شفق نيوز/ تمتاز الشعائر التي يمارسها كورد خانقين من الفيليين في شهري محرم وصفر بطقوس وعادات اجتماعية متوارثة ترافق الأجواء الدينية المسيطرة على مشاهد إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي ابن أبي طالب سبط نبي الإسلام محمد بن عبدالله في واقعة الطف في مطلع القرن السادس الهجري.
ويقول علي حسين وهو مواطن من أهالي خانقين لمراسل وكالة شفق نيوز، إن "هذه الطقوس طريقة استذكار كورد خانقين للمناسبة تتميز عن غيرهم من باقي مناطق العراق، فمواكب ومجالس العزاء التي ينظمها الرجال تختلف عن المجالس التي تنظمها النساء، كما تختلف المحاضرات الدينية التي يقدمها أئمة المساجد عن تلك التي تقدمها "الملاية" في مجلس عزاء السيدات. كما يمارس العراقيون طقوسا اجتماعية ويعدون أطعمة تميز قدسية هذين الشهرين لديهم".
ويضيف أنه "خلال الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر تكون هناك طقوس متنوعة، فيبدأ المواطنون البسطاء بتوزيع الخيرات في الشوارع والتي تتكون من: الماء، والشاي، والكيك والعصير، وحينما يأتي المساء تبدأ مجالس العزاء الحسيني للرجال والتي عادة ما تبدأ بقراءة القرآن الكريم، وبعدها تكون محاضرة دينية تمتد لقرابة نصف ساعة، وبعد ذلك تكون المراثي وقراء المصيبة باللغة الكوردية، وكذلك باللغة العربية الدارجة، واحيانا باللغة الفارسية، ويتخلل هذا الطقس اللطم بالأيدي والسلاسل الحديدة مع الضرب على الطبول ورفع الإعلام وسط المجلس، فيما يختتم المجلس بالدعاء".
ويشير حسين إلى أن داخل المجلس يتم توزيع الشاي والماء والفواكه وهي عادة ما تأتي كخيرات من أهالي خانقين ويشارك في عملية التوزيع الرجال والشباب والأطفال ومن كل الطوائف والاديان والقوميات على حدا سواء.
ويؤكد المواطن الخانقين، أن بعض المواكب تخرج من عصر اليوم السادس من شهر محرم باللطم في شوارع القضاء، وهم يحملون صورا و رايات حسينية و يرددون القصائد والمراثي للتعبير عن الحزن والجزع بهذه المصيبة وبأكثر من لغة، لكن أكثرها هي اللهجة الفيلية.
ويخصص الخانقينيون من الكورد الفيليين اليوم السابع للإمام العباس، والثامن للإمام القاسم بن الحسن بن علي، والتاسع لـ"عبد الله الطفل" ويقصد به مقتل عبد الله الطفل الرضيع نجل الامام الحسين، وتبلغ الاحتفالات ذروتها في اليوم العاشر المعروف محليا بالـ"طَبك".
بدورها أكدت قيادات من شرطة خانقين لمراسل وكالة شفق نيوز، ان حماية المواكب هذا العام أصبح من واجب شرطة خانقين 100٪ دون أي جهة أخرى، او حتى المواطنين حيث ترافق دورية كل موكب حسيني في المساء، وتكون هناك دوريات مع المواكب التي تخرج عصرا وكذلك مفارز أمام الحسينيات والمساجد.
وأوضحت القيادات أن توزيع المفارز والدوريات هي ضمن خطة أمنية محكمة تحت إشراف قيادة مدرية شرطة خانقين، مؤكدة انه لا يتمُّ خلال تجوال تلك المواكب قطع الطرق، ولا يتمُّ التأثير على المارة والعجلات، وذلك بالتنسيق مع رجال المرور ومفترز الشرطة والنجدة المنتشرة في القضاء.