إسرائيل ترتكب "مجزرة مروعة" في بيروت بعد أربع غارات على الضاحية الجنوبية، وحزب الله يستهدف "كريات شمونة" بالصواريخ
دمر الطيران الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنياً مكوّن من ثمانية طوابق بخمسة صواريخ في شارع المأمون بمنطقة البسطة، في العاصمة اللبنانية بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
وقالت الوكالة اللبنانية إن الطيران الإسرائيلي ارتكب "مجزرة مروعة" في الحي، أسفرت عن أربعة قتلى وإصابة 23 آخرين، بحسب حصيلة أولية لوزارة الصحة اللبنانية.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن شهود عيان قولهم إن انفجاراً هز بيروت في وقت مبكر من فجر السبت، إذ أظهرت لقطات تداولها مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي دماراً كبيراً تسببت به الغارة الإسرائيلية.
https://twitter.com/Haidar04375101/status/1860159874694545661?t=uD1WnUVYhdwCHPkf1XbrCg&s=19
وليلة الجمعة السبت، شن الطيران الاسرائيلي غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء عدة أبنية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
وأفادت الوكالة أن إسرائيل تشن غارات متواصلة على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذارات أطلقها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" لإخلاء مبان في حارة حريك والغبيري في الضاحية الجنوبية، تمهيداً لاستهدافها.
وفي وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة، أفادت الوكالة بوقوع خمس غارات جديدة على الأقل، من بينها غارتان "عنيفتان" على حيين في الضاحية الجنوبية ورد ذكرهما في إنذار الإخلاء الإسرائيلي.
كما اندلعت حرائق كبيرة بعد الضربات الجوية وانهارت عدة بنايات، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
وكانت الوكالة قد أبلغت بالفعل عن غارات صباح الجمعة وفي وقت مبكر من بعد ظهر الجمعة استهدفت خمسة مبانٍ، اثنان منها يقعان على مشارف الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الشياح التي لا تزال مكتظة بالسكان والتي تضم العديد من مراكز التسوق، بعد إنذارات إخلاء إسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية الجمعة إن الضربات الإسرائيلية قتلت 62 شخصاً على الأقل وأصابت نحو 111 في لبنان يوم الخميس، ليرتفع إجمالي القتلى منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحزب الله إلى 3645 قتيلاً و15.355 جريحاً.
مقتل طبيب وآخرون في قصف جنوب لبنان
ارتفعت حصيلة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مكان إقامة مدير عام مستشفى دار الأمل الجامعي في بلدة دورس جنوب بعلبك شرقي لبنان إلى سبعة قتلى، من الطواقم الطبية، منهم مدير مستشفى دار الأمل علي ركان علام.
وأدانت نقابة اطباء لبنان في بيروت، في بيان لها، الجمعة، "استمرار العدو الإسرائيلي بقصف المراكز الصحية والاستشفائية وملاحقة الأطباء إلى أماكن إقاماتهم".
وذكرت في بيانها أن هذا الاستهداف للطواقم الطبية ليس الأول، مؤكدة أن "القطاع الطبي سيبقى في الصفوف الأمامية لمواجهة التحديات ومعالجة المصابين والمرضى"، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
أما وزارة الصحة اللبنانية فنعت القتلى وأكدت أن "مستشفى دار الأمل هي أكبر مستشفيات محافظة بعلبك- الهرمل وتلعب دوراً رئيسياً في الوقوف إلى جانب الأهالي لمواجهة تداعيات العدوان الوحشي الذي يتعرض له لبنان بمناطقه كافة ولا سيما البقاع الشمالي وبعلبك".
وفي وقت سابق من الجمعة أعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل 226 عاملاً صحياً في لبنان في الفترة الممتدة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وتوالت الغارات على بلدات الجنوب اللبناني، آخرها قصف وُصف بالعنيف طال قرى القطاع الغربي في قضاء صور وجنوبه تحديداً، فيما يحلق الطيران الحربي والاستطلاعي في أجواء صور والقطاع الغربي، بحسب الوكالة اللبنانية .
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أوامر إخلاء للسكان شملت مبنى في مدينة صور الساحلية وبلدتين في محيطها.
وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية، توغّلت القوات الإسرائيلية في بلدة دير ميماس، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، مشيرة الى أن "طائرة استطلاع معادية" حلقت فوق البلدة وهي "تطلب من المواطنين عدم الخروج من منازلهم".
وتقع دير ميماس التي نزح العدد الأكبر من سكانها المسيحيين منها على وقع التصعيد الإسرائيلي، على بعد 2.5 كيلومتر من أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل، وهي محاذية لبلدة كفركلا.
وأعلن حزب الله ليل الجمعة السبت أنه استهدف كريات شمونة "بصلية صواريخ"، بعد ساعات من استهداف جنود إسرائيليين عند مثلث دير ميماس وأطراف كفركلا "بقذائف المدفعية".
كما أعلن الحزب مساء الجمعة أن مقاتليه يخوضون "اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع قوات جيش العدو الإسرائيلي في بلدة الجبين"، مشيراً إلى أن "الاشتباكات مستمرة".
إصابة جنود حفظ سلام إيطاليين جنوب لبنان
أصيب أربعة جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام الدولية بعد أن ضرب صاروخان موقعهم في جنوب لبنان، بحسب ما نقلت مراسلة بي بي سي للشرق الأوسط في بيروت.
وقالت القوة المعروفة باسم اليونيفيل، بيان لها، إن الصواريخ أطلقت على الأرجح من قبل حزب الله أو الجماعات التابعة له، دون تسجيل أي إصابات.
وأضافت في بيانها: "الصواريخ أصابت مخبأ ومنطقة لوجستية تستخدمها الشرطة العسكرية الدولية، مما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية القريبة. وقد اشتعلت النيران في أحد المباني المتضررة، ولكن أفراد القاعدة تمكنوا من إخماد الحريق بسرعة".
يُذكر أن هذا هو الهجوم الثالث على قاعدة اليونيفيل في بلدة شمع في قضاء صور جنوب لبنان خلال أسبوع.
وتحث اليونيفيل بشدة الأطراف المتحاربة على تجنب القتال بالقرب من مواقعها، واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة وموظفيها في جميع الأوقات، مؤكدةً أن أي هجوم ضد قوات حفظ السلام يشكل "انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701".
بدورها، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية،جورجيا ميلوني عن "سخطها وقلقها العميقين"، داعية إلى "ضمان سلامة قوات اليونيفيل". كما حذر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني من "مهاجمة القوات الإيطالية من قبل طرفي الحرب؛ حزب الله وإسرائيل".
ملامح "اتفاق محتمل"
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين إقليميين وأمريكيين مطلعين أن "هناك تبلوراً لملامح اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان، ما يثير التفاؤل الحذر بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية في لبنان. رغم ذلك، فإن تفاصيل تنفيذ هذه التسوية لا تزال بحاجة إلى اتفاق نهائي"، بحسب الصحيفة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الاقتراح المطروح يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً، "ستنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من لبنان، في وقت يتوقع أن يسحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني".
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل تبدي اهتماماً أكبر بإبرام اتفاق لوقف النار في لبنان مقارنة بغزة، حيث تعتقد أن الحل الأسهل لإعادة السكان إلى شمال لبنان هو من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار".
وقال المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين خلال زيارته الثلاثاء لبنان، إنه أجرى محادثات "بناءة للغاية" لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وأكد هوكشتاين وجود "فرصة حقيقية"لإنهاء النزاع بين الطرفين"، موضحاً أن "الحل أصبح قريباً، والنافذة مفتوحة للتوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة" على حد تعبيره.