شفق نيوز/ ذكر موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني؛ أن عالما نوويا اسرائيليا أكد في مذكراته الصادرة حديثا في كتاب، ان جهاز الموساد الاسرائيلي كان وراء عملية تفجير شحنة معدات فرنسية كانت مخصصة لـ"مفاعل أوزيراك" (تموز) النووي العراقي الذي دمرته اسرائيل لاحقا بغارات جوية العام 1981.
وأوضح الموقع البريطاني في تقرير نشره وترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان جهاز الموساد حاول تخريب البرنامج النووي العراقي منتهكا السيادة الفرنسية، بحسب اعترافات العالم النووي الاسرائيلي مايكل رون الذي سرد بالتفاصيل محاولات اسرائيل المتعثرة لعرقلة حصول العراق على المواد اللازمة لتطوير المفاعل النووي العراقي، وهو ما مهد لقرار اسرائيلي تدمير المفاعل النووي المصنع فرنسيا، بضربات مباشرة.
ويبلغ رون من العمر 89 سنة، وهو كان أحد أبرز العلماء في مفاعل ديمونة الاسرائيلي وهو نشر حديثا مذكراته في كتاب "The Quiet Sabra " باللغة العبرية، ونشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية تقريرا مطولا حول المذكرات، وحول الفشل الاسرائيلي في احتواء محاولات العراق النووية، برغم انتهاك اسرائيل المثير للجدل لسيادة فرنسا من خلال تفجير منشأة تضم شحنة قطع ومعدات مخصصة للبرنامج العراقي.
وأشار الموقع البريطاني؛ إلى أن سلسلة من أحداث الفشل سبقت الغارة الاسرائيلية على مفاعل أوزيراك العراقي في العام 1981، فما بين العامين 1974 و1977، لجأ رئيس الحكومة الاسرائيلي اسحق رابين ووزير الدفاع شمعون بيريز ووزير الخارجية ييغال آلون الى تبني عمليات ديبلوماسية علنية وسرية في محاولة للتأثير على ايطاليا والبرازيل وغيرهما من الدول، وخاصة فرنسا، لمطالبتها بوقف دعمها نظام صدام في برنامجه النووي.
وتابع أنه مع انتخاب مناحيم بيغن في العام 1977، غيرت اسرائيل تكتيكاتها، وبدأت بإطلاق خطة تخريب البرنامج النووي ومصادره الاصلية المتمثلة بالقطع والمعدات الفرنسية الصنع. وكان جهاز الموساد حصل على معلومات دقيقة حول غالبية الشركات والمعدات الفرنسية المستخدمة في التخطيط وتصنيع المفاعل وانشائه في العراق. كما يعتقد أن الموساد نجح في تحديد عدد من المهندسين والعلماء العراقيين الذين سافروا الى فرنسا من اجل تلقي التدريبات ومتابعة عمليات شراء المعدات الفرنسية.
وفي العام 1979 شنت اسرائيل عملية في بلدة لا سين سور مير الفرنسية الواقعة على ساحل البحر المتوسط الى الغرب من مدينة طولون. واستهدفت العملية مستودعات تابعة لشركة متخصصة في تصنيع قطع غيار للسفن والمفاعلات النووية. وتضمنت الخطة تنفيذ سلسلة من الانفجارات لتدمير أجهزة ضخمة مخصصة للمفاعل العراقي وكان من المفترض أن يتم تحميلها على متن سفينة الى العراق بعد أيام قليلة. ويعتقد أن الانفجارات الحقت اضرارا جسيمة بالأجهزة الجديدة، لكنها لم تدمرها بالكامل مثلما كان الموساد يتوقع.
وحاولت اسرائيل التستر على المؤامرة بعد ساعة من الانفجار، وأبلغ متصل مجهول الصحف الفرنسية ان منظمة غير معروفة من النشطاء المدافعين عن البيئة تعلن مسؤوليتها عن عملية التخريب. ولم تصدق أجهزة المخابرات الفرنسية هذه الرواية واشتبهت في أن المخبر كان في الحقيقة يعمل في قسم الحرب النفسية والتضليل التابع لجهاز الموساد.
ترجمة: وكالة شفق نيوز