شفق نيوز/ حذر مسؤولون من خطر كبير يهدد أرواح المدنيين في مناطق ساخنة ونائية بين إقليم كوردستان وحدود محافظتي ديالى وصلاح الدين.
وقال مدير ناحية سليمان بيك شرقي صلاح الدين، طالب محمد مصطفى، لوكالة شفق نيوز، إن "المناطق الممتدة بين مناطق الحفرية وحدود قضاء كفري وصولاً إلى أطراف ديالى تحوي ألغاماً ومخلفات ومقذوفات منذ عهد الحرب العراقية الإيرانية وما تلاه من أحداث وجود التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش) ومازالت مصدر تهديد وموت للمزارعين ورعاة الأغنام".
وبين مصطفى، أن "الألغام تتواجد في قرى جبلية زراعية كانت مقار ومركزا للتنظيمات الإرهابية منذ سقوط النظام السابق وحتى الآن وشهدت حوادث انفجارات كثيرة للألغام والمقذوفات الحربية للنظام السابق والعبوات التي خلفتها تنظيمات القاعدة وداعش ما سبب سقوط عشرات الضحايا والمصابين من المزارعين ورعاة الأغنام".
وناشد مصطفى الحكومة والمنظمات الدولية المعنية بالألغام بـ"إجراء مسوحات ميدانية لتحديد أماكن الألغام والمقذوفات ودرء خطرها عن السكان وتجنب حوادث مميتة"، مستدركا بالقول "لا يمكن رفع الألغام بسهولة بسبب الامتدادات الشاسعة الوعرة والجبلية والتي تتطلب جهوداً ووقتاً كبيرين".
من جانبه، حدد الناطق الرسمي عن الحشد الشعبي – محور الشمال، علي هاشم الحسيني، مناطق الألغام من جنوب شرقي ناحية طوزخورماتو، وصولا الى حدود منطقة (سرحة) في صلاح الدين، وبمحاذاة حدود ديالى من جهة، وقضاء كفري من جهة أخرى.
وأضاف الحسيني، لوكالة شفق نيوز، أن "الألغام عبارة عن مقذوفات حربية إبان الحرب العراقية الإيرانية، وعبوات خلفها تنظيمي القاعدة وداعش سابقاً، ولم تعالج حتى الآن بسبب الامتدادات الواسعة التي تتجاوز 30 كم2 بين أطراف كفري وحدود محافظتي ديالى وصلاح الدين".
وحذر من حوادث مميتة تطال المزارعين ورعاة الأغنام في بؤر الألغام الخفية وضرورة إطلاق خطط مشتركة وبتنسيق دولي لتطهيرها من ألغام ومقذوفات الموت القائم.
بدوره، أكد الناطق الإعلامي باسم قيادة شرطة كرميان، المقدم الحقوقي علي جمال قدوري، لوكالة شفق نيوز، أن "مناطق الألغام والمقذوفات تتركز في أطراف قضاء كفري وحدوده مع قضاء طوزخورماتو شرقي صلاح الدين"، لافتاً إلى "خلو قضاء كفري ومناطقه من أي مقذوفات أو ألغام قديمة، ولم تسجل أي حوادث بهذا الخصوص".
ونبه قدوري، إلى "انجراف المقذوفات والألغام مع مياه الأمطار والسيول في كثير الأحيان وانحدارها نحو المناطق الزراعية ما يهدد حياة المدنيين باستمرار بسبب طبيعة القرى الجبلية وانحدارها".
وأشار إلى وجود منظمة (mag) البريطانية الدولية المختصة بالألغام مازالت تعمل في حدود إقليم كوردستان، إلا أنه لا يمتلك أي تفاصيل عن أعمالها حالياً.
وماتزالت الكثير من المحافظات العراقية خاصة الحدودية مع إيران تعاني من وجود الألغام والمقذوفات الحربية للحرب العراقية – الإيرانية والتي لم تعالج أو ترفع حتى الآن، بسبب ضعف دور الحكومات العراقية المتعاقبة في هذا المجال.
وتشهد تلك المحافظات حوادث انفجارات الألغام والمقذوفات بشكل مستمر فيما تتواجد ألغام ومخلفات القاعدة وداعش في المحافظات السنية والمختلطة على مر السنوات الماضية.
وأعلن العراق، في تشرين ثاني من العام الماضي، أن أراضيه ستكون خالية من الألغام والمقذوفات الحربية غير المنفجرة بحلول عام 2028.
وتعتبر الألغام والقنابل غير المنفجرة إحدى أكبر التحديات التي تواجه السلطات لإعادة النازحين في المناطق المحررة شمالي العراق، خصوصا في محافظتي نينوى وكركوك، إلى جانب الألغام المنتشرة في محافظات جنوب البلاد، والتي تعود إلى حرب الثمانينات مع إيران.
وإضافة للحرب مع إيران، تنتشر الألغام ومخلفات الحروب في العراق، إبان غزو الكويت عام 1990، واحتلال قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة للبلاد عام 2003، وسيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة بين عامي 2014 و2017.
ووفقا لمرصد الألغام الأرضية (لاند مين مونتور)، فإن العراق من أكثر دول العالم تلوثا من حيث مساحة المنطقة الملغومة، بالإضافة إلى التلوث بالذخائر العنقودية ومخلفات حربية أخرى.