شفق نيوز/ رصد موقع "المونيتور" الأمريكي، مساراً تصاعدياً لخطاب ومواقف قوى عراقية من تحركات الانخراط والتواصل الاجتماعي الذي يقوم به الأمريكيون مع أحزاب وعشائر عراقية.
وذكر الموقع الأمريكي، في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "بعد فترة من الهدوء التي أعقبت تشكيل الحكومة الجديدة، أصبح هناك موجة جديدة من العداء ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك التهديدات بمهاجمة مواقع لها في العراق، وذلك بالتزامن مع هجمات الطائرات المسيرة على القوات الأمريكية في سوريا".
ولفت التقرير، إلى "وجود عدد من العوامل التي شجعت على حدوث هذا التصعيد، بما في ذلك الزيارات المتكررة للمسؤولين الأمريكيين والنشاط الدبلوماسي الأمريكي في بغداد".
ومع تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني في أواخر العام الماضي، بدا أن العداء يتضاءل من جانب الميليشيات العراقية تجاه الولايات المتحدة حيث توقفت الهجمات على القوافل التابعة للأمريكيين وقوات التحالف، كما توقفت الاحتجاجات وهتافات "الموت لأمريكا"، كما توقفت فجأة التصريحات المعتادة لقادة الميليشيات ضد الولايات المتحدة، وفقاً للتقرير.
واعتبر التقرير أن "في ظل وجود الأجنحة السياسية للميليشيات ضمن الحكومة الجديدة، فقد ظهرت أخيرا فرصة لتخفيف التوتر"، مشيراً إلى أن "السفيرة الأمريكية ألينا رومانوسكي، عززت من أنشطة السفارة بشكل كبير، وخلال الأشهر الخمسة الأولى من تشكيل الحكومة الجديدة، عقدت أكثر من 50 اجتماعاً مع مسؤولين عراقيين وشاركت في زيارات عامة في بغداد ومدن عراقية أخرى.
وتابع أن "العداء ضد الولايات المتحدة بما في ذلك التهديدات بمهاجمة منشآتها في العراق، تجددت في الأسابيع الأخيرة، متسائلاً عما اذا كان ذلك سيؤدي الى وقوع هجمات عسكرية ضد المصالح الامريكية في العراق".
احتجاج على السفيرة
واندلعت احتجاجات في بغداد ومناطق جنوبية، بعد الافطار الذي استضافه زعماء عشائر حضرته رومانوفسكي وتحدثت فيه، وهو اجتماع عقد في بيت الضيافة العشائري لعشيرة (آل أزريج) مع شيوخها وزعماء عشائر آخرين وممثلين عن مكتب رئيس الوزراء.
وبعد هذه المناسبة مباشرة، دعت قناة "صابرين نيوز" على تليغرام، تحالف ثورة العشرين إلى "توضيح موقفه من هذا التصرف الأسود، فيما حذفت السفارة الامريكية صور شيوخ العشائر من حساب السفيرة على "تويتر".
كما أصدر مضيف الاجتماع الشيخ صدام زامل العطواني، بيانا بالفيديو ينكر فيه المسؤولية، قائلاً إن الحدث جرى بمبادرة من مكتب رئيس الوزراء، كما نفى العطواني أن يكون قد وجه دعوة إلى السفيرة الأمريكية، واصفا الولايات المتحدة بأنها دولة (احتلال)، وهو المصطلح الذي تستخدمه الميليشيات، وفقاً لتقرير المونيتور.
وبين التقرير، أن "خلال التظاهرات التي اندلعت في مناطق متفرقة من بغداد ومناطق جنوبية اخرى، استغل الصدريون، الذين يتموضعون في المعارضة ضد الحكومة، هذا الوضع برفع شعارات مناهضة للحكومة، متهمين حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بأنها خاضعة لتأثير الولايات المتحدة ومستعدة للتطبيع مع إسرائيل".
قلق الميليشيات
ورأى التقرير الأمريكي أن "الميليشيات قلقة من التأثير الاجتماعي للولايات المتحدة بين العشائر الجنوبية"، ومعظمهم من الشيعة، مشيرا إلى أن "الأنشطة الاجتماعية الأمريكية في الجنوب أثارت في الماضي أيضا اعتراضات شديدة من جانب الميليشيات وردود فعل عنيفة".
وذكّر التقرير، باغتيال الناشطة ريهام يعقوب في العام 2020 لتعاونها مع القنصلية الأمريكية في البصرة، والتي تم إغلاقها في العام 2018 بعد تهديدات من جانب الميليشيات.
وبحسب التقرير، فإن "رسالة الميليشيات هي أن السفارة الامريكية يجب ألّا تتوسع في نشاطها داخل المجتمع، لكنه نوه أيضاً إلى أن من شأن ذلك أن يحد بشكل كبير من العلاقات الامريكية مع العراق"، في وقت أعرب السوداني عن رغبته في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والسياسية مع الولايات المتحدة.
تهديد صريح
أما على صعيد التهديدات العسكرية، فقد ذكر التقرير أن بعد شهور من التزام الصمت، استأنفت جماعة "أصحاب الكهف" التي ظهرت واشتهرت بعد اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني نشاطها، مهددة بإسقاط الطائرات الأمريكية في سماء العراق، بما في ذلك من خلال فيديو يهدد باستهداف طوافة (شينوك) أمريكية خلال أيام.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن "قنوات أخرى تابعة للميليشيات، مثل "صابرين نيوز"، نشر مقاطع فيديو لمهاجمة القوافل الأمريكية التي توقفت منذ أشهر، كما أن الميليشيات تنشر أخباراً حول هجمات غير مؤكدة على مواطنين أمريكيين في العراق، وفقاً للتقرير الأمريكي، الذي نوه إلى أن "هذا التوتر سببه على ما يبدو الاشتباك الاخير بين الولايات المتحدة وإيران في سوريا".
وفي هذا السياق، ذكر التقرير بتبني "لواء الغالبون" في 23 اذار/ مارس، الهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب من الحسكة في شمال شرق سوريا، مما أسفر عن مقتل أمريكي، بينما هاجمت القوات الامريكية مواقع عدة، بما في ذلك بالقرب من الحدود العراقية، مستهدفة عددا من الميليشيات العراقية.
وبالإضافة إلى ذلك، بين التقرير الأمريكي، أن "الزيارات الأخيرة للمسؤولين العسكريين الأمريكيين إلى العراق وسوريا، أثارت أيضاً غضب الميليشيات، مردفاً: "بعد إعلان وزير الدفاع لويد أوستن من بغداد في الشهر الماضي أن الولايات المتحدة مستعدة للاحتفاظ بقواتها في العراق، فان ردود الميليشيات على ذلك كان قويا، وطالبت السوداني بإنهاء الوجود الامريكي في العراق بشكل كامل.