شفق نيوز/ ذكرت منظمة "كروكس" المسيحية أن رجال دين مسيحيين في العراق يحذرون من ان الهجمات العسكرية التركية في إقليم كوردستان ونينوى، تتسبب في تشريد المسيحيين وفي تدهور الوضع الأمني الخطير.
ونقلت المنظمة التي تعنى بالشؤون المسيحية والكاثوليكية خاصة، وتتخذ من ولاية اريزونا الاميركية مقرا لها، عن الاب عمانوئيل يوخنا قوله إن "القرويين المسيحيين اضطروا بالفعل في العام الماضي الى الهروب من منازلهم بسبب هجوم الجيش التركي تحت غطاء ان قواته تهاجم مقاتلي حزب العمال الكوردستاني".
واضاف الاب عمانوئيل "لكن الان خلال الاسبوعين او الثلاثة الماضية، وسع الجيش التركي هجماته مستهدفا العديد من القرى المسيحية، القريبة من الحدود التركية في محافظة دهوك الشمالية". واشار الى ان القصف تسبب في إلحاق أضرار بالممتلكات والمنازل واشعل النيران بالحقول، فيما فر المسيحيون من منازلهم مرة أخرى".
وبحسب "كروكس" فان الاب عمانوئيل لم يحدد أعداد المتضررين من الهجمات التركية، لكنها اشارت الى ان العديد من هؤلاء المسيحيين هم أحفاد المسيحيين الذي نجوا وفروا من الابادة التركية في العام 1915، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم.
والاب عمانوئيل يوخنا هو كاهن عراقي من كنيسة الشرق الآشورية، يدير برنامجا لدعم مسيحيي شمال العراق (CAPNI)، خصوصا المسيحيين والايزيديين الذين اقتلعتهم داعش، بالاضافة الى السوريين المسيحيين والكورد الذين نزحوا بسبب الهجمات التركية في الشمال السوري.
اما الاب سمير يوسف من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في ناحية العمادية في دهوك، فقد قال ان المناطق التي يخدم فيها "تعرضت لقصف بشكل شديد، واضطرت عائلات الى الهروب من منازلهم".
وكان الاب سمير يوسف يتحدث لوكالة "اسيا نيوز" التي تتخذ من روما مقرا، واعرب عن امله بان تمارس الحكومة العراقية الضغط على تركيا لانهاء عملياتها العسكرية في العراق.
واشارت "كروكس" ان المراقبين يقولون ان الجيش التركي يطارد المسيحيين وغيرهم من ابناء تلك القرى من اجل انشاء قاعدته الخاصة على الاراضي العراقية من اجل شن هجمات برية ضد عناصر حزب العمال الكوردستاني.
كما ذكرت بمعاناة المسيحيين الاخرين الذين يأملون في العودة الى قراهم وبيوتهم في سهل نينوى بعدما احتلها داعش العام 2014، وما زالوا يواجهون صعوبات وتحديات بحسب الاب يوخنا، فيما يقوم برنامج دعم مسيحيي العراق وغيرها من المنظمات الانسانية والكنيسة الكاثوليكية، بالمساعدة في اعادة بناء المجتمعات عبر المدارس والمنازل والمتاجر التي احترقت ودمرت من جانب المسلحين الذين قاموا ايضا بزرع الالغام الارضية في المنطقة.
وتشير التقديرات الى ان 45 في المئة فقط من الشرائح المسيحية عادت الى سهل نينوى. وكان هناك 102 الف مسيحي يعيشون في المنطقة في العام 2014، وتراجع عددهم الى 36 الف مسيحي فقط، وقد يتراجع الرقم بشكل أكبر بحلول العام 2024.
ونقلت عن المواطن أيمن داوود من قرية تللسقف التي تقطنها الاقلية الكلدانية، قوله انه "بعدما نزحنا من منازلنا في العام 2014 لمدة ثلاث سنوات بسبب ما يسمى الدولة الاسلامية، تم تخيب متجري ونهبه، وعشنا في ظروف صعبة جدا خلال تشردنا في دهوك حيث انني لم أعمل". واضاف "كنت اريد اعادة بناء نفسي لدعم عائلتي، لكن لم أملك ما يكفي من المال للقيام بذلك. لكن برنامج دعم مسيحيي شمال العراق (CAPNI) ساعدني على اعادة فتح متجري من خلال تقديم قرض مالي".
وأشارت وفاء خليل مراد، وهي سيدة أعمال مسيحية، الى انها تمكنت من العودة الى بلدتها بحزاني لفتح متجر للاكسسوارات، من خلال قرض مالي من برنامج دعم مسيحيي شمال العراق، مضيفا ان هذه المساعدة سمحت لها، بان "تعيش بكرامة وان تكون عضوة فاعلة ومساهمة في مجتمعها".
واشاد الاب يوخنا بعبارات الدعم التي عبر عنها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال لقائه مع بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس ساكو، حيث أشار الى رغبته في تعزيز مشاريع التعايش الآمن حتى في المناطق المتنازع عليها.
لكن الاب يوخنا تساءل عما اذا كان لدى الكاظمي ما يكفي من السلطة لتحقيق اقتراحه في ظل وجود الميليشيات الموالية لإيران والاحزاب السياسية التي لديها الاغلبية في البرلمان والتي من المرجح ان تواجه مشروعه. وقال "هل الاقليات، والمسيحيين، في صدارة لائحة مهماته التي عليه القيام بها؟ كم لديه من السلطة لمواجهة هذه التحديات؟ الناس خائفة من العودة لانهم لا يعرفون ماذا سيحصل". لكنه قال "في نهاية اليوم، علينا ان نتشارك سوية. نحاول ايضا ان نرفع صوتنا من اجلهم".