شفق نيوز/ وكأنها منطقة مقتطعة من العاصمة، حينما تمر بمنطقة البتاويين، وسط بغداد، وتحديدا من جهة بداية شارع السعدون وفروعها الثلاثة الأولى، فإنك تتفحص جيبك جيداً، وتعتريك الريبة وانت تشاهد نساءً يفترشن الأرض أو يقفن وهن يعملن على استمالة المارة لغرض الدعارة.
هذه حكاية شوارع المنطقة الثلاثة التي توغلت فيها وكالة شفق نيوز، بعد أن وصلتها عشرات القصص عن عصابات المخدرات والجريمة المنظمة وتجارة الأعضاء البشرية والدعارة والتسول وغيرها من الجرائم والاعمال المشبوهة، فضلا عن النوادي الليلية غير المرخصة، وكأنها مدينة خارج حدود السلطة، وهذا ما أكده من جهة سكانها الذين سردوا قصصا من واقعهم المرير، ومن جهة أخرى ما أفصح عنه مصدر أمني بشأن مافيات تتحكم بالموقف الأمني وتعاملاتها مع القادة الأمنيين والحماية الحزبية للفساد المستشري في الشوارع الثلاثة في قلب بغداد.
سكان البتاويين: شوارعنا موبوءة بالجريمة
يقول عدد من سكان منطقة البتاويين، وسط بغداد، لمراسل شفق نيوز إن منطقتهم "تعد من المناطق الموبوءة بالفساد وذلك لكثرة بيوت الدعارة ومحال الخمور المنتشرة بين المساكن أو داخل المنطقة والحبوب المخدرة فضلا عن إيواء الكثير من المجرمين والهاربين من العدالة من بقية مناطق بغداد ومختلف المحافظات العراقية".
وأضاف السكان أن "الشوارع الثلاثة الأولى من منطقة البتاويين وتحديداً، بداية شارع السعدون، من جهة الباب الشرقي تعد من أخطر الأماكن في بغداد، حيث تنتشر حاليا عصابات لبيع المخدرات وبيع الأعضاء البشرية"، مبينين ان عدداً من المواطنين السوريين يتخذون من هذه المناطق اوكاراً لهم وهؤلاء يعملون بالتسول والدعارة وغيرها من الأعمال المشبوهة".
وتابع السكان أن "عدداً من العناصر من الذين يرتدون الزي الأمني يتعاملون مع هؤلاء العصابات، ويأخذون حصصاً مالية من محال بيع الخمور وممن يعملون بهذه الأعمال الموبوءة"، مبينين ان "هناك نساءً يعملن بالدعارة يتواجدن بصورة علنية في الشارع الرئيس لمنطقة البتاويين، ويتواجد بقربهن عدد من عناصر القوات الأمنية، الذين يتركونهم بلا محاسبة وكأن الأمر لا يعنيهم".
وبيّن السكان أن "هؤلاء النساء اللواتي يمارسن السمسرة والترويج للدعارة في بيوت معينة داخل المنطقة فيما تساعد المقاهي المتواجدة على انتشار المخدرات"، لافتين الى أن "المتهمين بهذه الاعمال، حتى وان اعتقلوا، في حملات امنية متفرقة تشن بين مدة وأخرى، فانهم يخرجون بعد مدة ويعودون لممارسة نشاطهم مرة أخرى".
"مافيات وحزب يتحكمان بالموقف الأمني"
من جهته قال مصدر أمني خاص لوكالة شفق نيوز طلب عدم الإشارة لإسمه لحساسية المعلومات إن "بعض القطعات الماسكة للأرض في منطقة البتاويين تتعاون مع شبكات الدعارة وتجار المخدرات"، مبينا أنه "حتى في حال قررت القيادات الأمنية العليا إجراء عمليات تفتيش في هذه المنطقة فإنه يتم إبلاغ عصابات الجريمة بمختلف صنوفها عبر العديد من المصادر المتعاونة معهم ولهذا فإن عمليات التفتيش تنتهي من دون الخروج بنتائج إيجابية".
وأضاف المصدر أن "الآونة الاخيرة شهدت قلة في عمليات الجريمة المنظمة لكن بقيت عمليات الدعارة وتجارة المخدرات مستمرة"، مبينا أن "الجشع وصل ببعض المحسوبين على القوات الأمنية ان تسمح لمحال المشروبات الكحولية بفتح محالهم خلال أشهر محرم وشهر رمضان التي يحظر فيها هذه التجارة، وذلك عبر حماية امنية مقابل مبالغ مادية يتلقاها ضباط كبار في المنطقة".
وتابع أن "من الصعوبة السيطرة على العصابات في هذه المنطقة وتحديدا في الشوارع الثلاثة المذكورة منذ عام 2003 وحتى الآن"، لافتاً إلى أن "العمليات الأمنية التي تحصل بين مدة وأخرى تكون في أغلبها نتيجة وشايات واختلافات مادية بين المافيات الموجودة في المنطقة ويكون التبليغ الذي يصل للقوات الأمنية عبر أناس مجهولين والقضايا تتعلق بوجود كميات من المواد المخدرة وعمليات اتجار بالبشر".
وبيّن المصدر الأمني أن "منطقة البتاويين حالياً هي مأوى للمشردين والمتسولين وهؤلاء يعملون بحماية إحدى الأحزاب المتنفذة في البلاد"، من دون ذكر اسم الحزب.