شفق نيوز/ أعرب نائب بعثة الأمم المتحدة في العراق، كلوديو كوردوني، يوم الاثنين، عن مخاوف الأمم المتحدة، من ضغط حرب غزة على العراق لجره إلى صراع متفاقم تريد حكومة محمد شياع السوداني تجنبه، فيما رأى أن عدم إجراء الانتخابات التشريعية بإقليم كوردستان في اكتوبر/تشرين الأول المقبل، قد يضع شرعية مؤسسات الإقليم كافة "موضع شك".
جاء ذلك، خلال مقابلة مع كوردوني، أجرتها صحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة بالإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، إذ تحدث بمناسبة الذكرى السنوية للهجوم القاتل على مقر الامم المتحدة في بغداد، يوم 19 اغسطس/آب 2003، في فندق القناة بالعاصمة، مما أدى إلى مقتل 22 شخصا، بينهم ممثل الأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو.
ونقلت الصحيفة عن كوردوني، اعتقاده أن "رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مصمم على تجنب التوتر بعد فترة طويلة من الهدوء النسبي"، موضحاً أن السوداني "حريص على عدم الانجرار إلى هذه الحرب، بينما يدعم حقوق الفلسطينيين دبلوماسياً وسياسياً".
وقال المسؤول الأممي إن "الحرب ليست وسيلة لمعالجة الأمور، وهناك خطر من أن الأمور سوف تزداد سوءاً"، ويتفهم كوردوني، الصعوبات التي يواجهها العراق، داعيا الجميع إلى "وقف التصعيد، والأهم من ذلك، وقف هذه الحرب (في غزة) والعمل على إيجاد حل سياسي".
وبعدما ذكرّت الصحيفة، بالمحادثات العراقية الأمريكية حول مصير قوات التحالف، وتهديد الفصائل العراقية بتصعيد الهجمات اذا فشل التفاوض وفي حال تواصلت الحرب على غزة، نقلت عن كوردوني، قوله إن الامم المتحدة تسعى الى حل سياسي يحظى فيه الفلسطينيون بدولة، ويعيشون في سلام إلى جانب دولة إسرائيل.
وعن تزايد مخاوف التصعيد الاقليمي، والاغتيالات الاسرائيلية في طهران وبيروت، وتعهد إيران وحزب الله اللباني بالانتقام، أعرب كوردوني، عن أمله "ألا يحدث هذا التصعيد".
مهمة الامم المتحدة
في هذا الصدد، أشار كوردوني، إلى أن "التفويض الممنوح لبعثة الأمم المتحدة، أصبح الآن محدوداً بناء على طلب بغداد التي تعتقد أن المهمة لم تعد ضرورية بسبب التقدم الذي حققته نحو الاستقرار، وجرت الموافقة على الطلب من قبل مجلس الامن الدولي المكون في 31 مايو/ايار الماضي.
ولفت التقرير الى انه منذ مغادرة الممثلة الخاصة السابقة ورئيسة "يونامي"جينين هينيس-بلاسخارت، في الاول من يونيو/حزيران، ظل كوردوني يشغل منصب الضابط المسؤول عن البعثة الى حين وصول الرئيس الجديد، حيث من المتوقع ان يتولى الدبلوماسي العماني محمد الحسن، هذا المنصب قريبا حيث سيقود البعثة حتى نهاية العام 2025.
انتخابات العراق والاقليم
ونقل التقرير عن كوردوني، قوله ان العراق بلد نابض بالحياة السياسية حيث تحكم العديد من الاحزاب الحكومة بصيغة ديمقراطية، مضيفا انه "ربما يكون من الحكمة البحث عن حلول وسط بدلا من الانقسامات، والناس تتمتع بالحرية في متابعة اجنداتهم السياسية الخاصة، وطالما ان ذلك يتم سلميا ومن خلال الاطار المؤسسي، فلا بأس بذلك".
الى ذلك، اكد المسؤول الاممي ان الامم المتحدة تعتبر ان الجولة الاخيرة من الانتخابات في العام 2021 تتمتع بالمصداقية، معربا عن الثقة بان الجولة المقبلة من الانتخابات في العام 2025، ستحقق نفس الدرجة من النجاح.
وبعدما لفت التقرير الى ان العراق سيشهد اولا تنظيم الانتخابات في اقليم كوردستان في 20 اكتوبر/تشرين الاول المقبل، نقل عن كوردوني قوله "نعتقد انه من المهم جدا اجراء هذه الانتخابات، والا فانها ستضع شرعية جميع المؤسسات في اقليم كوردستان موضع شك".
واضاف المسؤول الاممي انه "لذلك، فان هذا هو تركيزنا الرئيسي حاليا، وهو الاستمرار بالعمل مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للتاكد من اجراء تلك الانتخابات"، مشيرا الى ان اللجنة المستقلة لديها "خبرة كبيرة في اجراء الانتخابات"، والامم المتحدة ستساعد بكل الطرق الفنية.
وختم كوردوني، حديثه لصحيفة "ذا ناشيونال"، بالقول انه "ما من سبب للاعتقاد بان العراق ليس قادرا على اجراء تلك الانتخابات".