شفق نيوز/ مع قرب بدء العام الدراسي المقرر انطلاقه يوم الأحد المقبل 22 أيلول 2024، ناشد أولياء الطلبة بضرورة اتخاذ إجراءات لحماية أبنائهم من حوادث السير المؤلمة التي تودي بحياة أعداد منهم في كل عام، وفي مقدمة الإجراءات الالتزام بالسرعات المحددة في الشارع الموازي للمدرسة، وفق المواطن أبو علي (45 عاماً) من محافظة البصرة.
ومن الإجراءات الأخرى لحماية الطلبة، يشدد المواطن خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، على "أهمية تنظيم عملية دخول وخروج الطلبة من المدارس بالتعاون مع عنصر مرور أو شخص إرشادي يتولى هذه المسؤولية، كما على الأهالي وإدارات المدارس إرشاد الأطفال الجدد في كيفية التعامل مع الطريق والمشي على الرصيف".
ويدعو أبو علي إلى "إطلاق حملات توعية للطلبة والكوادر الإدارية والتعليمية بقواعد المرور والعبور الآمن والاستخدام السليم للطريق، فضلاً عن ضرورة إنشاء جسور مشاة لعبور الطلبة خاصة قرب المدارس التي تقع أمام الشوارع بالإضافة إلى وضع إشارات ومطبات صناعية لتخفيف السرعة".
وكان الشارع العراقي قد فُجع في نيسان الماضي إثر تعرض طلاب مدرسة ابتدائية في منطقة الهارثة شمال محافظة البصرة لحادث دهس أثناء خروجهم من مدرستهم إلى المنزل مع انتهاء الدوام الدراسي وكان عليهم عبور طريق سريع أمام المدرسة، وخلال مرورهم مرت شاحنة فقد السائق السيطرة عليها ودهست ما يقارب من 20 طفلاً.
انخفاض فاق 50 بالمائة
وتختلف أسباب الحوادث المرورية في البلاد، لكن من أهمها - بحسب مدير علاقات وإعلام مديرية المرور العامة، العقيد حيدر الوائلي - هي تجاوز السرعة المقررة، "فهي تعد من أخطر المخالفات التي يرتكبها سائقو المركبات وتؤدي إلى حوادث خطيرة، وكذلك مخالفة استخدام الهاتف النقال أثناء قيادة المركبة التي تؤدي إلى تشتت الانتباه وبالتالي وقوع الحوادث، وكذلك عدم مراعاة أسبقيات السير والاجتياز الخاطئ".
ويشير الوائلي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "انخفاض نسبة الحوادث المرورية لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة الإجراءات التي اتخذتها مديرية المرور العامة بإدخال التكنولوجيا الحديثة في عمل المديرية كنظام المراقبة الإلكتروني للطرق (الرادارات الذكية)، وإجراءات توعوية لمستخدمي الطريق من خلال خطة التوعية المرورية، والإجراءات القانونية من خلال قيام مفارزنا برصد المخالفات لردع المخالفين".
ويؤكد، أن "ادخال نظام المراقبة الإلكتروني يعد من أسباب انخفاض الحوادث المرورية هذا العام، نتيجة التزام سائقي المركبات وابتعادهم عن المخالفات وتقيدهم بحدود السرعة المحددة، كما أن مشروع وزارة الداخلية وتوجيه وزير الداخلية بمراقبة جميع الطرق في بغداد والمحافظات بالكاميرات والرادارات الذكية لرصد المخالفات ساهم بتقليل وقوع الحوادث".
وعن أهمية الرادارات الذكية، يبين الوائلي أن "تجربة الرادارات الذكية في فترة الزيارة الأربعينية خفضت حوادث الاصطدام بنسبة تفوق الـ50 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، ومن هذه النسبة نستطيع التأكيد أن أنظمة المراقبة الذكية ستحقق الهدف المنشود لوزارة الداخلية ومديرية المرور العامة، وهو الحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق وتحقيق الانسيابية في حركة السير والمرور".
