شفق نيوز/ أفاد موقع "المونيتور" الامريكي، يوم الاربعاء، بأن عمليات اقتحام سجن "غويران" في الحسكة، وعمليات الهروب الكبيرة للارهابيين التي جرت في السجون العراقية خلال العقد الماضي، دفعت السلطات في العراق لايلاء المزيد من الاهتمام بتلك المنشآت وحمايتها حيث تعاني من "الاكتظاط وانتشار "الفساد" الذي قد يؤدي الى خروج او تهريب سجناء.
وقال الموقع الامريكي في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، إن المئات من عناصر داعش فروا خلال هجوم انتحاري في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي على سجن غويران، ما دفع العراق الى تعزيز مراقبته للعديد من سجونه، مشيراً إلى أن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية أعلن في ذلك التاريخ بأن قوات جهاز مكافحة الارهاب، شاركت في الفترة ما بين 22 يناير و 30 يناير في "حملة كبيرة لتفتيش" السجون في العديد من المحافظات العراقية.
وأضاف التقرير أن المتحدث العسكري العراقي، أوضح أن حملة التفتيش شملت السجون في مدن بغداد والناصرية والبصرة والتاجي، بالاضافة الى سجون في محافظتي بابل ونينوى، حيث يتم احتجاز عشرات الالاف من السجناء المدانين او المتهمين بالتورط مع تنظيم داعش، وهي سجون تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب اكتظاظها الكبير وظروف الاحتجاز السيئة في العديد منها.
وذكر التقرير، أنه بعد ساعات قليلة على الهجوم على سجن غويران، والذي استمر نحو عشرة ايام واوقع مئات القتلى والمئات في عداد المفقودين، اجتاح داعش مركزا عسكريا في محافظة ديالى، وقتل افراد الحامية باكملها التي تضم عشرة جنود وضابط.
ولفت التقرير إلى تعرض سجني التاجي وابو غريب الى عملية هروب كبيرة في العام 2013، حيث تمكن مئات المسجونين المحكوم عليهم بالاعدام بتهمة الارهاب، من الفرار حيث يعتقد ان العديد منهم التحقوا بصفوف تنظيم داعش، فيما تم اغلاق اغلاق سجن ابو غريب لاحقا بشكل كامل.
وبعد ذلك بفترة قصيرة، وتحديداً في حزيران /يونيو العام 2014، تمكنت "داعش" من السيطرة على ثلث الاراضي العراقية وخرقت الحدود القائمة بين العراق وسوريا، لكن هزيمتها ميدانياً في العراق اعلنت في كانون الاول/ ديسمبر العام 2017، في حين فقدت اخر اراضيها في منطقة الباغوز، داخل الحدود السورية، في اذار/مارس العام 2019.
وتابع التقرير، أن منطقة التاجي الواقعة بعد نحو 40 كيلومترا شمال بغداد، كانت تضم أيضاً موقعاً لقاعدة عسكرية لقوات من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حتى اواخر اغسطس/آب العام 2020، وكثيراً ما كانت تعرضت لهجمات من قبل الفصائل المرتبطة بايران التي تطالب بخروج كافة القوات الاجنبية من العراق، ويشير بعضها الى انه ما تزال هناك قوات امريكية في القاعدة.
واوضح ان القوات الامريكية تحولت رسمياً الى اداء دور غير قتالي في العراق بحلول نهاية العام 2021، إلا أنها مستمرة بمهمات قتالية في شمال شرق سوريا، مثلما ظهر بالتدخل الامريكي في التصدي للهجوم على سجن غويران.
ولفت التقرير الامريكي إلى أن العديد من الانتحاريين قتلوا قبل وصولهم الى هدفهم في الطارمية شمال التاجي، وذلك في الاسابيع التي سبقت الهروب الكبير من سجن غويران في 20 يناير/كانون الثاني في سوريا، مشيراً إلى أن الطارمية والتاجي تعتبران بمثابة جزء مما يعرف باسم "حزام بغداد" الذي هو كمفتاح الامن في العاصمة بغداد.
ونقل التقرير عن مصدر داخل موقع سجن التاجي عدة مرات في الاشهر الاخيرة، إن كل زنزانة يفترض أن تستوعب 20 نزيلاً كحد اقصى، لكنها تضم ما بين ضعف وثلاثة اضعاف هذا العدد، موضحاً أن السجن يضم حالياً اكثر من 10 الاف سجين وأن الفساد منتشر، وهو مما يطرح مخاوف ازاء احتمال اطلاق سراح سجناء مقابل رشاوى.
وبحسب المصدر نفسه، فأن أي سجين يكون بحاجة لرعاية طبية، يتحتم نقله الى بغداد، لكن قبل القيام بذلك، فأن مدريري السجن يبادرون الى الاتصال بعائلة السجين من اجل ابتزاز الاموال منهم، مضيفاً أنه اذا لم تدفع العائلات الاموال، فأن السجناء لا يحصلون على العلاج الطبي.
كما أشار المصدر إلى أن ثلاثة سجناء فروا من السجن القريب من الطارمية خلال الشهور الاخيرة، مضيفاً أن احدهم قتل، بينما تم اعتقال الاثنين الاخرين من قبل سكان الطارمية، وتم اعادة تسليمهما الى السلطات، مشيراً إلى أنه ليس واضحاً كيف تمكنوا من الخروج من السجن بشكل محدد.
وختم التقرير بالاشارة إلى وجود احد قادة داعش السوريين البارزين في سجن الناصرية المركزي، في محافظة ذي قار، وهي السجن الذي يطلق عليه لقب "الحوت" في اشارة الى انه يبتلع الناس، حيث تنفذ فيه عمليات الاعدام في العراق، وحيث يتم احتجاز العديد من سجناء داعش البارزين وغيرهم، مضيفاً أنه كان احد السجون التي قام جهاز مكافحة الارهاب العراقي مؤخرا بتفتيشها.