شفق نيوز/ احتدمت المنافسة الانتخابية بين تحالف "قوى الدولة الوطنية"، وبين التيار الصدري، قبل أيام قليلة من فتح صناديق الاقتراع في العاشر من تشرين الأول أكتوبر الجاري، حيث تبادل الطرفان لهجة التحدي، ولوح قيادي في "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم بتحقيق نتائج "تصدم" الصدريين.
ويمثل الطرفان جانباً مهماً من "الشارع الشيعي"، وبينما يتباهى الصدريون بأنهم ورثة طبيعيون للبيت الديني لآل الصدر، وحققوا مرتبة أولى في انتخابات العام 2018، فإن تيار الحكمة الذي يقود "تحالف قوى الدولة الوطنية"، يفتخر ايضا بنفسه باعتباره الوريث الشرعي المكمل لمرجعية آل الحكيم التاريخية، بل هو الأكثر قربا من مرجعية النجف، ولهذا فإن الصدام المباشر بين الطرفين يؤشر الى معركة حامية الوطيس بين ناخبي الجهتين.
وفي تصريحات خاصة لوكالة شفق نيوز، قال قيادي بارز في تيار الحكمة لوكالة شفق نيوز، "نحن نتحدى التيار الصدري ونقول ان جمهورنا اكثر تنظيما وأكثر اندفاعا نحو صناديق الاقتراع، وسوف نحقق نتائج تصطدم التيار الصدري".
وعندما سئل القيادي في تيار الحكمة عن ميدان الثقة الانتخابية الذي يشير إليه، قال بوضوح ان الانتصارات التي ستتحقق ستكون تحديدا في "مناطق الجنوب والفرات الاوسط.. هذه ستكون لنا".
وأشار المصدر القيادي الموالي لعمار الحكيم، إلى تغريدة سابقة لما يعرف بـ"وزير القائد" صالح محمد العراقي الذي أقر بأن كتلة "سائرون" بقيادة الصدريين لم تتمكن من تحقيق المرتبة الأولى في مدينة الصدر في الانتخابات الماضية، متسائلا عما إذا كان "السيناريو سيتكرر هذه السنة".
وبرغم أن تيار الحكمة لم يتمكن من تحقيق سوى 19 مقعدا برلمانيا له في العام 2018، في أول انتخابات يخوضها بشكل منفرد كحزب بعد خروجه من عباءة "المجلس الأعلى" العام 2017، اعتبر القيادي ان تحالف قوى الدولة بقيادة تيار الحكمة، سيتمكن هذه المرة من عبور حاجز ال30 مقعدا.
دوائر القرار الشيعية ترى أن بيان المرجع السيستاني الأعلى في العراق علي السيستاني مؤخراً والذي دعا فيه إلى الإقبال على التصويت لتغيير وإصلاح وضع العراق، سيلعب دوراً في مشاركة جمهور مواز للصدريين، وقد يخسرهم نحو عشرة مقاعد برلمانية.
ومعلوم ان الكتلة الصدرية تخوض الانتخابات من خلال 100 مرشح توزعوا على عموم محافظات ومدن البلاد على أمل الحصول على ما يكفي من المقاعد لضمان رئاسة الحكومة لنفسها، او ربما من خلال لعب دور "بيضة القبان" الحاسمة لاختيار شخصية تتولى تشكيل الحكومة.
اما تيار الحكمة الذي يخوض الانتخابات من خلال 60 مرشحا ينضوون في تحالف قوى الدولة الوطنية، من الكفاءات والتكنوقراط توزعوا أو انحدروا من جميع محافظات العراق بما فيها اقليم كوردستان.
وفي مؤشر على احتدام الصراع الانتخابي بين الكتلتين الشيعيتين البارزتين، سارع عضو التيار الصدري عصام حسين إلى الرد على تأكيدات تيار الحكمة حول نتائج المعركة الانتخابية المحتملة، قائلا لوكالة شفق نيوز، قائلا ان تصريحات تيار الحكمة تعكس "الحرب النفسية تجاه التيار الصدري".
وأبدى حسين خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، ثقته بأن التيار الصدري "جمهوره منظم وملتزم وأيضاً" في التوزيع المناطقي القائم حاليا.
وأوضح القيادي الصدري ان تحالف الحكيم ودولة القانون وتحالف الفتح وغيرهم، يتنافسون على جمهور واحد ليس بمساحة التيار الصدري، مشيرا الى ان تكهنات تيار الحكمة أن الصدريين لن يحققوا المقاعد التي يسعون اليها، بمثابة "تصريح خاطئ جدا".
واكد حسين ان "مساحة وجود التيار الصدري معروفة". واضاف ان تلك التصريحات تستهدف رفع معنويات جمهورهم.