وكان وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، قد أعلن في أيار الماضي، عن اتخاذ الوزارة العديد من الإجراءات لتطوير الأنظمة المرورية بهدف الوصول إلى نظام مروري متكامل يضاهي الأنظمة العالمية، من بينها نصب الرادارات والإشارات الذكية التي أسهمت في تخفيف الزخم والحوادث المرورية، مشدداً على أن الالتزام بالأنظمة المرورية أمر مهم جداً، مؤكداً العزم على نصب كاميرات ذكية في جميع مناطق البلاد للإسهام في تخفيف الزخم المروري وتقليل المخالفات.
ويتفق عضو لجنة النقل والاتصالات النيابية، هيثم الزركاني مع عبد الأمير الشمري حول أهمية تفعيل كاميرات المراقبة للحد من حوادث السير، مطالباً مديرية المرور العامة بـ"التشديد باعطاء إجازة السوق ووضع خطة تتلائم مع زخم العجلات وسرعتها في الشوارع"، مؤكداً أن "بتفعيل كاميرات المراقبة وتشديد المحاسبة سوف تنخفض حوادث السير بنسبة كبيرة".
وعن مشاريع كاميرات المراقبة، يلفت الزركاني خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "وضع كاميرات المراقبة في الشوارع كان له تحرك سابق، ففي البصرة كانت هناك مساعي لوضع كاميرات المراقبة في كل شوارع المحافظة، لكن كانت هناك معوقات منها الأمنية وبوابة النفوذ والإلكترونيات وسر المعلومات، أما في بغداد فقد تم وضع كاميرات مراقبة لكن زحمة السير حالت دون إعطاء الدور المطلوب لها".
"آفة تشكل هاجساً وقلقاً للمجتمع"
يذكر أن دائرة الطب العدلي، التابعة لوزارة الصحة العراقية، أعلنت في تموز الماضي إحصائية بعدد حوادث السير في البلاد، خلال الأشهر الستة الماضية.
وقال الدكتور عبد الوهاب عصام، مدير قسم الأموات في الدائرة، بحسب بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "عدد الحوادث المرورية ووفقاً للإحصاءات العدلية سجلت (384) حالة وفاة، من بينهم أكثر من 300 جثة من الرجال و61 جثة من النساء".
وأوضح عصام، أن "الحوادث الواردة من الجهات التحقيقية والقضائية، توزعت بين إنقلاب عجلة وحوادث سير واصطدام"، مؤكداً أن "إصابات حوادث المرور ذات خطورة كبيرة، وتضاهي عمليات القتل الأخرى، إذ أنها آفة تشكل هاجساً وقلقاً لجميع أفراد المجتمع".
وكانت وزارة التخطيط العراقية، أعلنت في حزيران الماضي، ارتفاع نسبة الحوادث المرورية في العراق، بنسبة (28.2%)، والتي تسببت بوفاة أكثر من (3) آلاف شخص، خلال العام الماضي 2023.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، في بيان، أن التقرير الذي أصدرته هيئة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية، أظهر أن عدد الحوادث المرورية المسجلة خلال العام الماضي بلغ (11552) حادثاً، منها (3262) حادثاً مميتاً بنسبة (28.2%) وغير مميت (8290) حادثاً وبنسبة (71.8%) للمحافظات كافة عدا إقليم كوردستان، مقابل (11523) حادثاً في سنة 2022 وبارتفاع بلغت نسبته (0.3%).
ولفت الى أن "تلك الحوادث تسببت بوفاة (3019) ضحية منهم (2472) متوفى من الذكور وبنسبة (81.9%) والإناث (547) متوفاة بنسبة (18.1%) من المجموع الكلي للوفيات، مسجلاً نسبة انخفاض مقدارها (0.1%) مقارنة بالسنة الماضية حيث كان عدد ضحايا حوادث المرور لسنة 2022 (الوفيات) (3021)".
وأضاف الهنداوي، "أما بالنسبة للجرحى المصابين بحوادث المرور لسنة 2023 فقد بلغ (12314) مصاباً مسجلاً نسبة انخفاض مقدارها (2.9%) عن سنة 2022 حيث كانت (12677) جريح".