شفق نيوز / توقع خبراء أن يكون التحول الأخضر السريع في المنطقة الآسيوية مفتاحاً لبقية العالم للوفاء بتعهدات المناخ، ويمكن أن تحدد السرعة التي ستحقق بها بعض أكبر دول آسيا وأكثرها تسبباً بالتلوث، مثل الصين والهند، صفر انبعاثات كربونية، معيار نجاح المناطق الأخرى في جميع أنحاء العالم للتحول نحو الطاقة النظيفة.
وبينما تتقدم الصين في تسريع تحولها إلى البيئة الخضراء، قد تحتاج العديد من الدول الآسيوية الأخرى إلى دعم أكبر لتحقيق هذا الهدف.
ووفقًا للرئيس التنفيذي لشركة Petronas Tengku، محمد توفيق: "يجب على آسيا تحقيق أهدافها ببلوغ صفر انبعاثات كربونية حتى يتمكن بقية العالم من تحقيق ذلك"، مضيفاً: "لا يمكن للعالم أن يحقق صافي صفر انبعاثات كربونية دون أن تحقق آسيا هذا الهدف".
ونظرًا لأن آسيا ستساهم بنحو نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2040 و 40% من الاستهلاك العالمي، فإن تحولها نحو مستقبل أخضر سيكون أمرًا أساسيًا لكي يبلغ العالم أهدافه المناخية.
كما سلط توفيق الضوء على أهمية عمل قادة العالم معًا لتحقيق أهدافهم المناخية، حيث لا يمكن لقوة واحدة تحقيق الأهداف المحددة في اتفاقية باريس من خلال العمل بمعزل عن غيرها.
وفي الوقت الحاضر، تتزايد الانبعاثات من الاقتصادات النامية في آسيا والأسواق الناشئة بمعدل أسرع من المناطق الأخرى، حيث ارتفعت بنسبة 4.2% في عام 2022.
ويرجع ذلك إلى حد كبير للمعدل السريع للتصنيع في جميع أنحاء المنطقة، وكذلك تزايد الطلب على الطاقة لعدد كبير من السكان.
وتستمر العديد من الدول الآسيوية، بما في ذلك الصين والهند وإندونيسيا، في الاعتماد بشكل كبير على الفحم لتلبية طلبها على الطاقة، وهو مصدر أكثر تلويثًا من البدائل الخضراء أو حتى أشكال أخرى من الوقود الأحفوري.
ورغم عدم احتمالية ابتعاد آسيا عن الوقود الأحفوري في أي وقت قريب، حيث إنها تعتمد على الفحم والنفط والغاز في صناعتها واحتياجاتها من الطاقة الاستهلاكية، إلا أنه يمكن فعل الكثير لتطوير قدرتها على استخدام الطاقة المتجددة بمعدل أسرع.
هذا وستدعم زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء والتقنيات ذات الصلة في جميع أنحاء المنطقة الجهود المبذولة لإزالة الكربون، فضلاً عن دعم التحول النهائي بعيدًا عن الوقود الأحفوري إلى البدائل المتجددة.
وعلى عكس العديد من الدول الأوروبية، فإن آسيا ليست في وضع يسمح لها بعد بإسقاط الوقود الأحفوري من حساباتها كمصدر رئيسي للطاقة، لكن هذا قد يسمح لها بالقيام بذلك في غضون العقود القادمة.
وشدد توفيق على فكرة اعتبار الغاز الطبيعي دائمًا كوقود انتقالي، وسيكون هذا مفتاحًا لأمن الطاقة في آسيا على المدى المتوسط إلى المدى الطويل.
وأشاد خبراء الطاقة سابقًا بالدور الرئيسي الذي ستلعبه آسيا في جهود إزالة الكربون عالمياً. في مؤتمر لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أبريل نيسان الماضي.
وسلط المؤتمر الضوء على كيف قادت آسيا العالم في التكنولوجيا والحلول القائمة على الطبيعة والمدن الذكية من بين قطاعات أخرى.
هذا وقد دعمت بنوك التنمية الإقليمية، مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الآسيوي، هذه الجهود إلى حد كبير.
وكانت المنطقة أيضًا رائدة في مجال التمويل حيث تتنافس هونغ كونغ وسنغافورة لتكون المركز المالي لآسيا، مع التركيز على معايير الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية والبيئة "ESG"، بما في ذلك السندات الخضراء، وتجارة الكربون، ومبادرات التمويل المستدامة الأخرى.
ومع ذلك، هناك فرص كبيرة لجعل آسيا "خضراء" بشكل أكبر، وبالتالي التخفيف من بعض الآثار المدمرة المحتملة لتغير المناخ على المنطقة.
كما أن المنطقة الآسيوية في طريقها إلى التحول الأخضر، وليست الصين والهند فقط هما اللتان تتقدمان، حيث التزمت 8 دول أعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا "ASEAN" بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفري بحلول عام 2050، وتستهدف إندونيسيا عام 2060.
هذا وأظهر تقرير أنه لتحقيق آسيا التزامات خفض الانبعاثات وزيادة قدرة الطاقة المتجددة، يجب على المنطقة خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 33% من مستويات العمل المعتادة بحلول عام 2030.