيل التي تنفذها هذه الجماعات العاملة تحت راية ما يسمى "المقاومة الاسلامية في العراق" اذ تزايدت هجماتها بالطائرات المسيرة من 6 فقط خلال اغسطس/اب، الى 35 في سبتمبر/ايلول، وما يصل الى 47 هجوما حتى منتصف اكتوبر/تشرين الاول الماضي".
ولفت التقرير الى "المخاوف الاقليمية من جر الجماعات المسلحة العراقية بشكل اعمق الى الحرب بين اسرائيل وايران والتي تفاقمت منذ ان اشارت تقارير المخابرات الاسرائيلية في اوائل تشرين الثاني/نوفمبر الى ان طهران ربما تخطط لاستخدام حلفائها من الميليشيات العراقية للانتقام من اسرائيل، حيث تردد ان الاقمار الصناعية رصدت نقل ايران لصواريخ باليستية الى العراق، للاستفادة من المدى الجغرافي الاقرب لشن هجوم على اسرائيل، بينما حذرت اسرائيل الحكومة العراقية من السماح لايران باستخدام الاراضي العراقية في عمليات هجومية، مما قد يكون اشارة الى استعداد الاسرائيليين لمهاجمة مواقع تابعة للميليشيات في العراق".
وذكر التقرير بما قاله مستشار المرشد الاعلى في ايران علي لاريجاني الاحد الماضي بإن ايران لا تزال تستعد "للرد" على الضربات الجوية الاسرائيلية في 26 اكتوبر/تشرين الاول، وان رد طهران يستهدف الى استعادة "الردع".
وبعدما ذكر التقرير بان "اسرائيل حذرت في رسالة الى الامم المتحدة من ان الهجمات المستمرة من جهة العراق "من الممكن ان تؤدي الى مزيد من جر المنطقة الى تصعيد خطير للغاية وتشكل تهديدا كبيرا للسلم والامن الدوليين"، وان لاسرائيل حق الدفاع عن النفس، قال التقرير الامريكي ان هذه التهديدات بضرب الجماعات الموالية لايران داخل العراق، اثارت قلق بغداد وواشنطن".
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الامريكيين حاولوا منذ 7 تشرين الاول/اكتوبر، حاولوا منع "السيناريو الأسوأ" الذي يتمثل بدخول حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في صراع مع بعضهم البعض، مضيفا ان الامريكيين حاولوا فورا منع كل من اسرائيل والعراق من القيام باي عمل عسكري - او دبلوماسي - من شانه، من وجهة نظر واشنطن، ان يصب في مصلحة طهران و"محور المقاومة".
موقف حكومي عراقي
الا ان "التقرير لفت الى ان رد حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على التهديدات الاسرائيلية اظهر لواشنطن ان هناك امكانية لوقوع صدع في التحالف الهش الذي تعتمد عليه الولايات المتحدة في محاولة تحقيق الاستقرار في المنطقة".وذكر التقرير بان السوداني وصف في رسالته، الرسالة الاسرائيلية الى الامم المتحدة، بانها "ذريعة وحجة لمهاجمة العراق.. وتوسيع الحرب في المنطقة". كما ان بغداد اكدت على انها سعت الى البقاء خارج الصراع الاقليمي مع اسرائيل وتوفر الاغاثة للشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقرأ التقرير في موقف السوداني انه لم يعكس معارضة بغداد للانتهاك الاسرائيلي للسيادة العراقية فحسب، وانما يعكس ايضا اصطفاف العراق مع ايران والدول العربية الاخرى وجزء كبير من المجتمع الدولي في اتهام اسرائيل باستخدام القوة المفرطة في غزة وجنوب لبنان.
واشار التقرير الى ان السوداني استشهد باتفاقية الاطار الاستراتيجي الحالية بين الولايات المتحدة والعراق، والتي بقيت بموجبها القوات الامريكية في العراق، للضغط على واشنطن لكي تمنع اسرائيل من مهاجمة اهداف داخل العراق، لافتا الى ان بغداد حثت واشنطن على "اتخاذ خطوات حاسمة بموجب القسم الثالث من اتفاقية الاطار الاستراتيجي لمساعدة العراق في الدفاع عن النفس ومواجهة التهديدات ضد العراق (الاسرائيليين)".
وبحسب التقرير، فان بعض المسؤولين الاميركيين اعتبروا ان فشل الولايات المتحدة في منع اسرائيل من شن هجمات داخل العراق، من شانه ان يطيح بالمفاوضات الحساسة القائمة بين الولايات المتحدة والعراق من اجل التوصل الى اتفاق تعاون دفاعي ثنائي يمكن بمقتضاه بقاء بعض الجنود الامريكيين البالغ عددهم 2000 في العراق.
وتابع انه برغم ذلك، فإن الدبلوماسيين الامريكيين، وبدلا من الضغط على اسرائيل، ركزوا على محاولة تحقيق الهدف الطويل المدى المتمثل باقناع بغداد بالتحرك ضد الميليشيات المدعومة من ايران، حيث ابلغ المسؤولون الامريكيون المسؤولين العراقيين بانهم استنفدوا "جميع وسائل الضغط" على رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنعه من القيام بعمل عسكري ضد الجماعات العراقية.
واضاف التقرير انه بدلا من ذلك، فان واشنطن حثت بغداد على القيام باجراءات سريعة لمنع وقوع المزيد من هجمات الميليشيات على اسرائيل، وان واشنطن حذرت المسؤولين العراقيين بانه في حال واصلت الميليشيات المتمركزة في العراق هجماتها على اسرائيل، فان اسرائيل قد تشن ضربات "قريبا" ضد فصائل المقاومة العراقية.
وختم التقرير بالتحذير من انه برغم ذلك، فلا وجود لمؤشرات على ان بغداد مستعدة او قادرة على كبح انشطة الجماعات المتحالفة مع ايران مثل كتائب حزب الله وغيرها بشكل حاسم".
واوضح التقرير ان قيام بغداد بذلك يمثل مجازفة بحدوث صدع في العلاقات مع ايران، وايضا باحتمال اضعاف قوات الامن العراقية التي تتألف من عدد كبير من العناصر الشيعية الذين ينظرون الى ايران باعتبارها حليفا رئيسيا ضد التهديد الذي يشكله داعش وغيره من التنظيمات الجهادية المتطرفة.